Share

هل تنفجر أزمة الغذاء مجدداً مع تعليق روسيا اتفاق صادرات الحبوب؟

أسعار القمح ترتفع بعد انسحاب روسيا من الاتفاق
هل تنفجر أزمة الغذاء مجدداً مع تعليق روسيا اتفاق صادرات الحبوب؟
مرفأ أوديسا الأوركراني

هل نحن أمام أزمة غذاء جديدة تترافق مع ارتفاع أعداد الفقراء في العالم؟ فروسيا قررت السبت أن تنسحب من اتفاق يسمح بتصدير الحبوب من أوكرانيا عبر البحر الأسود، وهو ما أدى إلى ارتفاع أسعار عقود القمح الآجلة.

القرار علّلته موسكو بتعرض أسطولها البحري في البحر الأسود لضربات بطائرة بدون طيار، مدعية أن إحدى الطائرات بدون طيار جاءت من سفينة حبوب تشكل جزءاً من مبادرة البحر الأسود.

وقالت إنها علّقت دورها في اتفاق البحر الأسود “لأجل غير مسمى” بعد إعلان أنها لا تستطيع “ضمان سلامة السفن المدنية” التي تبحر بموجب الاتفاقية بعد تعرض أسطولها في البحر الأسود لهجوم.

وكانت الأمم المتحدة وتركيا الوسيطين الرئيسيين في اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود الذي تم التوصل إليه بين روسيا وأوكرانيا في يوليو/تموز، منهياً حصاراً روسياً استمر 5 أشهر لموانئ أوكرانيا، مما أدى إلى قطع الإمدادات العالمية ورفع تكاليف الغذاء إلى مستوى قياسي.

وسمح الاتفاق بالمرور الآمن للحبوب والبذور الزيتية، وهي من أهم صادرات أوكرانيا. وأدى منذ افتتاحه إلى تخفيف شح الإمدادات العالمية، إذ تم من خلاله بتصدير أكثر من 9.5 ملايين طن من الذرة والقمح ومنتجات دوار الشمس والشعير وبذور اللفت وفول الصويا.

كما أدى إلى خفض أسعار المواد الغذائية العالمية بنحو 15 في المئة عن ذروتها في مارس/آذار، وفقًا لتقرير الأمم المتحدة.

وأفادت وزارة البنية التحتية الأوكرانية الأحد أنه تم حظر 218 سفينة تشارك في تصدير الحبوب – تم تحميل 22 سفينة وعلقت في الموانئ، و95 تم تحميلها وغادرت من الموانئ، و101 في انتظار عمليات التفتيش.

وبموجب الاتفاق، يوافق مركز التنسيق المشترك الذي يضم مسؤولين من الأمم المتحدة وتركيا وروسيا وأوكرانيا على حركة السفن وتفتيشها.

وذكرت “رويترز” اليوم الإثنين أن الأمم المتحدة وتركيا وأوكرانيا واصلت تطبيق الاتفاق مع سريان خطة لعبور 16 سفينة اليوم، رغم تعليق روسيا مشاركتها.

ولأن كلّا من روسيا وأوكرانيا من بين أكبر مصدّري القمح في العالم، كان من الطبيعي أن ترتفع أسعار القمح. إذ قفزت في شيكاغو بنسبة تصل إلى 7.7 في المئة إلى 8.9325 دولاراً للبوشل عند الفتح اليوم الإثنين قبل تقليص المكاسب إلى 5.9 في المئة. كما ارتفعت الذرة بنسبة 2.8 في المئة وزيت فول الصويا 3 في المئة، بحسب ما ذكرت “بلومبرغ”.

ومن المتوقع أن تستمر التقلبات في سوق القمح، حيث ينتظر التجار المزيد من الأخبار من البحر الأسود.

وتعززت المخاوف من أن تؤدي النكسة الأخيرة في العرض إلى زيادة تضخم أسعار الغذاء العالمي وتفاقم الجوع إذا استمر ارتفاع الأسعار.

ووفقاً لـ”واشنطن بوست”، فإن الخطوة الروسية تزيد المخاوف بشأن “انعدام الأمن الغذائي العالمي”.

مواقف وردود فعل

 

عقب إعلان روسيا تعليق مشاركتها، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، انه قلق للغاية، مرجئاً مغادرته للمشاركة في القمة العربية في الجزائر بهدف اجراء اتصالات في محاولة لدفع موسكو الى التراجع عن قرارها.

فيما قالت تركيا إنها تريد مواصلة دعم استمرار اتفاق الحبوب. وأعلنت وزارة الدفاع التركية أن المفاوضات مع الفاعلين المسؤولين ستستمر.

ووصف الرئيس الأميركي جو بايدن الخطوة الروسية بأنها “شائنة” وقال إنها ستزيد من المجاعة. واتهم وزير خارجيته أنتوني بلينكن موسكو باستخدام الطعام كسلاح.

وانتقد الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إعادة روسيا فرض حصار على صادرات الحبوب الأوكرانية.

وكتب على “تويتر” إن “قرار روسيا تعليق المشاركة في اتفاق البحر الأسود يعرض للخطر مسار التصدير الرئيسي للحبوب والأسمدة التي تشتد الحاجة إليهما، للتصدي لأزمة الغذاء العالمية الناتجة عن حربها على أوكرانيا”.