بصفتها الشركة الرائدة في تصنيع الصلب ومواد البناء في دولة الإمارات العربية المتحدة، تلعب مجموعة إمستيل دوراً محورياً في رسم ملامح مستقبل الصناعة في الدولة ودفع عجلة الابتكار وتعزيز الاستدامة. في هذه المقابلة، يشرح المهندس سعيد غمران الرميثي، الرئيس التنفيذي لمجموعة إمستيل، كيف تُحقق هذه الشركة الرائدة رسالتها وتسهم في بناء مستقبل مستدام ومزدهر لدولة الإمارات.
ما هي أبرز الإنجازات التي تعكس تأثير مجموعة إمستيل على الاقتصاد الوطني؟
تُعدّ مجموعة إمستيل حجر الأساس في قطاع التصنيع الحيوي في دولة الإمارات، حيث توائم عملياتها مع الاستراتيجية الوطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة “مشروع 300 مليار” لدعم الدولة في أن تصبح قوة صناعية عالمية. تساهم إمستيل بنسبة 10 في المئة من إجمالي إنتاج التصنيع في أبوظبي، وتستحوذ على 60 في المئة من سوق الصلب في الإمارات، وتواصل دورها الحيوي في المشهد الصناعي في الدولة.
وبصفتها شريكاً ملتزماً في برنامج القيمة الوطنية المضافة، خصصت إمستيل حوالي 3.5 مليار درهم للمشتريات المحلية. كما تفخر المجموعة بجهودها الحثيثة في مجال التوطين، حيث يمثل مواطنو دولة الإمارات 52 في المئة من قواها العاملة.

كيف تتميز إمستيل كمجموعة رائدة في الممارسات الصناعية المستدامة؟
تفخر مجموعة إمستيل بكونها أول شركة لصناعة الصلب في العالم تلتقط جزءًا من انبعاثاتها من ثاني أكسيد الكربون، مما يسمح لنا بالعمل بكثافة كربون أقل بنسبة 45 في المئة من متوسط الصناعة العالمي. وبالشراكة مع مصدر، أطلقنا أول مشروع تجريبي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا باستخدام الهيدروجين الأخضر لاستخراج الحديد من خام الحديد، وهي خطوة بالغة الأهمية في صناعة الصلب.
بدأ هذا المشروع التجريبي، الذي دخل مرحلة التشغيل الكامل، بإنتاج الصلب الأخضر بنجاح. وبطاقة إنتاجية تبلغ 2.1 ميجاوات، يمكن للمشروع إنتاج ما يصل إلى 368 طنًا من الهيدروجين الأخضر سنويًا، مما يمكننا من إنتاج 5,000 طن من الصلب الأخضر وخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحوالي 3,680 طنًا سنويًا، أي ما يعادل الكربون الذي تلتقطه 168,000 شجرة أو الانبعاثات السنوية لـ800 سيارة. ويتماشى هذا الجهد الرائد مع سياسة أبوظبي العامة للهيدروجين منخفض الكربون والتي تسعى إلى ترسيخ الهيدروجين ركيزةً أساسيةً للطاقة النظيفة.
وتقديرًا لريادتها في مجال إزالة الكربون الصناعي، تم تعيين إمستيل في سبتمبر/أيلول 2024 رئيسًا مشاركًا للتحالف العالمي لإزالة الكربون من القطاع الصناعي الذي تديره الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا”. ونفخر بمشاركة هذا الدور القيادي العالمي مع شركة سيمنز للطاقة، خلفًا لشركة “تاتا ستيل”.
كيف تستفيد المجموعة من التكنولوجيا لتعزيز إنتاجيتها وقدرتها التنافسية العالمية؟
تواصل مجموعة إمستيل ريادتها في التحول الرقمي باستخدام أحدث التقنيات التي تعزز الكفاءة والاستدامة والشفافية. تحسّن أداة تحليل زمن التسليم المدعومة بالذكاء الاصطناعي والمصممة لتفسير بيانات تخطيط المبيعات والعمليات، من إنجاز الطلبات وخفض التكاليف مثل الاحتفاظ بالمخزون والغرامات. ومن خلال تحديد العوائق وتقصير زمن التسليم، تُعزز هذه الأداة أيضاً الكفاءة التشغيلية وتعزز الاحتفاظ بالعملاء على المدى الطويل.
