ريم الهوني، مستشارة استراتيجية في مؤسسة دبي للإعلام والمنتجة التنفيذية للبرنامج الخاص بإكسبو 2020 “إستديو إكسبو”، تتبع بلا شك الطريقة التقليدية في العمل.
علّمتها حياتها المهنية، التي امتدت لفترات في قنوات “بي بي سي”، و”لندن ستوديوز”، و”دبي ون”، أن تكون متحيزة لعدسة التلفزيون بالمقارنة مع شاشة الهاتف الذكي.
كونها جزءًا من الصناعة لأكثر من 20 عامًا، بعد أن بدأت مجموعة الإنتاج الخاصة بها منذ 11 عامًا، تديرريم اليوم علامات تجارية مختلفة تلبي احتياجاتها المختلفة من محتوى الفيديو.
عيّنت مؤسسة دبي للإعلام ريم بناءً على خبرتها الطويلة في المجال الإعلامي، وعرفت أنها في أيد أمينة والباقي تعرفونه. تم وضع التحدي المتمثل بالبث المباشر من دبي إلى العالم بين يديها، ونجحت بالتحدي بالتعاون مع فرقها.
“لقد بدأت مع “TI22 فيلمز”، شركتي الرائدة وعلامتي التجارية الراقية، وأعمل الآن مع القنوات التلفزيونية غالبًا في البرامج والإعلانات والمشاريع الكبيرة”، صرّحت ريم لموقع “إيكونومي الشرق الأوسط” خلال مقابلة حصرية أخيرة.
وأضافت: “ندعم الكثير من قادة الفكر والخبراء والمدراء التنفيذيين، الأمر الذي يسمح لهم بإيصال أصواتهم. نقدم عملًا متخصصًا مهمًا لديه الكثير من الزخم، حيث بدأ المدراء التنفيذيون يدركون أهمية وجودهم أمام الكاميرا وتمثيل أعمالهم بأنفسهم في هذا المجال. هذا ما نفعله مع “دبي أون ديماند” بالذات”.
على الرغم من كونها تتبع الطريقة التقليدية في العمل، إلا أن ريم على إطلاع واسع على وسائل التواصل الاجتماعي وجاذبيتها العالمية للجماهير.
بهذا الصدد، قالت ريم: “لديّ علامات تجارية أخرى تدعم إنشاء محتوى منتظم على وسائل التواصل الاجتماعي، ومحتوى فيديو، ورسوم متحركة، وأي شيء له علاقة بالفيديو”.
ستوسع ريم هذا المفهوم أكثر في إكسبو 2020، حيث تمد الجسور بين الإعلام التقليدي والجديد مع إبراز أهمية استمرار البث التلفزيوني ضمن وسائل الإعلام المختلفة.
البث باللغة الإنجليزية إلى الصدارة
تعتقد ريم أن المشهد الحالي للمنطقة لا يركز كثيرًا على المحتوى الغربي وأن التواجد الرقمي يحظى بالأولوية على البرامج التلفزيونية السائدة.
حول ذلك، أشارت ريم: “في الوقت الحاضر، الناس تذهب مباشرة إلى كاميرا الهاتف أو تشتري كاميرا DSLR لتغطية ما يقومون به، لكن المهارات المطلوبة لتقديم عرض تلفزيوني من هذا العيار مختلفة كثيرًا، و الطريقة التقليدية في العمل ساعد في نجاح “إستديو إكسبو”.
أفادت ريم، التي أنتجت عملين لافتتاح كل من برج خليفة ومهرجان دبي السينمائي، إن إكسبو 2020 نقل الإنتاج إلى مستويات جديدة تمامًا عندما يتعلق الأمر بتلبية احتياجات الجماهير العالمية على مدى 6 أشهر متواصلة.
وكشفت ريم: “لقد بذلنا قصارى جهدنا لعرض الموضوعات الرئيسية في إكسبو 2020، مثل الاستدامة والتنقل وفرص الأستثمار، لكن تبّين أن القصص الصغيرة هي التي لها التأثير الأكير و التي لا يراها المشاهد العادي عادةً”.
مع وجود 192 دولة في الإكسبو، لم يكن جذب الانتباه إلى براعة البلدان من النواحي الثقافية والترفيهية والتجارية بالمهمة السهلة.
وأوضحت ريم قائلة: “من تسليط الضوء على مستوى الابتكار والتكنولوجيا في إستونيا إلى العروض الترفيهية المذهلة لدولة إيسواتيني الأفريقية، كشفنا عن حقائق قليلة معروفة حول البلدان، مما جذب اهتمام الجماهير في جميع أنحاء العالم نحو الإكسبو بشكل هائل”.
