شهدت المملكة المتحدة انخفاضًا كبيرًا في نسب التضخم في أكتوبر/تشرين الأول. وقد أعطى هذا كلاً من بنك إنجلترا ورئيس الوزراء ريشي سوناك فترة راحة. انخفض التضخم السنوي لمؤشر أسعار الاستهلاك في المملكة المتحدة إلى 4.6 في المئة من 6.7 في المئة في سبتمبر/أيلول. ويمثل ذلك أقل زيادة خلال العامين السابقين. استجاب المستثمرون من خلال زيادة رهاناتهم على أن يخفض بنك إنجلترا أسعار الفائدة من في العام المقبل.
رد فعل السوق
كان لانخفاض التضخم تأثير مباشر على الأسواق المالية في المملكة المتحدة. فشهد الجنيه الإسترليني انخفاضًا طفيفًا مقابل الدولار. وبالتوازي، ارتفع مؤشر “فاينانشيال تايمز” للأوراق المالية 100 (FTSE 100) بأكثر من 1 في المئة ليصل إلى أعلى مستوياته منذ شهر تقريبًا. كما وصل مؤشر (FTSE 250) ذو القيمة المتوسطة إلى أعلى مستوياته منذ شهرين. وعلى الرغم من التحول الإيجابي، فإن المخاوف بشأن التوقعات الاقتصادية لا تزال قائمة.
وفي حين توقع بنك إنجلترا انخفاضًا أكثر اعتدالًا إلى 4.8 في المئة، فإن قراءة أكتوبر/تشرين الأول البالغة 4.6 في المئة فاجأت الكثيرين. على الرغم من الأخبار الإيجابية، يحذّر البنك المركزي من أن تخفيض نسب التضخم في المملكة المتحدة قد يكون أمرًا صعبًا. ويتوقع بنك إنجلترا العودة إلى هدف التضخم البالغ 2 في المئة بحلول أواخر العام 2025، مشددًا على اتباع نهج حذر تجاه أي زيادات أخرى في أسعار الفائدة.
كذلك، تجلب نسب التضخم أخبار جيّدة نادرة لرئيس الوزراء ريشي سوناك، الذي تعهّد بخفض زيادة الأسعار إلى النصف هذا العام. وعلى الرغم من هذا الانخفاض، تحتفظ المملكة المتحدة بأعلى معدل لنمو أسعار الاستهلاك بين مجموعة الدول السبع.
اقرأ أيضًا: التضخم الأميركي ينخفض بأكثر من التوقعات في أكتوبر
تحويل السردية
يقول المعهد الوطني للبحوث الاقتصادية والاجتماعية (NIESR) أن هذا الانخفاض نتج عن زيادات في أسعار الفائدة في بنك إنجلترا. كما ساهمت التغيّرات في أسعار الطاقة في انخفاض نسب التضخم. فيؤكد ذلك أن السيطرة على التضخم ليست مسؤولية الحكومة فقط.
وعلى الرغم من الانخفاض في أكتوبر/تشرين الأول، تحافظ المملكة المتحدة على أعلى معدل لنمو أسعار الاستهلاك في أوروبا الغربية، مع زيادة بنسبة 21 في المئة منذ نهاية العام 2020.
ويؤكد كبير الاقتصاديين في بنك إنجلترا، هيو بيل، أن الانخفاض المتوقع في التضخم في المملكة المتحدة، أقل بقليل من 5 في المئة فلا يزال مرتفعًا للغاية. وأكد البنك المركزي أنه لا يفكر في خفض أسعار الفائدة حتى مع اقتراب الاقتصاد من الركود. ومع ذلك، يراهن المستثمرون بشكل متزايد على تخفيضات أسعار الفائدة في بنك إنجلترا في العام المقبل.
يضيف الانخفاض غير المتوقع في نسب التضخم تحديات جديد إلى المشهد الاقتصادي. وله آثار على السياسات النقدية وديناميكيات السوق والساحة السياسية. وبينما تحاول المملكة المتحدة التعافي من نتائج وباء كورونا، يبدو الطريق إلى التعافي الاقتصادي مجهول ومليء بالتحديات.
انقر هنا للاطلاع على المزيد من الأخبار الاقتصادية.