على خلفية الوباء العالمي والحرب في أوكرانيا والتحديات الجغرافية الاقتصادية، يعود الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي حضورياً إلى دافوس بين 22 و26 مايو/أيار الحالي، لمعالجة التحديات الجيو-اقتصادية غير المسبوقة التي تؤثر على عالم متعدد الأقطاب.
فبعد توقف دام عامين بسبب جائحة كوفيد-19 والأزمة الأوكرانية التي تلتها وغيرهما من التحديات الجيواقتصادية، يُعقد الاجتماع في مرحلة زمنية حاسمة. وسيجمع ما يقرب من 2500 من القادة والخبراء من جميع أنحاء العالم، وجميعهم ملتزمون بـ”روح دافوس”، بهدف إعادة التواصل وتبادل الأفكار واكتساب وجهات نظر جديدة وتقديم حلول، وتحسين حالة العالم.
ويعقد الاجتماع تحت عنوان “التاريخ يقف عند نقطة تحول: السياسات الحكومية واستراتيجيات الأعمال”، و”يركز على التحديات العالمية غير المسبوقة التي تواجهها الحكومات حاليا، بما في ذلك التعافي في ما بعد الجائحة والأزمة الأوكرانية وتغير المناخ”، بحسب بيان المنتدى الاقتصادي العالمي.
الاجتماع أول قمة تجمع قادة العالم معا في هذا الوضع الجديد
وقال مؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي ورئيسه التنفيذي، كلاوس شواب، إن “الاجتماع السنوي هو أول قمة تجمع قادة العالم معا في هذا الوضع الجديد الذي يتسم بعالم ناشئ متعدد الأقطاب نتيجة للجائحة والحرب”.
وأضاف أن “الحقيقة المتمثلة في أن ما يقرب من 2500 من قادة السياسة والمجتمع المدني للأعمال ووسائل الإعلام سيجتمعون حضوريا يدل على الحاجة إلى منصة عالمية موثوقة وغير رسمية وعملية المنحى لمواجهة القضايا في عالم تحركه الأزمات”.
المشاركون
فمن المتوقع أن ينضم إلى هذا الحدث أكثر من 50 رئيس دولة وحكومة، حسبما أفاد المنتدى الاقتصادي العالمي. كما سيشارك فيه أكثر من 1250 من قادة القطاع الخاص.
وسيمثل المجتمع المدني أكثر من 200 من قادة المنظمات غير الحكومية وأصحاب المشاريع الاجتماعية والأوساط الأكاديمية والمنظمات العمالية والجماعات الدينية والدينية وأكثر من 400 من قادة الإعلام والصحافة. سيجمع الاجتماع السنوي أيضًا الأجيال الشابة، مع مشاركة 100 عضو من مجتمعات Global Shaper و Young Global Leader التابعة للمنتدى.
جدول الأعمال
وسوف يركز جدول أعمال الاجتماع على ستة مواضيع هي:
تعزيز التعاون العالمي والإقليمي: كيفية استعادة الاستقرار وسط حقبة جديدة من الصراع والتوتر الجيوسياسي وكذلك دفع عجلة التجارة والازدهار والشراكات.
تأمين الانتعاش الاقتصادي وتشكيل عهد جديد من النمو: كيفية تحقيق الاستقرار في الاقتصاد الحقيقي والنظام المالي، مع تحديد مستقبل النمو المتوازن والعولمة والتنمية.
بناء مجتمعات صحية ومنصفة: كيفية تجاوز مرحلة الطوارئ الصحية للوباء، وإعادة البناء في أعقابه وتعزيز المرونة الصحية لمواجهة التهديدات المستقبلية وكذلك الاستثمار في الوظائف الجيدة والأجور المعيشية والمهارات والتعليم، مع عدم نسيان إعادة تعريف رأسمالية أصحاب المصلحة لسياق جديد.
حماية المناخ والغذاء والطبيعة: كيفية الاستمرار في تأمين النظم الغذائية، وبناء اقتصاد قائم على الطبيعة وكذلك ترتيب انتقال الطاقة وبناء اقتصاد أخضر.
قيادة تحول الصناعة: كيفية تحقيق التوازن بين الابتكار والمرونة والكفاءة عبر الصناعات بالإضافة إلى البناء على مبادرات المنتدى مثل مستقبل الوظائف وتحالف أديسون (وهو حركة عالمية لرواد القطاعين العام والخاص هدفها إعطاء الأولوية لمهمة توفير فرص الاتصال الرقمي للجميع تحقيقاً لأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة) ومبادرات إعادة تشكيل المهارات التي تساعد في تزويد الصناعات والعاملين بالأدوات اللازمة للنجاح في عالم متغير.
تسخير قوة الثورة الصناعية الرابعة: كيفية تعزيز حوكمة التكنولوجيا والأمن السيبراني بالإضافة إلى شبكة المنتدى سريعة النمو من مراكز الثورة الصناعية الرابعة ، والتي تشكل سياسات واستراتيجيات جديدة من خلال الاستفادة من العلوم والتكنولوجيا والابتكار.
يقول المنتدى إن قادة الأعمال والحكومات في العالم بحاجة إلى العمل معا لتطوير سياسات واستراتيجيات طويلة الأجل لتنشيط الاقتصاد العالمي المتضرر بشدة، وتعزيز تقدم الثورة الصناعية الرابعة، والتصدي لأكبر تهديد تواجهه البشرية، ألا وهو تغير المناخ.
يأتي ذلك بعدما حذر صندوق النقد الدولي في تقرير آفاق الاقتصاد العالمي الصادر في أبريل/نيسان من أن النمو العالمي من المتوقع أن يتباطأ من 6.1 في المئة في عام 2021 إلى 3.6 في المئة في عامي 2022 و2023. وهذا أقل بمقدار 0.8 و0.2 نقطة مئوية لعامي 2022 و2023 مما توقعه المقرض العالمي في يناير/كانون الثاني.
تجدر الإشارة إلى أنه كان من المقرر في الأصل عقد الاجتماع السنوي لعام 2022 في الفترة من 17 إلى 21 يناير، ولكن تم تأجيله بسبب التحديات المتمثلة في تنظيم مؤتمر عالمي حضوريا أثناء تفشي أوميكرون.