تتمتع كارولين فرج، نائب رئيس شبكة CNN ورئيس تحرير CNN بالعربية، بثلاثين عاماً من الخبرة في مجال الإعلام، وهي مناصرة بارزة لحقوق المرأة العربية والمساواة بين الجنسين في المنطقة.
في العام 2022 ، أطلقت صفحة جديدة عبر “CNN بالعربية” بعنوان “حكايتها”، والتي تركز من خلالها على القصص التي لم تروَ للنساء العربيات، وتمنحهن منبراً للتحدث والتعبير عن آرائهن ووجهات نظرهن.
وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة، التقينا في “إيكونومي ميدل إيست” كارولين وكانت هذه المقابلة:
هل لكِ أن تخبرينا عن مسيرتك المهنية قبل الانضمام إلىCNN؛ كالإنجازات والإخفاقات والنجاحات والتحديات التي واجهتيها؟
بالعودة إلى دراستي الجامعية، كنت أول امرأة تنضم وتتخرج من كلية الصحافة في الأردن. وأمضيت أكثر من 10 سنوات وأنا أعمل كمراسلة صحفية لتغطية أخبار الديوان الملكي في الأردن، حظيت خلالها بفرص التجول حول العالم والتعرف على العديد من قادته، كما كان لي الشرف أن أتعلم مباشرة من العاهل الأردني الراحل الملك الحسين بن طلال. وبعدها، أردت أن أعرف ما هي المرحلة التالية في مسيرتي المهنية؟
رغبت في متابعة تعليمي وقبلت منحة “تشيفنينج” الدراسية وانضممت إلى جامعة “سيتي” في لندن. وبينما كنت أكمل دراساتي العليا للحصول على درجة الماجستير في الصحافة الدولية، تلقيت اتصالاً للعمل مع شبكة CNN، ومن هنا انطلقت رحلتي فيCNN ، التي بدأت منذ 21 عامًا، وما زالت مستمرة حتى اليوم.
تذكرني هذه الرحلة دائمًا بالقول المأثور “لا يوجد شيء مستحيل”، إنها مقولتي المفضلة؛ فإن كنت تؤمن بنفسك وقدراتك، يمكنك التغلب على أي تحدٍ يقف في طريق نجاحك.
كان التحدي الأكبر بالنسبة لي منذ بداية عملي معCNN هو أننا خلال 16 يومًا فقط، لم نتمكن من إطلاق موقعنا باللغة العربية فحسب، بل أطلقنا أولى عملياتنا في الخليج وخامس عمليات الشبكة في المنطقة. لم يكن الأمر سهلاً؛ كان هناك الكثير من المفاجآت التي توجب علينا التعامل معها، وفي الوقت ذاته لا أستطيع نسيان الكثير من اللحظات الرائعة التي تجعلني أبتسم في كل مرة أتذكر فيها بدايات هذه الرحلة الطويلة.
هل لكِ أن تخبرينا عن تطورك المهني في CNN ومسؤولياتك الرئيسية بصفتك نائب رئيس شبكة CNN ورئيس تحرير CNN بالعربية؟
في رحلتي التي استمرت لأكثر من ثلاثين عاماً في المجال الإعلامي، شاهدت العديد من التغييرات في هذه الصناعة، ولكن تعلمت أن شيئاً واحداً بقي ثابتًا لم يتغير وهو نقل الحقيقة وإيصالها إلى الجمهور، وهو المبدأ الذي ساعدنا على تطوير أعمالنا والحفاظ على مكانتنا كإحدى الجهات الرقمية الرائدة في صناعة الإعلام التي تخاطب الجمهور العربي حول العالم.
تقدم CNN بالعربية الأخبار العالمية والقصص التي تركز على المنطقة من خلال منظور فريد. فكان من واجبنا كفريق أن نستمر في نقل الحقائق ونواظب على سرد القصص التي تحمل طابعاً انسانياً. كما تعد أحد الأسباب الرئيسية وراء تميزنا في CNN بالعربية هو ما نقدمه من تقارير موثوقة وحقيقية وواقعية، فضلاً عن ثقة الجمهور الكبيرة في اسم CNN، مما يحملنا المزيد من المسؤولية.
