الرؤساء التنفيذيون في السعودية متفائلون للغاية بخصوص نمو الإيرادات في العام 2025 بنسب تتجاوز متوسطات المنطقة والعالم. ولا شك أن المملكة تعتبر واحدة من أبرز وجهات الاستثمار الرائدة في المنطقة الجاذبة، إذ تعمل الاستثمارات الضخمة التي شهدتها قطاعات الذكاء الاصطناعي والاستدامة والقطاعات الجديدة على إعادة رسم ملامح مشهد الأعمال في المملكة.
وفي آخر تقرير لها، كشفت بي دبليو سي الشرق الأوسط أن 72 في المئة من الرؤساء التنفيذيين في السعودية قد ضخوا استثمارات هائلة في مبادرات تراعي المناخ، سعياً منهم إلى تعزيز التزامهم بتحقيق النمو المستدام. وفي الوقت نفسه، شهد العام الماضي تبني 81 في المئة من الرؤساء التنفيذيين المحليين لتقنية الذكاء الاصطناعي التوليدي، متفوقين بذلك على نظرائهم على مستوى المنطقة والعالم.
وتعليقاً على نتائج الاستطلاع، صرح رياض النجار، رئيس مجلس إدارة بي دبليو سي الشرق الأوسط والمدير المسؤول في مكتب الشركة بالمملكة العربية السعودية، قائلاً: “يخوض قادة الأعمال في المملكة العربية السعودية واحدة من أشد مراحل التحول الاقتصادي ديناميكيةً في العالم. وفي إطار من الالتزام القوي تجاه الابتكار الرقمي والاستدامة وتنويع القطاعات، لا يسعى هؤلاء القادة إلى تبني التغيير وحسب، وإنما يعملون جاهدين على قيادة دفته وتعزيزه. وفيما تواصل المملكة توظيف الاستثمارات الاستراتيجية في مجالات الذكاء الاصطناعي وتطوير القوى العاملة والقطاعات الناشئة، فهي بذلك تحدد ملامح اقتصاد أكثر مرونة وقدرة على الصمود وجاهز لمواكبة تطورات المستقبل وتحدياته”.
الثقة في تقنيات الذكاء الاصطناعي ترتفع
وسلطت بي دبليو سي الضوء أيضاً على إظهار المملكة نمو مستدام مدفوع بطموحاتها في توسيع قاعدة القوى العاملة وتبني الذكاء الاصطناعي والاستثمار في القطاعات الناشئة. وفي ظل سعي السعودية لتسريع وتيرة تحولها الاقتصادي، يتحلى قادة الأعمال في المملكة بمستويات ثقة هي الأعلى في المنطقة إذ يوجهون مؤسساتهم بما يتماشى مع تحقيق الالتزامات الجريئة التي تتخذها الأمة من أجل بناء اقتصاد مستدام وجاهز لمواكبة المستقبل.
وسعياً منهم للاستفادة من هذا الزخم، يستعين الرؤساء التنفيذيون في السعودية بالتحول الرقمي لتعزيز الكفاءة والابتكار والربحية على المدى الطويل. ويكشف الاستطلاع أن 81 في المئة من الرؤساء التنفيذيين في السعودية قد حققوا تكامل الذكاء الاصطناعي التوليدي في مؤسساتهم مع توقع 71 في المئة منهم زيادة أخرى في الربحية خلال فترة الاثني عشر شهراً المقبلة. وكانت معدلات الثقة في تقنيات الذكاء الاصطناعي مرتفعة بشكل ملحوظ، حيث أعرب 57 في المئة من الرؤساء التنفيذيين في السعودية عن ثقتهم في دمج الذكاء الاصطناعي في أنشطة الأعمال الرئيسية، متجاوزين بهذه النسبة المتوسطات العالمية.
ومن جانبه، صرح فيصل السراج، نائب المدير المسؤول في المملكة العربية السعودية لدى بي دبليو سي الشرق الأوسط، قائلاً: “يعمل الرؤساء التنفيذيون في المملكة على قيادة المنطقة في مجال اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي، ما يضع المملكة في مكانة المركز العالمي للتحول الرقمي. ويساهم التكامل السريع في مجال الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة في تحقيق مكاسب كبيرة من حيث الكفاءة والربحية، ما يعزز الميزة التنافسية للمملكة العربية السعودية على الصعيد العالمي”.
الرؤساء التنفيذيون في السعودية يتنافسون في قطاعات جديدة
وفي ظل سعي السعودية إلى تسريع أجندة التنويع الاقتصادي، ذكر 47 في المئة من الرؤساء التنفيذيين أنهم بدأوا يتنافسون في قطاعات أو صناعات جديدة في السنوات الخمس الأخيرة. ويتطلع 69 في المئة من الرؤساء التنفيذيين في السعودية مستقبلاً إلى التخطيط لإجراء عمليات استحواذ خلال السنوات الثلاث القادمة مع توقعات بأن تأتي نسبة 75 في المئة من قيمة الصفقات من قطاعات خارج نطاق القطاعات التقليدية.
ويتماشى هذا التوسع مع رؤية المملكة التي تهدف إلى بناء ركائز جديدة للاقتصاد، بدءاً من المشاريع العملاقة والمدن الذكية القائمة على تقنيات الذكاء الاصطناعي وصولاً إلى الصناعات التحويلية عالية التقنية والاستثمارات الثقافية. ومع استمرار ضخ الاستثمارات في مجالات البنية التحتية والابتكار، تواصل المملكة اجتذابها لاهتمام محلي ودولي كبير، ما يعزز دورها كمركز عالمي للاستثمار.
اقرأ أيضاً: أراضي دبي تطلق المرحلة التجريبية من مشروع الترميز العقاري
الأمن السيبراني أولوية رئيسية لدى الرؤساء التنفيذيين
وعلى الرغم من احتفاظ الرؤساء التنفيذيين في السعودية بتفاؤلهم في ما يتعلق بالنمو، فهم يختبرون بيئة محفوفة بالمخاطر تزداد يوماً بعد يوم. فقد أصبح الأمن السيبراني يشكل أولوية رئيسية لدى الرؤساء التنفيذيين الذين أكد 49 في المئة منهم على خطورة التعرض لتهديدات سيبرانية بصورة كبيرة. وفي المقابل، يعمل قادة الأعمال على زيادة الاستثمارات في مجالات المرونة الرقمية وتعزيز الدفاعات السيبرانية ودمج الحلول الأمنية المتقدمة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي في منظوماتها الرقمية لحماية مؤسساتهم من المخاطر الناشئة.
وعلى الرغم من هذه التحديات، يظهر قادة الأعمال في المملكة مرونة وقدرة على الصمود ويسعون إلى ضمان تحقيق القيمة على المدى الطويل من خلال استثمارات استراتيجية في الذكاء الاصطناعي، وتنمية مهارات القوى العاملة والاستدامة. وفي حين لم يعد يفصل بين المملكة والموعد المقرر لتحقيق رؤية 2030 سوى خمس سنوات، يواصل الرؤساء التنفيذيون فيها تبني عملية التحول بكل ثقة ويعملون على دفع عجلة الابتكار ووضع المملكة العربية السعودية في موقع الريادة في الاقتصاد العالمي.
انقر هنا للاطلاع على المزيد من أخبار التكنولوجيا.