شهدت أسعار النفط ارتفاعًا طفيفًا اليوم الأربعاء في ظل استمرار توترات البحر الأحمر التي أرخت بثقلها على المعروض في أوروبا والشرق الأوسط.
بالتوازي، بدأ التركيز يتجه إلى عودة إنتاج النفط الخام في المناطق الرئيسية في الولايات المتحدة، مما أثر على أسعار النفط على مستوى العالم.
وشهد خام برنت ارتفاعًا بنسبة 0.47 في المئة ليستقر عند 79.92 دولارًا للبرميل. وفي الوقت نفسه، شهدت أسعار خام غرب تكساس الوسيط الأميركي ارتفاعًا بنسبة 0.46 في المئة لتستقر عند 74.71 دولارًا للبرميل.
انتعاش الإنتاج الأميركي
في داكوتا الشمالية، ثالث أكبر ولاية منتجة للنفط في الولايات المتحدة، استؤنف بعض إنتاج النفط بعد الإغلاق الناجم عن الطقس شديد البرودة. وذكرت هيئة خطوط الأنابيب في الولاية أن الإنتاج استؤنف. ومع ذلك، بقي الإنتاج منخفضًا، حيث شهد انخفاضًا قدره 300,000 برميل يوميًا. مع ذلك، لا يزال هذا الانتعاش يلعب دورًا محوريًا في التأثير على معنويات السوق.
وفي الوقت نفسه، ظهر الضعف المستمر في الطلب على البنزين في الولايات المتحدة كعامل آخر يؤثر على أسعار النفط. وبالتالي، أدى انخفاض استهلاك البنزين إلى عدم استقرار أسعار النفط. وبينما شهدت مخزونات النفط الخام الأميركية انخفاضًا كبيرًا قدره 6.67 مليون برميل الأسبوع الماضي، فإن الارتفاع في مخزونات البنزين بمقدار 7.2 مليون برميل، وفقًا لمعهد البترول الأميركي، كان بمثابة قوة مضادة. وتنتظر السوق بيانات الحكومة الأميركية الرسمية اليوم لتقديم صورة أوضح عن وضع المخزون العام.
اقرأ أيضًا: 20 مليار دولار طلبات سندات السيادي السعودي
ارتفاع الإنتاج العالمي
سجل إنتاج النرويج من الخام زيادة إلى 1.85 مليون برميل يوميًا في ديسمبر/كانون الأول، متجاوزًا توقعات المحللين ومؤديًا إلى تفاقم تخمة المعروض العالمي. بالإضافة إلى ذلك، أدى استئناف الإنتاج في حقل الشرارة النفطي الليبي، والذي ساهم بإنتاج 300,000 برميل يوميًا، إلى زيادة العرض الزائد في السوق وعدم استقرار أسعار النفط.
وعلى الرغم من التوترات الجيوسياسية في أوروبا والشرق الأوسط، ظلت أسعار النفط مستقرة نسبيًا. وعلى الرغم من وجود الضغوط الجيوسياسية، إلا أنها لم تكن كافية لدفع ارتفاع كبير في سوق النفط، حيث كانت بمثابة حاجز ضد الانخفاض الشديد في الأسعار.
شهد يوم الاثنين ارتفاعًا مؤقتًا في أسعار النفط الخام بعد حادث في شركة نوفاتك بالقرب من سان بطرسبرغ، روسيا. وأثار الحادث مخاوف بشأن انقطاع الإمدادات، مما ساهم في زيادة أسعار النفط بنسبة 2 في المئة.
سيستمر التفاعل المعقد بين انتعاش الإنتاج وضعف الطلب والشكوك الجيوسياسية في تشكيل مسار أسعار النفط. فهذه العوامل تسلط الضوء على التوازن الدقيق بين العرض والطلب في مشهد جيوسياسي دائم التطور.
انقر هنا للاطلاع على المزيد من أخبار الأسواق.