لقد قمنا أيضًا بتطوير أول نظام عالمي لمراقبة وإصدار شهادات الصلب الأخضر بقيادة الذكاء الاصطناعي، وهو حل قائم على السحابة يحسب الانبعاثات على مستوى الحرارة ويتيح إمكانية التتبع القائمة على تقنية البلوك تشين ويقدم محفظة رقمية لإدارة رصيد الكربون.
ولتعزيز جاهزية أعمالنا للمستقبل، وحّدنا جميع عملياتنا ضمن منصة تخطيط موارد مؤسسات سحابية واحدة، مزودة بإمكانيات متقدمة للذكاء الاصطناعي والتحليلات، مما يعزز مرونة سلسلة التوريد واستدامتها. وقد حصدنا خمس جوائز “القائد الرقمي في الصناعة 4.0 في الإمارات” من وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة تقديرًا لالتزامنا بالابتكار.

كيف تتعاون مجموعة إمستيل مع الشركاء المحليين والدوليين لدفع عجلة التنمية الصناعية؟
تواصل مجموعة إمستيل تعزيز التعاون الاستراتيجي الذي يدعم النمو الصناعي المستدام والتكامل الإقليمي. بالشراكة مع “Yellow Door Energy”، الشريك الرائد في مجال الطاقة المستدامة في الشرق الأوسط وأفريقيا، تُطوّر إمستيل أكبر مشروع للطاقة الشمسية الكهروضوئية الصناعية على أسطح المباني في دولة الإمارات، وهو نظام بقدرة 31.5 ميجاوات في الذروة سيزوّد منشآتنا بالطاقة المتجددة.
تؤكد هذه المبادرة التزامنا الرائد بحلول الطاقة ذاتية التوليد للتصنيع المستدام. وفي خطوة رئيسية أخرى، وقّعت إمستيل مذكرة تفاهم مع شركة مدن، لتصبح بذلك أول شركة تطوير عقاري في الإمارات تتبنى استخدام الصلب منخفض الكربون.
وتدعم هذه الشراكة استراتيجية الإمارات للحياد المناخي 2050 من خلال تعزيز إزالة الكربون عبر سلسلة القيمة في قطاع البناء باستخدام الصلب الأخضر المنتَج باستخدام الهيدروجين المتجدد المعتمد. كما نعمل على تطوير الخدمات اللوجستية الإقليمية من خلال شراكات استراتيجية تركز على تسهيل نقل المواد الخام وربط السكك الحديدية عبر الحدود.
وتعكس اتفاقياتنا المميزة مع شركة حفيت للقطارات وشركة تنمية معادن عُمان التزامنا المشترك بالنقل الفعال والمستدام للمواد الخام الأساسية لإنتاج الأسمنت.
وتتوافق هذه الشراكات أيضاً مع استراتيجية “مشروع 300 مليار” ورؤية عُمان 2040، مما يعزز دورنا في تعزيز التقدم الاقتصادي والبيئي في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي.
ما هي أحدث الإنجازات التي ترسخ إرث المجموعة كسفيرٍ للنمو الصناعي في المنطقة؟
بين عامي 2020 و2024، زادت مجموعة إمستيل إنفاقها على الابتكار والاستثمار بنسبة 127 في المئة، مما يُظهر التزامًا قويًا بالتقدم الصناعي. واستنادًا إلى هذا الزخم، أطلقنا برنامج تعزيز الأصول، وهو مبادرة استراتيجية برأس مال يُقارب 625 مليون درهم.
ستُطلق المرحلة الأولى من البرنامج جيلاً جديدًا من قضبان حديد التسليح عالية القوة ومنتجات متطورة ذات مقاطع ثقيلة، مما يُوسّع محفظة منتجات المجموعة بشكل كبير لتلبية الطلب المتزايد على حلول البناء المستدامة.
وستُمكّن المرحلة الثانية المجموعة من إنتاج قضبان عالية الكربون ومربعات صلب خاصة ضرورية لدعم هذه المجموعة الجديدة من المنتجات. ومن خلال تجاوز قيود المصانع الحالية والتوسع في فئات المنتجات المتقدمة، تتمتع إمستيل بمكانة استراتيجية تُمكّنها من تعزيز قدرتها التنافسية في القطاعات الحيوية، بما في ذلك البنية التحتية والطاقة والتطبيقات الصناعية والبتروكيماويات ومكونات السيارات.

