أصبحت الهند أول دولة تهبط بمركبة فضائية بالقرب من القطب الجنوبي للقمر بعد أن انتهت محاولة روسيا للهبوط على سطح القمر في نفس المنطقة بالفشل بعد عطل في المحرك.
فقد هبطت على سطح القمر بسلام الأربعاء مركبة فضاء هندية غير مأهولة، في إنجاز وصفه رئيس الوزراء ناريندرا مودي بأنّه يوم “تاريخي” لأكبر بلد في العالم من حيث عدد السكان وأول دولة تُنزل بنجاح مركبة بالقرب من القطب الجنوبي للجار الأقرب للأرض.
وقابل فنّيو المهمّة بهتافات الفرح والتصفيق إعلان منظمة أبحاث الفضاء الهندية (ISRO) في مقرها الرئيسي أنّ المركبة “شاندرايان-3 هبطت بنجاح على سطح القمر” في الساعة 12.34 بتوقيت غرينتش.
وكتب مودي على منصة “إكس” “يوم تاريخي لقطاع الفضاء الهندي”.
وهبطت شاندريان-3 (ومعناها المركبة القمرية باللغة السنسكريتية) بعد أيام من تحطم المسبار لونا-25 الروسي في المنطقة نفسها بالقرب من القطب الجنوبي غير المستكشف للقمر، في نكسة أتت بعد عقود من نجاح الاتحاد السوفياتي في مهمة مماثلة في 1976.
إقرأ المزيد: مشروع ضخم لبناء أول منتجع على شكل قمر بـ5 مليار دولار في دبي
وقال مودي على هامش قمة مجموعة “بريكس” في جنوب إفريقيا وهو يلوّح بعلم بلاده “في هذه المناسبة السعيدة، أودّ أن أخاطب شعوب العالم … مهمّة الهند الناجحة إلى القمر ليست مجرد مهمة للهند وحدها. هذا النجاح تسطّره البشرية جمعاء”.
وتعقيبًا على الحدث الناجح، هنّأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رئيس الوزراء الهندي بعد أيام من فشل مهمة روسية مماثلة.
وقال بوتين في رسالة نُشر محتواها على الموقع الإلكتروني للكرملين “إنها خطوة كبيرة إلى الأمام في استكشاف الفضاء الخارجي، وبالطبع شهادة على التقدّم المثير للإعجاب الذي حقّقته الهند في مجالات العلوم والتكنولوجيا”.
بدورها هنّأت وكالة الفضاء الروسية “روسكوزموس” الهند.
وقالت روسكوزموس في بيان إنّها “تهنّئ زملاءها الهنود على الهبوط الناجح للمركبة الفضائية تشاندرايان-3… استكشاف القمر مهم للبشرية جمعاء. وفي المستقبل، يمكن أن يصبح منصة لاستكشاف الفضاء السحيق”.
ويأتي هذا النجاح للبرنامج الفضائي الهندي بعد أربع سنوات على فشل مهمة هندية سابقة فقد الفريق الأرضي الاتصال بها قبل وصولها إلى القمر.
وقال رئيس منظمة أبحاث الفضاء إس. سوماناث إن العديد من أولئك الذين عملوا في مهمة 2019 شاركوا في المهمة الحالية، والهبوط الناجح جاء ثمرة سنوات من جهودهم. وقال “لقد قاسوا الكثير من العذاب لمعرفة الخطأ الذي حدث. تحياتي لكل أولئك الأبطال المجهولين اليوم”.
واستحوذت مهمة شاندريان-3 على اهتمام الرأي العام منذ انطلاقها قبل ستة أسابيع تقريبًا أمام آلاف المتفرجين. وأقام سياسيون طقوس صلاة هندوسية من أجل نجاح المهمة، وتابع أطفال المدارس اللحظات الأخيرة للهبوط عبر البثّ المباشر في الفصول الدراسية.
وقال أنيل كومار، المتعاقد مع منظمة أبحاث الفضاء الهندية لوكالة الصحافة الفرنسية بينما كان زملاؤه يحتفلون “أنا سعيد جدًا، لم أشعر بمثل هذه السعادة من قبل. كنت أصلي طوال الساعات الثماني والأربعين الماضية من أجل أن تهبط بسلام”.
وتضمّ المركبة التي طوّرتها المنظمة الهندية للبحث الفضائي جهاز الهبوط “فيكرام” (الشجاعة باللغة السنسكريتية) والروبوت المتحرّك “برغيان” (الحكمة) لاستكشاف سطح القمر.
وبمجرد هبوط المركبة، سيبدأ الروبوت، وهو مركبة جوالة تعمل بالطاقة الشمسية، باستكشاف السطح ونقل بيانات إلى الأرض لمدة أسبوعين.
وتعتبر مهمة شاندريان-3 أبطأ من مهمات “أبولو” الأميركية المأهولة في الستينات والسبعينات التي وصلت إلى القمر في غضون أيام قليلة.
فالصاروخ الهندي أقلّ قوة من صاروخ “ساترن 5” المستخدم في برنامج أبولو القمري الأميركي. وقد اضطر إلى الدوران عدة مرات حول الأرض لزيادة سرعته قبل أن يسلك مساره باتجاه القمر والذي استغرق شهرا.
وانفصل “فيكرام” عن صاروخ الدفع الأسبوع الماضي وهو ينقل صورا عن سطح القمر منذ أن دخل مداره في الخامس من أغسطس (آب).
أنقر هنا للمزيد من المواضيع المتعلقة بالفضاء.