كيف تقيمي هذا التغيير الثقافي في مشهد العمل، ولا سيما بالنسبة للمرأة في هذه المنطقة، وكيف ينعكس ذلك على تطورها المهني أو الشخصي؟
كامرأة من المنطقة وتعيش في هذه المنطقة، شاهدت كيف أسهم التعليم في تغيير المجتمع نحو الأفضل، ولا سيما النساء؛ حيث دعم التعليم قصص النجاح لدى الكثير من النساء العربيات في شتى المجالات كالسياسة والأعمال والفنون وما إلى ذلك. ونتيجة لذلك يوجد اليوم الكثير من النساء البارزات والمؤثرات اللواتي يُشكلن المجتمع في الشرق الأوسط، وهذا أمر يدعو للإعجاب والتفاؤل.
لكن رغم هذه النتائج الإيجابية، لا تزال هناك حاجة إلى تحقيق المزيد؛ حيث نحتاج إلى مواصلة توعية النساء العربيات بحقوقهن، فإن كن لا يعرفن حقوقهن، لا يمكنهن النضال من أجلها. ولهذا السبب نقيم الشراكات مع العديد من المؤسسات التي تتمثل مهمتها الرئيسية في تحديد المكان الذي يجب إحداث التغيير فيه لكي نتمكن من تسليط الضوء على تلك القصص وإيصال أصوات النساء هناك.
برأيك، ما هي أنواع الدعم التي تحتاجها سيدات الأعمال في هذه المنطقة، وهل هي مختلفة أو مشابهة لما هو سائد في الغرب، وكيف تدعمين هذه المساعي؟
يمكنني القول إن التعليم والتدريب يحدثان تغييراً إيجابياً في مسيرة الأشخاص المهنية. في العام الماضي، أطلقنا في CNN بمناسبة الذكرى العشرين لتأسيسها مبادرة “حكايتها” لدعم الشابات العربيات؛ حيث تتبنى مبادرتنا نهجًا شاملاً في تقديم تدريب مجاني للشابات على فن سرد القصص، يليه اتباعهن للعديد من البرامج التدريبة؛ ومن ثم نشر قصصهن على منصتنا.
ما هي الأهداف التي تسعين إلى تحقيقها في المستقبل؟
فخورة بأن CNN بالعربية هي أحد أبرز المنصات الإخبارية المستقلة في الشرق الأوسط؛ لذا فإن هدفي الأول هو تطوير أعمالنا والحفاظ على مكانتنا كإحدى الجهات الرقمية الرائدة في صناعة الإعلام في المنطقة. كما أريد المساعدة في تمكين النساء ودعمهن وتعزيز ثقتهن بأنهن مصدر قوة للمجتمع وليس العكس.
ما الذي أتى بكِ إلى الإمارات؟
بالعودة 21 عام إلى الوراء، ساعدنا موقع دبي وبنيتها التحتية على اتخاذ القرار بأن تكون هذه المدينة مقراً لمنصة CNN بالعربية. ومنذ ذلك الحين، أظهرت الإمارات قدراتها الكبيرة في التعامل مع المشاكل المعقدة، مثل القضايا المتعلقة بتغير المناخ، واستعدادها الدائم للتغيير واستيعاب الأفكار والثقافات المختلفة، ولهذه الأسباب أنا هنا.
ماذا يعني لك اليوم العالمي للمرأة على الصعيد الشخصي؟
هو احتفال بالمرأة وهو احتفال بالرجل الذي آمن بمقدراتها ودعمها. وكما أقول في كثير من الأحيان، يجب ألا نحتفل باليوم العالمي للمرأة في الثامن من مارس فحسب، بل في كل يوم.
