تُعتبر ثقافة الشركات بمثابة مجموعة من القيم والممارسات المشتركة التي تميّز المؤسسات عموماً، سواء داخليًا لقوتها العاملة أو ظاهرياً كجزء من صورتها. كلما كانت الثقافة المؤسسية أكثر وضوحاً وتحديدًا، زاد انتماء موظفيها وانخراطهم بالمؤسسة.
أهمية الثقافة المؤسسية
يُعدّ امتلاك ثقافة مؤسسية متينة أمراً بالغ الأهمية لضمان نجاح أي شركة، واستيفائها مقومات أخرى، مثل تحفيز الموظفين على تحقيق الأداء الأفضل، و إطلاق العنان لما يتمتعون به من قدرات.
يمكن أن تلهم ثقافة الشركة القوية الموظفين أيضًا للشعور بالالتزام بعملهم،وإنما ذلك ينبع من شعورهم بأنهم يشكلون جزءاً من مجتمع يقوم على نفس المبادئ والقيم.
إلى ذلك، يكون الموظفون أكثر إنتاجية عندما يتعزز لديهم الإحساس بأهميتهم كأعضاء ضمن فريق معين، وأن عملهم يخلق تأثيرًا ويساهم في تحقيق الهدف الأسمى.
ومن الأسباب الأخرى التي تجعل من الحيوي التمتع بثقافة شركة قوية هو أنها تعزز الولاء، بحيث سيرغب الموظفون الذين يستمتعون بوظيفتهم في الاستقرار في الشركة على المدى الطويل. قد يؤدي الولاء أيضًا إلى تعزيز تصورات الجمهور للشركة، كونها مكان عمل يشعر الأفراد برغبة في البقاء فيها والتقدم مهنياً.
اقرأ أيضاً: 4 أيام عمل بدوام 40 ساعة في الأسبوع للموظفين الاتحاديين في الإمارات
أفضل الممارسات
تشكل “زوم” (Zoom)، وهي منصة معروفة للمؤتمرات الصوتية والفيديو والتعاون والدردشة والحلقات الدراسية عبر الإنترنت، أحد أفضل الأمثلة لشركة تتمتع بثقافة مؤسسية قوية. نجحت الشركة عبر مختلف مراحل تطورّها في تشكيل طاقم سعادة للمساعدة في الحفاظ على ثقافة متماسكة. تبذل Zoom جهوداً متضافرة في سبيل تشجيع موظفيها على تكوين علاقات داخل الشركة وإظهار التقدير لبعضهم البعض.
وتُعتبر غوغل” (Google) مثالاً ممتازاً آخر على الثقافة المؤسسية الحسنة. تشتهر Google بمزايا الموظفين الرائعة والمكافآت والمزايا ومساحات العمل. ويُعرف عن الشركة أنها تقوم بتوظيف الأفضل فقط، مما يمنح موظفيها إحساسًا بالفخر. علاوة على ذلك، تعزز Google بيئة يتم فيها الاستماع لجميع الآراء ووجهات النظر، مما يجعل الموظفين يشعرون بالتقدير.
وتعدّ شرطة دبي و DHL ومجموعة شلهوب من بين أفضل الشركات في الإمارات التي تتمتع بثقافة مؤسسة استثنائية. وحصدت الشركات المذكورة على جائزة “أفضل أماكن العمل في الإمارات” العام الماضي، والتي قدمتها شركة الاستشارات الإدارية Great Place to Work، نتيجة استطلاع قامت به في 60 دولة.
المزايا والمنافع
إن وجود ثقافة مؤسسية متينة ورعايتها له العديد من الفوائد، بما في ذلك:
الاحتفاظ بالموظفين
تلعب ثقافة الشركة دورًا أساسيًا في جذب المواهب المناسبة للمؤسسة والاحتفاظ بها. إن الثقافة الواضحة والمحددة قادرة على استقطاب الأفراد الذين يظهرون انتماءً لهوية الشركة ويشتركون بالقيم والمبادئ نفسها.
تسوية النزاعات
عندما يتمتع الموظفون في نفس القيم الأساسية الأساسية، يصبح من الأسهل عليهم حل النزاعات التي قد تنشأ بينهم. يتمتع الموظفون بفرصة أفضل لفهم بعضهم البعض، كونهم يشتركون في نفس القيم والمبادئ.
تعزيز التنسيق
في ظل ثقافة مؤسسية قوية، يصبح التواصل داخل المؤسسة أفضل وأكثر سهولة، بحيث لا يخشى الموظفون التعبير عن آرائهم ومشاركة المعلومات التي يمكن أن تساهم في نمو الشركة وازدهارها.
كلمة أخيرة
يمكن أن يكون لثقافة الشركة تأثير كبير على حياتك المهنية، ويمكن لذلك أن ينعكس أيضاً على مختلف جوانب حياتك، لذلك فإن الشعور بالانتماء للمؤسسة التي تعمل لصالحها هو أمر بالغ الأهمية ولا ينبغي التهاون به تحت أي ظرف.
انقر هنا للاطلاع على المزيد من تقارير الأعمال.
