لا تزال قضية الملياردير الهندي غوتام أداني تتفاعل. فأداني الذي يسعى إلى استعادة الثقة في صحة مجموعته المالية بعدما اتهمتع شركة “هيندنبرغ ريسيرش” الأميركية بالاحتيال المحاسبي والتلاعب في أسعار الأسهم، وهي مزاعم نفتها “أداني غروب” أكثر من مرة، لا يزال يواجه تحديات عديدة.
آخر تفاصيل الازمة التي يواجهها أداني أنها تحولت الى قضية قومية خاصة بعد أن عطّل المشرعون البرلمان لثلاثة ايام للمطالبة بإجابات من قِبل حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي، نظراً إلى مدى تداخل مصالح أداني مع خطط النمو في البلاد.
وصعّد حزب المعارضة الرئيسي في الهند من الضغط على مودي، بسبب صمته إزاء الاضطرابات التي تواجهها مجموعة أداني، ونظم احتجاجات على مستوى البلاد لتسليط الضوء على المخاطر التي يتعرض لها صغار المستثمرين.
وذكرت “بلومبرغ” للأنباء أن المعارضة تشدد الضغوط على مودي الذي يسعى للفوز بفترة حكم ثالثة عقب الانتخابات العامة المقررة في منتصف العام المقبل، حيث يُعتقد أن أداني مقرب للغاية من مودي. كما أن الملياردير ربط أغلب خطط شركاته باستراتيجية مودي للنمو الاقتصادي.
وكانت وزيرة المالية الهندية نيرمالا سيتارامان، قالت السبت، إن أجهزة الرقابة الهندية المستقلة “سوف تقوم بوظيفتها” في التعامل مع المزاعم ضد مجموعة أداني.
وفي أول بيان له حول اضطراب السوق، قال منظم السوق الهندي، مجلس الأوراق المالية والبورصات في الهند، السبت أيضاً أنه لاحظ “حركة أسعار غير عادية في أسهم مجموعة أعمال.” وقال إنه إذا وصلت أي معلومات إلى إشعار مجلس الأوراق المالية، فسيتم فحصها واتخاذ الإجراء المناسب”.
وشهدت أسهم شركات أداني تراجعاً حاداً في البورصة بعد اتهام شركة “هيندنبرغ ريسيرش” الأميركية إمبراطورية أداني الاقتصادية بالاحتيال والتلاعب بأسواق الأسهم. وفقدت مجموعة شركات أداني حوالي نصف قيمتها السوقية منذ نشر الاتهامات.
ويوم الاثنين، تراجعت أسهم معظم شركات مجموعة أداني بشكل أكبر، واستمرت في الانخفاض مع تعمق الخلاف بين الشركة العملاقة و”هيندنبرغ”، لتنهار بنسبة تصل إلى 10 في المئة، مما أدى إلى القضاء على أكثر من 6 مليارات دولار أخرى من ثروة الملياردير.
وفي ظل سعي المجموعة إلى تهدئة مخاوف المستثمرين ووقف انهيار الأسهم المستمر، سدد أداني ديوناً قيمتها 1.1 مليار دولار كانت مضمونة بأسهم شركته.
وقالت المجموعة في بيان يوم الإثنين إن دفع المؤسسين المبكر للديون سيساعد في الإفراج عن 11.77 مليون سهم في “أداني ترانسميشن”، فضلاً عن تحرير ما يصل إلى 168.27 مليون سهم من “أداني بورتس آند سبشيال إيكونوميك زون”، بالإضافة إلى 27.56 مليون سهم من “أداني غرين إنرجي”.
وكانت “بلومبرغ” نقلت عن أشخاص مطلعين على المناقشات خلال الأسبوع الماضي أن “أداني غروب” تجري محادثات مع الدائنين للدفع المسبق لبعض القروض المدعومة بأسهم مرهونة. وقال الأشخاص إن الأولوية الرئيسية لهذه الخطوة هي إزالة أي قلق بشأن استدعاء الهامش.
هذه الخطوة تُعدّ محاولة لاستعادة الثقة بعد توقف بعض البنوك عن قبول الأوراق المالية للتكتل كضمان في صفقات العملاء.
وبات مصرف “ستاندرد تشارترد” البريطاني أحدث مصؤف ينضم إلى القائمة المتزايدة للمؤسسات المالية التي توقف تقديم القروض على خلفية السندات الدولارية التي تطرحها مجموعة أداني.
في وقت سابق، توقفت وحدة استثمار الثروة في “سيتي بنك” والذراع الإقراض لمصرف “كريدي سويس” عن قبول الأوراق المالية لمجموعة أداني كضمان لمنح قروض الهامش، في أعقاب انهيار الأسهم.
وقالت وكالة “فيتش” للتصنيف الائتماني الجمعة إنه ليس هناك تأثيرٌ فوري على الملف الائتماني لشركات أداني التي تقوم بتصنيفها بعد نشر التقرير، واستبعدت حدوث تغييرات جوهرية في التدفق النقدي المتوقع.
ووفقاً لبيانات جمعتها “بلومبرغ” بناءً على أحدث إيداعات الشركة، تتعرض 200 مؤسسة مالية على الأقل لسندات مجموعة أداني بقيمة 8 مليارات دولار.
وكانت شركات “بلاك روك”، و”لورد أبيت آند كو” التي يقع مقرها في نيوجيرسي، وجمعية المعلمين والتأمين والمعاشات الأميركية ومقرها نيويورك، من بين أكبر الحائزين.