من المحلية إلى العالمية
كان لشكل البث التلفزيوني في الإكسبو تأثير مضاعف في الأفراد والجماعات والمبادرات على حد سواء.
“مثل قصة سارة بروك التي أطلقت مؤسستها الخيرية المسماة “ذا سباركل فاوندايشن” في جناح دبي العطاء، لتمكين الأفراد من دعم التعليم والمجتمعات في ملاوي. ساهمت المنصة العالمية للفعالية بجذب اهتمام هائل بقضيتها. في المقلب الآخر، اتصل بنا رجل أعمال أوغندي لشكرنا بعد أن بدأ في تلقي عشرات المكالمات التجارية في بلده بعد مقابلة أجريناها معه. كذلك الأمر، ازدرهت مجموعة “فيمايل فيوجن” عندما نشرت رسالتها في تمكين رائدات الأعمال خلال التغطية التلفزيونية لأنشطتها “، قالت ريم.
أيضا موضوعات مثل أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة هي التي اتخذها برنامج إكسبو التلفزيوني كمفاهيم للجماهير و التي جلبت الوعي بالقضايا العالمية.
فجأة، أصبح العالم يتحدث عن أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر وإلى أين تتجه. كذلك، تمت مناقشة استضافة دولة الإمارات للدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “COP 28″، نظرًا إلى أن موضوعات الاستدامة في الإكسبو تشترك في الاهتمامات مع الدورة الثامنة والعشرين للمؤتمر المذكور، وفقًا لما قالته ريم.
اتجاهات محتوى الفيديو
“الاتجاه الأكبر في محتوى الفيديو هو التخصيص. يريد الناس أن يشعروا أنك تتحدث إليهم مباشرة. هذا صعب مع وسائل الإعلام المرئية، لكن البث المباشر ساعد في إحداث تأثير مضاعف، “قالت ريم.
وتابعت: “نجد فرصًا للتواصل مع المعجبين عبر المسابقات أو عرض محتواهم على الهواء. وقد علمتُ بوجود عائلة في أستراليا يبلغ عددها 60 فردًا تشاهد عرضنا يوميًا، فذكرناها بالاسم خلال العرض”.
لكن ريم تعلم أن الجاذب الأكبر هي مواقع التواصل الاجتماعي، وليس البث التلفزيوني.
وفي هذا الإطار، تقول: “تم بث العرض على الهواء مباشرة على اليوتيوب، وحظي بالعديد من المشاهدات. بالإضافة إلى ذلك، أعدنا أيضًا المناقشات الرئيسية التي أجراها الناس على وسائل التواصل الاجتماعي خلال الفعالية”.
ساعدت ريم في إعداد صيغة للمواضيع الحية تدمج بين وسائل التواصل الاجتماعي والإنتاج التلفزيوني.
عين الكاميرا على دبي: قصص لم تُروَ بعد
أظهر الإكسبو كيف يمكن للبلدان المختلفة أن تتعايش وتزدهر في انسجام بغض النظر عن الجغرافيا السياسية والاختلافات العرقية والمعتقدات.
تقول ريم: “البث له دور في إعادة تشكيل وجهات النظر. هناك العديد من العروض باللغة العربية ولكن ليس بالإنجليزية تهدف إلى إبراز ما تقدمه دولة الإمارات”.
وتابعت: “أود أن أفكر، مع الإعلان عن مدينة إكسبو، أن هذه البرامج ستحاول الحفاظ على هذا المركز الثقافي العالمي. هذا ما جعل هذه التجربة فريدة من نوعها. لقد أدى إلى توضيح الكثير من الاختلافات وأظهر لنا كيف يمكننا العمل معًا من أجل عالم متآخٍ”.
كشفت ريم أن الكثير من المحادثات تجري في الوقت الحالي حول إنتاج البرامج التلفزيونية، على أمل أن يؤدي ذلك إلى المزيد من الإنتاجات والمحتوى باللغة الإنجليزية.
“المستحيلات تحدث هنا. إن سرعة التغيير مذهلة لدرجة أنها تخلق طاقة مختلفة في المدينة. كل شخص يعيش في الإمارات لديه الدافع لإنجاز الأشياء، وعلى الرغم من أن ذلك قد يبدو كضربٍ من ضروب الخيال، إلا أنه في بعض الأحيان لا يزال يحدث”، قالت ريم.
واختتمت قائلة: “قصص الأشخاص الذين يعملون بلا كلل خلف الكواليس، والتي تجعل هذا السحر ممكنًا، هو ما يحتاج إلى مزيد من الاهتمام من قبل التلفزيون.”