لقد لعب مكتب أبوظبي للاستثمار (ADIO) دوراً حيوياً في دعم طموحات أبوظبي في الريادة بالصناعات القائمة على الابتكار، وتعزيز شراكاتها على المستوى العالمي.
يؤكد سعادة حارب المهيري، المدير التنفيذي في مكتب أبوظبي للاستثمار، في حوار مع “إيكونومي ميدل إيست”، أن النهج “غير المعاملاتي” لـ ADIO يعدّ مفتاحاً لبناء شراكات طويلة الأمد، تستند إلى النمو ذي المنفعة المتبادلة.
بصفتك المدير التنفيذي لقطاع نمو المستثمرين في مكتب أبوظبي للاستثمار، أنت في مقدمة جهود تحويل الإمارة إلى اقتصاد عالمي مزدهر. كيف يسهم ADIO في تعزيز رحلة المستثمر لجذب ودمج وتنمية الشركات والمواهب الدولية في أبوظبي؟
في ADIO، نعمل على خلق تجربة سلسة للمستثمرين، بدءاً من المشاركة الأولى وصولاً إلى النمو المستدام. نقدم الدعم في جميع المراحل، مع توفير تجربة شاملة تغطي تأسيس الأعمال ودخول السوق والتوسع.
بجانب الترخيص والدعم التنظيمي، نساعد المستثمرين على الاستفادة من بيئة الأعمال المتقدمة في أبوظبي، التي تتضمن تملك الأجانب بنسبة 100 في المئة في معظم القطاعات، وضريبة دخل شخصية تبلغ صفر، والوصول إلى سوق بقيمة 2.5 تريليون دولار من خلال اتفاقيات التجارة مع الإمارات.
وبالإضافة إلى تمكين نمو الأعمال، نركز على التكامل الشخصي من خلال توفير الدعم في مجالات الإسكان والتعليم والإقامة والخدمات المصرفية والمزيد، لضمان ازدهار المستثمرين وعائلاتهم في أبوظبي.
من الأمثلة الملهمة في هذا الصدد، الشركة الكورية الجنوبية H2O Hospitality، وهي متخصصة في الخدمات الرقمية، حيث ساعدناها في تأسيس مقرها الرئيسي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في أبوظبي عبر دعم ADIO المخصص للتأهيل والتوسع.
اليوم، تتوسع شركة H2O في جميع دول مجلس التعاون الخليجي، مع اعتمادها على أبوظبي كنقطة انطلاق رئيسية. نحن نتبع نهجاً غير معتمد على المعاملات، بل نركز على بناء شراكات طويلة الأمد متجذرة في النمو المشترك.
أنشأ ADIO مجموعة من المكاتب الدولية. كيف عززت هذه الشبكات العالمية القدرة على جذب الاستثمارات الأجنبية، وما هي المناطق أو الأسواق التي يخطط للتوسع فيها في المستقبل؟
تعمل شبكة ADIO الدولية على تعزيز رؤية أبوظبي المنفتحة لتشمل الأسواق العالمية الاستراتيجية. مكاتبنا بالخارج تُعتبر جسوراً مباشرة للمستثمرين، مما يمكنهم من المشاركة والاستجابة السريعة لاحتياجات السوق.
كما تتيح لنا إبراز المزايا الاستثنائية التي تتمتع بها أبوظبي، بما في ذلك بيئتها الضريبية المواتية، واللوائح التيسيرية، ونوعية الحياة العالية، لجذب المستثمرين العالميين.
لعبت هذه الشبكات دوراً محورياً في بناء علاقات قائمة على الثقة، والتي أدت إلى استثمارات في مجالات ذات أولوية في أبوظبي. كمثال، أقامت شركة Neoply، المتخصصة في تقنية البلوك تشين ومقرها كوريا الجنوبية، عملياتها في أبوظبي بعد تعاونها مع مكتبنا في سيول.
وفي إطار رؤيتنا المستقبلية، نسعى لتوسيع تواجدنا في الأسواق الآسيوية الرئيسية، مثل اليابان والصين، بينما نبحث عن فرص جديدة عبر أوروبا وأميركا الشمالية، لدعم طموح أبوظبي في ريادتها للصناعات المبتكرة وتعزيز شراكاتها العالمية.
اقرأ أيضاً: بالتعاون مع مكتب أبوظبي للاستثمار…”بايو سول” تؤسس مقرها العالمي في الإمارة
لقد أصبح منتدى أبوظبي للاستثمار (ADIF) منصة رئيسية لتعزيز الاستثمارات العالمية الاستراتيجية. بعد نجاحكم في الصين، ما الذي يمكن أن نتوقعه من النسخة المقبلة في طوكيو، وكيف تعمل هذه المنتديات على تعزيز مكانة أبوظبي كمركز استثماري عالمي؟
يعدّ ADIF حافزاً رئيسياً لتشكيل مستقبل الاستثمار من خلال الشراكات الاستراتيجية المباشرة مع شركائنا العالميين. لقد عززت فعالياتنا الناجحة في بكين وشنغهاي مكانة أبوظبي الرائدة في مجالات مثل التصنيع المتقدم وعلوم الحياة والتنقل الذكي، مما أدى إلى إبرام اتفاقيات استراتيجية مع شركات صينية كبرى مثل Wind Information وFosun وHejun Group.
