شهد ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، الجلسة الحوارية الخاصة بالرئيس الكوري الجنوبي، يون سوك يول، في “مبادرة مستقبل الاستثمار”، المقامة حالياً في الرياض. وعرض من خلالها الرئيس الكوري تاريخ العلاقات التجارية بين السعودية وكوريا الجنوبية، كاشفا عن أن حجم التبادل التجاري بين البلدين وصل إلى 29 مليار دولار.
حجم التبادل التجاري بين السعودية وكوريا الجنوبية
وأكد الرئيس الكوري الجنوبي، أن “السعودية استطاعت أن تحول نفسها لتكون مركزاً للصناعات المتقدمة وهي مستعدة لذلك”.
وأوضح أن” بلاده تتشارك الخبرة مع الرياض لتحقيق التجربة في وقت أقصر ضمن مساعي تحقيق هذا التعاون المتين”.
وأفصح عن “بلوغ حجم التبادل التجاري بين كوريا الجنوبية والسعودية نحو 29 مليار دولار. وذلك في مجالات الطاقة والدفاع وإنشاءات البنى التحتية. حيث إن تاريخ التبادل التجاري بين كوريا والشرق الأوسط يعود لأكثر من 1,300 سنة. عندما تم التعامل عبر طريق الحرير وعرف التجار العرب العالم بكوريا”.
وقال يون سوك يول إنه “من خلال زيارته الحالية إلى السعودية أتيحت له الفرصة لتعميق فهمه عن مشاريع الدولة، مبيناً أن لديه شعورا بالشغف لمشروع نيوم”.
ووصف زيارته إلى السعودية بالمهمة لتقوية التضامن مع السعودية للحصول على التقدم المشترك.
التعاون السعودي الكوري في القطاعات التقنية
وأفاد بأن “الشركات الكورية استطاعت خلال الـ 60 سنة الماضية المشاركة في البنية التحتية للمملكة. وقامت ببناء ثقة وشاركت في الصناعات المتسارعة أيضاً لتحقيق التعاون”.
ورأى الرئيس الكوري الجنوبي أن “رؤية السعودية 2030 تمثل تحولا وطنيا. وأن بلاده تعتبر أهم شريك لإنجاح تطلعات الرياض في عدة جوانب منها الاقتصادية والثقافية وتقنية المعلومات. بالإضافة إلى طموح المملكة في الوصول إلى الحياد الكربوني والحراك المتعلق بالتغير المناخي”.
وأضاف “سيول ستقوي استثماراتها في تلك القطاعات وفق خطط المملكة. حيث أنّ السعودية كانت من أوائل الدول التي وثقت في إمكانات سيول. وسيكون هناك تبادل تقني أكثر بين الدولتين في الفترة المقبلة. والتعاون الاقتصادي عادة ما تدفعه العلاقات بين رجال الأعمال والشركات. لذلك من الضرورة العمل نحو زيادة التقارب وتقديم كافة التسهيلات.”
اقرأ أيضا: كوريا الجنوبية توقع اتفاقية مع أرامكو السعودية لإنشاء 5.3 مليون برميل من احتياطي الخام
التعاون في قطاع السياحة والثقافة بين السعودية وكوريا الجنوبية
وأشار إلى “أهمية تعزيز التعاون وتسهيل السفر إلى جانب التعرف على ثقافات الشعبين. وذلك عبر البرامج الدراسية والابتعاث لاستكمال الدراسة والتبادل في مجال البحث والابتكار والعلوم”.
وكشف عن “خطط دولته لتشغيل وفتح برامج ومعاهد لتعليم اللغة الكورية في السعودية.”
وأكد يون سيوك يول، أن “كوريا تقود الصناعات المتقدمة من خلال الابتكارات. حيث أن 20 في المئة أو أكثر من أشباه الموصلات والبطاريات القابلة للشحن والهواتف الذكية تصنعها شركات كوريّة. وتعد كوريا أحد أكبر 7 مراكز للطاقة عالميا. وأطلقت صواريخ الفضاء في المدارات الفضائية. وتمتلك الخبرات لبناء محطات الطاقة النووية حيث بنت محطة الطاقة في الإمارات العربية المتحدة. وفي هذه السنة تعهدت الإمارات باستثمارات غير مسبوقة قيمتها 30 مليار دولار مع كوريا”.
وتابع “كوريا هي أفضل شريك اقتصادي واستثماري يوفر التضامن للنمو المشترك المتبادل. سنعمل على أولوياتنا الاستثمارية وكذلك نتشارك خبرات التطور والتنمية مع المجتمع الدولي. ونهدف إلى توسيع التبادل التقني مع المجتمع الدولي وخاصة الشرق الأوسط. وكوريا هي صديق وشريك موثوق يمكن الاعتماد عليه يمكن التعاون معه للمستقبل”.
مبادرة مستقبل الاستثمار
وكانت قد بدأت يوم أمس، في مركز الملك عبدالعزيز للمؤتمرات بالرياض، أعمال الدورة السابعة لمبادرة مستقبل الاستثمار. تحت عنوان “البوصلة الجديدة”، والتي تستمر على مدى 3 أيام.
وتتناول التحديات العالمية التي يواجهها العالم في مجالات المناخ والاقتصاد والتكنولوجيا، بمشاركة وحضور قادة العالم وكبرى الشركات الصناعية والمستثمرين والمبتكرين وصانعي السياسات.
وتعدّ مبادرة مستقبل الاستثمار مناسبة مهمة لمناقشة العديد من الموضوعات. ومنها تحديات الاقتصاد الكلي التي تواجهها المجتمعات حول العالم. فيما سيتناول مؤتمر هذا العام القضايا المحورية التي تؤرق العالم في الوقت الحالي، بما في ذلك تغير المناخ، ودور الحكومات، والإمكانات التحويلية للتكنولوجيا والتعليم والرعاية الصحية في توفير عالم أكثر عدلاً وأماناً وازدهاراً.
انقر هنا للاطلاع على المزيد من أخبار الاقتصاد.