كيف تساهم إمستيل في تحقيق هدف دولة الإمارات بأن تصبح مركزاً عالمياً للتصنيع المتقدم؟
تلعب مجموعة إمستيل دورًا أساسيًا في تطوير المنظومة الصناعية في دولة الإمارات من خلال ترسيخ سلاسل القيمة وبناء قدرات تصنيعية استراتيجية ودعم الصناعات التحويلية. وتساهم المجموعة بنسبة 10 في المئة من إجمالي نشاط التصنيع في أبوظبي، وبحصة 60 في المئة في سوق الصلب في دولة الإمارات وتواصل تحفيز التنمية الصناعية.
لا نكتفي بتوفير مواد أساسية مثل قضبان التسليح عالية القوة والمقاطع الثقيلة فحسب، بل نوفر أيضًا 90 في المئة من احتياجات قضبان الأسلاك لمصنعي الصناعات التحويلية في الإمارات. ومن خلال برنامجنا لتعزيز الأصول بقيمة 625 مليون درهم، ومشاركتنا الفعالة في المبادرات الوطنية مثل “مشروع 300 مليار” وبرنامج المحتوى الوطني، تُسرّع شركة إمستيل مسيرة دولة الإمارات لتصبح قوة عالمية في مجال التصنيع المتقدم والمستدام.
كيف تدعم المجموعة المشاريع الإقليمية العملاقة وتطوير البنية التحتية خارج الإمارات؟
في المملكة العربية السعودية، نلعب دورًا رئيسيًا في العديد من المشاريع العملاقة التي تُعدّ جزءًا من استراتيجية رؤية المملكة 2030. يتم توريد منتجاتنا من الصلب الهيكلي إلى مشاريع تطويرية بارزة، بما في ذلك قرية تروجينا للتزلج ضمن مشروع نيوم العملاق. كما يشهد حضورنا في الهند نموًا مطردًا، لا سيما في قطاعات متخصصة مثل حلول الأساسات، حيث نوفر الخبرة الفنية ونتميز بمنتجاتنا.
تركز استراتيجية التوسع الإقليمي هذه على تقديم حلول ذات قيمة مضافة مصممة خصيصًا لتلبية متطلبات البنية التحتية المحلية، مما يعزز مكانة مجموعة إمستيل كشريك صناعي موثوق في دول مجلس التعاون الخليجي وجنوب آسيا.
كيف تستعد مجموعة إمستيل لتلبية الطلب المستقبلي على منتجات الصلب المستدامة في القطاعات سريعة النمو؟
نتوقع هذا الطلب المستقبلي من خلال استثمارات مُوجهة في قدرات الإنتاج المتطورة. يشمل برنامجنا لتعزيز الأصول طرح مربعات صلب عالية الكربون وخاصة، وهي منتجات أساسية للتطبيقات عالية الأداء في قطاعات مثل الطاقة والبتروكيماويات والمعدات الصناعية والتصنيع.
تستورد دول مجلس التعاون الخليجي حاليًا حصة كبيرة من الصلب ذات القيمة المضافة، إلا أن توسعنا سيُمكّن من توفير الإمدادات المحلية والإقليمية ويُقلل الاعتماد على الواردات ويُحسّن المرونة الاستراتيجية للصناعة. صُممت خطة التطوير لدينا لتلبية احتياجات البنية التحتية للعقد المقبل مع الحفاظ على ريادة دولة الإمارات في مجال المواد المستدامة.

كيف تستفيد المجموعة من الجيل التالي من الاتصال لتعزيز طموحاتها في مجال التصنيع الذكي؟
يُعد تطبيق تقنية تقطيع شبكة الجيل الخامس أحد المكونات الأساسية لاستراتيجيتنا للتحول، وهي الأولى من نوعها في القطاع الصناعي في دولة الإمارات. تُمكّننا هذه البنية التحتية المتطورة من ربط أصولنا الموزعة على نطاق واسع عبر مرافق الإنتاج لدينا، مما يُنشئ بيئة رقمية آمنة وفائقة السرعة تدعم معالجة البيانات في الوقت الفعلي والمراقبة عن بُعد وتكامل الذكاء الاصطناعي.
ومن خلال تمكين التصنيع الذكي على نطاق واسع، سيعزز هذا الاتصال مكاسبنا في الكفاءة ويُقلل من استهلاك الطاقة ويدعم عمليات مرنة وسريعة الاستجابة. إنها خطوة كبيرة إلى الأمام في بناء منظومة تصنيع ذكية تتماشى مع أهداف دولة الإمارات الرقمية والاستدامة.