خلال منتدانا القادم في طوكيو، سنعزز هذا الزخم ونعرض أبوظبي كمركز عالمي للابتكار والاستثمار والنمو.
سيجمع منتدى أبوظبي للاستثمار في اليابان كبار الرؤساء التنفيذيين والمستثمرين المؤسسيين وصانعي السياسات، إلى جانب القيادة الاقتصادية في أبوظبي، لاستكشاف فرص الاستثمار في القطاعات الأساسية مثل التكنولوجيا المتقدمة والتمويل والبنية التحتية المستدامة، التي تتماشى مع الأولويات الاقتصادية لأبوظبي وأجندة الابتكار اليابانية.
في منتدى أبوظبي للاستثمار في اليابان، نهدف إلى توطيد التعاون مع الشركات اليابانية متعددة الجنسيات والشركات الصغيرة والمتوسطة التي تسعى للنمو في المنطقة، مع إبراز التجمعات الاقتصادية المستقبلية في أبوظبي والبيئة التنظيمية العالمية والمشهد الاستثماري النشط. يقوم مكتب أبوظبي للاستثمار بدور رئيسي في تعزيز التنمية الاقتصادية في جميع أنحاء المنطقة.
كيف يساهم التركيز على تعزيز النمو والاستثمار، وخاصة عبر مبادرات مثل التنمية الإقليمية والشراكات بين القطاعين العام والخاص، في رفع نوعية الحياة كأثر ثانوي مهم لهذا النمو؟
في أبوظبي، لا يمكن الفصل بين التنمية الاقتصادية وجودة الحياة. نحن نعمل على بناء اقتصاد واسع النطاق يتيح تمكين المجتمعات، ويعزز الابتكار، ويدعم الرخاء على المدى الطويل. يضمن عملنا أن تبقى الإمارة وجهة مثالية للأفراد والعائلات والشركات للازدهار.
يمثل هذا النهج الأساس لاستراتيجيتنا، لا سيما مع توسيع استثماراتنا والفرص الاقتصادية خارج أبوظبي، مما يضمن نمواً شاملاً في كافة أنحاء الإمارة.
على سبيل المثال، توفر منصة مناقصات “مساطحة” القائمة على الخرائط شفافية أكبر وإمكانية وصول للمستثمرين المحليين، مع إبراز المشاريع المتاحة في جميع أنحاء أبوظبي، بما في ذلك منطقتي العين والظفرة. كما ننشط في تعزيز التعاون بين شركائنا من القطاعين العام والخاص لتنفيذ مشاريع بنية تحتية مبتكرة، مثل مدرسة هارو الدولية أبوظبي، التي ستصبح أول مدرسة داخلية في الإمارة.
جاءت هذه المبادرة المؤثرة نتيجة جهد تعاوني بين كيانات رائدة في القطاعين العام والخاص، بما في ذلك دعم ADIO عبر برنامج “مساطحة”، مما يجسد نوع المشاريع التي أصبحت ممكنة من خلال نهج الشراكة. هذه المشاريع تعزز مكانة أبوظبي كمركز عالمي للاستثمار والمواهب والابتكار، وتعمل على تمكين مجتمعاتنا للأجيال المستقبلية.
يقدم ADIO “دعمًا شاملاً للمستثمرين” من خلال نموذج الشباك الموحد للمعاملات One Stop Shop. هل يمكنك إطلاعنا على بعض قصص نجاح تُظهر كيف ساعد هذا النهج الشامل في مواجهة التحديات التي تواجه المستثمرين عند دخول سوق أبوظبي؟
يقوم نموذجنا الشامل على إزالة الحواجز وتسريع دخول المستثمرين إلى السوق، مما يمكنهم من التوسع بسرعة وثقة.
يُعتبر دخول شركة آرتشر للطيران إلى أبوظبي عبر مجمّع صناعة المركبات الذكية وذاتية القيادة (SAVI) مثالاً قوياً على تأثير نموذج الدعم الشامل لـ ADIO في تسريع نجاح المستثمرين.
وعبر اتفاقية تعاون متعددة الأطراف، عمل ADIO مع الكيانات الحكومية الرئيسية وشركاء القطاع الخاص على دعم آرتشر في الحصول على الموافقات التنظيمية وتطوير البنية التحتية الأساسية والاندماج بسرعة في السوق.
تستعد شركة آرتشر اليوم لإطلاق أول خدمات سيارات الأجرة الجوية الكهربائية في المنطقة، مما يفتح آفاق جديدة للتنقل الحضري المستدام. نحن فخورون بأن أبوظبي ستكون من بين أولى المدن العالمية التي تستقبل هذه الخدمة على نطاق واسع.
بتسهيل إزالة الحواجز ومواءمة أصحاب المصلحة وتقديم مسارات واضحة للنمو، يساعد ADIO الشركات الرائدة مثل آرتشر على تجاوز تعقيدات دخول سوق جديدة، مما يعزز من دور أبوظبي كمحرك أساسي في الصناعات المستقبلية.
يعكس هذا النجاح فعالية نهجنا الشامل؛ فنحن لا نكتفي بجذب المستثمرين وحسب، بل نساعدهم أيضاً على الابتكار والتوسع والمساهمة بشكل هادف في التحول الاقتصادي في أبوظبي.
انقر هنا للاطلاع على المزيد من المقابلات الخاصة.
