لقد غير اقتصاد العمل الحر الطريقة التي يعمل بها معظم الناس، مما منحهم حرية ومرونة أكبر، بالإضافة إلى العديد من الفرص المالية الجديدة. يعدّ فهم آلية عمل اقتصاد العمل الحر أمرًا بالغ الأهمية لتحديد ما إذا كان هذا هو المسار الوظيفي الأنسب بالنسبة لك.
آلية العمل
يعمل الأشخاص الذين ينتمون لاقتصاد العمل الحر كمتعاقدين مستقلين ويعرفون في الغالب باسم المستقلين، بحيث أنهم في الغالب، يجدون “العمل الحر” (المعروف كذلك باسم “الوظائف” أو “المشاريع المستقلة”) عبر الإنترنت. وباعتبارهم متعاقدين ومقدمي خدمات مستقلين، فإن العاملين ضمن هذا النوع من الاقتصاد تقع غالباً على عاتقهم أمور تشمل التأمين والالتزامات الضريبية.
يمكن أيضًا تنفيذ الكثير من العمل الحر عن بُعد، مع تواجد من حين لآخر في موقع العمل بحسب متطلبات العملاء. لهذا السبب، يملك أولئك الذين يعملون وفق هذا النهج سيطرة أكبر على كيفية إتمام مشاريعهم.
وتشمل بعض الوظائف الأكثر شيوعًا في هذا الإطار، كلاً من التسويق والكتابة، بالإضافة إلى الوظائف التقنية (مثل تطوير البرامج وتصميم الغرافيك) ووظائف الأعمال (مثل المحاسبة والإدارة المالية).
المزايا والمنافع
يستقطب اقتصاد العمل الحر العديد من العاملين حول العالم، وإنما ذلك يعود لأسباب متنوعة تشمل:
المرونة
تعدّ المرونة أحد أسباب مشاركة الأفراد في اقتصاد العمل الحر، بحيث لا يُطلب من العاملين الالتزام بجدول زمني بدوام كامل. بدلاً من ذلك، يملك هؤلاء سيطرة كاملة على وقتهم، بحيث يمكنهم جدولة أعمالهم لتتواءم مع الالتزامات الأخرى.
مدخول إضافي
ليس جميع الأشخاص العاملين ضمن اقتصاد العمل الحر متعاقدين بدوام كامل، بحيث يقبل بعض العمال مهام على أساس عدم التفرغ (بدوام جزئي). يسهم الدخل الإضافي في تدعيم إجمالي قوتهم الشرائية، مما يسمح لهم بالعيش على نحو أكثر راحة.
تعاونات بأسعار معقولة
تتمثل أحد أبرز الأسباب التي تجعل الشركات تدعم اقتصاد العمل الحر في الأسعار المعقولة التي يوفرها، بحيث لا يتعين على الشركات لدى تعاقدها مع المستقلين تحمّل نفقات المنافع التي غالباً ما تأتي ضمن حزمة الوظائف ذات الدوام الكامل. كما يتم إنجاز الأعمال المطلوبة دون الحاجة إلى توظيف متخصصين بدوام كامل.
الاستقلالية
لا يتعين على العاملين في اقتصاد الوظائف المؤقتة تقديم تقارير إلى مكتب أو يخضعون لقواعد ولوائح الشركة. ليس عليهم حتى تقديم طلب للحصول على إجازات لأخذ إجازة. تمنح القدرة على العمل عن بعد العاملين لحسابهم الخاص امتياز العمل وفقًا لشروطهم، دون التزامات التوظيف.
اقرأ أيضاً: الموظفون يواجهون أعباء عدم التكافؤ في بيئة العمل المختلط
المساوئ والسلبيات
في حين يتميز اقتصاد العمل الحر بالعديد من المزايا، إلا أنه يشتمل كذلك على جوانب سلبية. فيما يلي بعض مساوئه:
نقص المزايا
لا يحق للمتعاقدين المستقلين الحصول على الاستحقاقات أو المزايا التي يقدمها أي عمل عادي، مثل التأمين الصحي والمخصصات، بحيث سيتعيّن على هؤلاء إدارة ذلك بنفسهم، بالإضافة إلى تخصيص مبالغ من دخلهم لاستيفاء الالتزامات الضريبية المرتبة عليهم.
العزلة
يتمتع العمال في اقتصاد العمل الحر باستقلالية كبيرة للغاية. في حين أن هذا قد يكون بمثابة دافع للبعض، إلا أنه قد يخلق شعورًا بالعزلة للبعض الآخر.
الافتقار إلى ضمانات
يتمثل أحد أكبر المساوئ لاقتصاد العمل الحر في عدم اليقين في الحفاظ على عمل منتظم. لقد أصبح تأمين الوظائف عملية أكثر صعوبة وتعقيداً بالنسبة للعاملين في ظل تزايد التنافسية في قطاع العمل.
على الرغم من المزايا الجذابة التي يقدمها اقتصاد العمل الحر، يشير البعض إلى أن بروز هذا النوع من الوظائف يمكن أن يؤدي إلى “سباق نحو القاع”. ففي ظل تزايد عدد الأفراد الذين يقدمون خدماتهم عبر الإنترنت، يضطر العديد من العمال إلى خفض أسعارهم لضمان استمراريتهم وبقائهم في المنافسة. يبرز كذلك قلق بشأن ظروف العمل، حيث قد يضطر المتعاقدون المستقلون إلى العمل لساعات أطول لتغطية نفقاتهم الخاصة.
وفي حين أسهم اقتصاد العمل الحر في تغيير طريقة عمل الكثيرين، إلا أن هناك مخاوف جدية ناجمة عنه وتتعلق بالأمن الوظيفي وحقوق العاملين فيه. قد يكون الهامش الكبير من الحرية والمرونة جذاباً للغاية، ولكن هناك مطالبات بضرورة معاملة المتعاقدين على أساس عادل من خلال تخصيص أجور منطقية لقاء أتعابهم. ففي نهاية المطاف، ينبغي أن ينشأ توازن بين المزايا والعيوب لتحديد ما إذا كان هذا هو الخيار المناسب لك.
انقر هنا للاطلاع على المزيد من التقارير الاقتصادية.