منذ أيام، أعلنت شركة “أرامكو” العملاقة السعودية إطلاق صندوق رأس المال الاستثماري بإسم “Prosperity7 Ventures” وبرأسمال مليار دولار أميركي.
يمثل هذا الصندوق الضخم فرصة لتعزيز التوسّع والتأثير، كونه سيدعم روّاد الأعمال الطموحين لبناء شركات وإيجاد الحلول لبعض أكثر التحديات تعقيداً في العالم.
ويأتي إطلاق هذا الصندوق الضخم في وقت تحقق المملكة مستويات نمو غير متوقعة. إذ أظهرت المؤشرات أن الاقتصاد السعودي نما في عام 2021 بأسرع وتيرة منذ ست سنوات ليسجل 3.3 في المئة لكامل العام، وذلك مع تعافي الأنشطة الاقتصادية نسبياً من أزمة كورونا، خاصة أنشطة القطاع غير المنتج للنفط.
وجاء النمو المحقق أعلى من تقديرات الحكومة التي توقَّعت نمو الاقتصاد بنسبة 2.9 في المئة، وكذلك أعلى من تقديرات صندوق النقد الدولي، الذي توقَّع نمو إجمالي الناتج المحلي الحقيقي بنسبة 2.4 في المئة في 2021.
Prosperity7 أنشئ منذ أكثر من عام
صحيح أن Prosperity7 Ventures أنشئ منذ أكثر من عام، لكن إطلاقه الرسمي تم خلال مؤتمر “ليب” للتكنولوجيا الذي انعقد في الرياض بين الأول من فبراير/شباط الحالي والثالث منه.
وصندوق رأس المال الاستثماري هو شكل من أشكال التمويل الذي تقدمه الشركات أو الصناديق إلى الشركات الناشئة الصغيرة المبكرة التي يُعتقد أنها تتمتع بإمكانات نمو عالية، أو التي أظهرت نمواً مرتفعاً.
لماذا أطلق على الصندوق تسمية Prosperity7 ؟
يقول المكتب المكتب الإعلامي لـ”أرامكو” لـ”إيكونومي ميدل إيست” إن التسمية جاءت تيمناً بأول بئر نفط اكتُشفت في المملكة والتي تحمل اسم “بئر الخير” وهي البئر الرقم 7، وأن الصندوق سيعمل على استلهام الإرث الذي أرساه المستكشفون الأوائل في تحويل الأفكار الكبيرة إلى حقائق ملموسة على أرض الواقع.
وقد صُمم الصندوق ليكون عالمياً برؤية بعيدة المدى، تهدف لدعم تطوير جيل تقنيات المستقبل، وأنماط الأعمال الجديدة، التي تُحدث تأثيراً إيجابياً على أوسع نطاق.
وكان وزير الاتصالات وتقنية المعلومات السعودي عبد الله السواحة، أعلن في الاول من فبراير/شباط أن المملكة أطلقت استثمارات بقيمة 6.4 مليارات دولار في تكنولوجيا المستقبل بينما تسعى لتنويع اقتصادها.
ومن بين هذه الاستثمارات صندوق Prosperity7 الذي أطلقته “أرامكو” التي ستضخ مبلغ مليار دولار لمساعدة رواد للأعمال في أرجاء العالم على بناء شركات ناشئة تخدم أهداف التحول التقني.
مهمات الصندوق وأهدافه
ويهدف الصندوق إلى توجيه استثماراته نحو الشركات ذات الريادة في مختلف المجالات والقطاعات والتي تمتلك ابتكارات وتقنيات وحلول قابلة للتوسّع والتغيير.
وتشمل الاستثمارات شركات ناشئة في العديد من القطاعات في مراحلها المبكرة، ومنها تقنيات البلوكتشين والتقنيات المالية والصناعية، والرعاية الصحية، وحلول التعليم.
هذا يعني أن الصندوق سيدعم رواد الأعمال المتميزين من خلال بناء شراكات تطمح لإيجاد الحلول الأمثل لأكثر التحديات الملحة في العالم.
كما يدعم بناء الشراكات طويلة الأجل، وتوفير التوجيه المناسب، وإعطاء المجال للوصول لشبكة من الشركات مع رواد الأعمال، والمستثمرين في رأس المال، والخبراء في جميع أنحاء العالم.
ويقع المقر الرئيس للصندوق يقع في الظهران، مع فروع في بالو ألتو، ونيويورك، وبكين، وشنغهاي.
الخويطر: أعمال “أرامكو” تشمل العديد من القطاعات الاقتصادية محلياً وعالمياً
خلال إطلاق الصندوق، قال كبير الإداريين التقنيين في “أرامكو” أحمد الخويطر: “تتمتع أرامكو السعودية بموارد هائلة، وتشمل أعمالها العديد من القطاعات الاقتصادية على النطاقين المحلي والعالمي، مما يمكّن الشركة أن تكون شريكاً مثالياً للشركات الناشئة من خلال صندوق Prosperity7 الذي يمنح الشركات فرصة لا تضاهى لتعزيز التوسّع والتأثير”.
تمويل رأس المال الاستثماري يحطم الأرقام القياسية في 2021
وتعززت مكانة هذا النوع من الصناديق اخيراً، حيث تضاعف تمويل رأس المال الاستثماري عالمياً في العام 2021 لتصل إلى 621 مليار دولار، أي أكثر من ضعف الاستثمار البالغ 294 مليار دولار في 2020، وفقًا لتقرير صادر عن شركة الأبحاث “سي بي إنسايتس”.
وأحد الأسباب التي جعلت سوق رأس المال الاستثماري ينبض بالحيوية عام 2021، هو أن فرص الخروج من الاستثمارات كانت قوية بالمثل.
وتصدرت صفقات الاندماج والاستحواذ العالمية مستوى العشرة الاف في عام 2021 للمرة الأولى، بزيادة 58 في المئة عن عام 2020.
كذلك، كان هناك 950 اكتتاباً مدعوماً بمشاريع، وبلغ متوسط تقييم الاكتتاب العام 547 مليون دولار، ارتفاعاً من 647 مليونا في العام 2020.