ما هي أهمية الابتكار في صناعة الصلب ومواد البناء في دولة الإمارات؟
في دولة الإمارات، الابتكار أكثر من مجرد مصطلح، بل هو ضرورة استراتيجية مدعومة بسياسات وبنية تحتية وطموح عالمي. في إمستيل، يُمكّننا الابتكار من مواجهة التحديات بفعالية وعلى نطاق واسع. كما يُمكّننا من تطوير حلول مستدامة وجاهزة للتصدير، تُعزز القدرات الوطنية والقدرة التنافسية الدولية.
نرى في الابتكار عاملاً مميزاً، يُمكّننا من مواكبة متطلبات المستقبل في ظلّ ديناميكيات سلسلة التوريد المتغيرة والتغييرات التنظيمية ومتطلبات السوق المتغيرة. من التصنيع الذكي إلى الأتمتة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وصولاً إلى إنتاج الصلب الأخضر، يُشكّل الابتكار محرك تحوّلنا وريادتنا الإقليمية.
ويُعدّ دورنا في “مشروع 300 مليار” وحصتنا السوقية الكبيرة دليلاً على البيئة المواتية للابتكار الصناعي في دولة الإمارات وقدرتنا على تحويله إلى تأثير عالمي.
كيف تدمج مجموعة إمستيل الابتكار لمواجهة التحديات البيئية والتشغيلية؟
تتأصل رحلتنا الابتكارية بعمق في جميع جوانب عملياتنا ومن أبرز مبادراتنا مشروعنا التجريبي للهيدروجين الأخضر، وهو الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. يُمكّن هذا المشروع إنتاج الصلب الأخضر باستخدام الهيدروجين المتجدد لاستخراج الحديد وهو إنجاز أساسي في مجال إزالة الكربون. تبلغ قدرة هذا النظام 2.1 ميجاوات، وينتج 368 طنًا من الهيدروجين الأخضر سنويًا, ما يكفي لتصنيع 5,000 طن من الصلب الأخضر مع تجنب انبعاثات حوالي 800 مركبة ركاب سنويًا.
بالإضافة إلى ذلك، قمنا بدمج تقنية احتجاز الكربون، وتقنية البلوك تشين للحصول على شهادات الصلب الأخضر، وأنظمة مغلقة لاستعادة المياه والحرارة. ولا تقتصر هذه الابتكارات على تقليل الانبعاثات فحسب، بل تُعزز أيضًا الكفاءة والأداء بشكل عام.
على الصعيد التشغيلي، يُستخدم الذكاء الاصطناعي لتحسين الصيانة التنبؤية وتقليل وقت التوقف عن العمل وتعزيز السلامة مثل الكاميرات الذكية التي تكتشف الامتثال لمعدات الحماية في الوقت الفعلي. كما نطبق التوائم الرقمية لتقليل النفايات وتحسين دقة العمليات.

اقرأ أيضاً: مركز دبي للسلع المتعددة يتصدر المبادرات التجارية والابتكارية العالمية
كيف تسهم مجموعة إمستيل في دعم أهداف مبادرة اصنع في الإمارات؟
ساهمت مبادرة “اصنع في الإمارات” بشكل كبير في تعزيز مكانتنا كلاعب رئيسي في المنظومة الصناعية لدولة الإمارات. فمن خلال تعزيز التصنيع المحلي والتميز الصناعي، أتاحت لنا هذه المبادرة الوصول إلى موارد حيوية وفرص للتواصل وأطر سياسات تعزز كفاءتنا التشغيلية.
كيف يعكس دور إمستيل كشريك قطاع في حدث اصنع في الإمارات 2025 التزامها بمستقبل الصناعة في دولة الإمارات؟
يسرنا رعاية حدث اصنع في الإمارات 2025 كشريك لقطاع المعادن، مما يعزز التزامنا بتعزيز القطاع الصناعي في دولة الإمارات ودعم رؤيتها الاقتصادية. وبصفتنا الشركة الرائدة في تصنيع الصلب ومواد البناء في الدولة، نلعب دورًا محوريًا في رسم مستقبل الصناعة ودفع عجلة الابتكار وتعزيز الاستدامة.
نواصل تعزيز مكانة دولة الإمارات كقوة صناعية رائدة على الساحة العالمية من خلال توافقنا مع المبادرات الوطنية الرئيسية مثل مبادرة “مشروع 300 مليار” وامتدادنا العالمي الذي يغطي 72 دولة.
انقر هنا للاطلاع على المزيد من المقابلات الخاصة.