حققت فيونا ماكبرايد، الرئيس التنفيذي في كابلان بروفيشنال- الشرق الأوسط، نجاحًا باهراً في رفع مستوى الشركة منذ انضمامها لها، بحيث عملت عن كثب مع العديد من المنظمات الحكومية في الإمارات والسعودية لتنمية مهارات القوى العاملة لديها وتطويرها.
كرست حياتها المهنية لتطوير المعرفة وتنمية المهارات.
ضمن تغطيتنا لمناسبة اليوم العالمي للمرأة، أجرينا في “إيكونومي ميدل إيست” مقابلة مع ماكبرايد، وكانت هذه الأسئلة:
هل يمكنك أن تخبرينا عن مسيرتك المهنية قبل الانضمام إلى كابلان بروفيشنال؟ كالإنجازات ولإخفاقات والنجاحات والتحديات التي واجهتيها؟
بدأت رحلتي المهنية بعد تخرجي من كلية الاقتصاد والسياسة، ثم تابعت دراساتي وحصلت على شهادة من جمعية المحاسبين القانونيين المعتمدين، وهي مؤهل احترافي في المحاسبة. ثم شغلت منصب المدير المالي في سلسلة التوريد الأوروبية والمبيعات والتسويق في شركة “كيلوج”؛ وكذلك المدير المالي لأيرلندا في نفس الشركة، حيث عملت هناك لمدة 12 عام. وعملت أيضًا كمدير مالي في شركة “بيرسون فيو”، وهي إحدى المؤسسات العالمية الرائدة في مجال التقييم، ومن ثم شغلت منصب الرئيس التنفيذي في قسم التعليم لدى “بيرسون” وهو القسم المتخصص في التعليم المهني.
وخلال تلك الفترة التي أمضيتها في قطاع التعليم المهني، ترسخت قناعاتي بالتدريب المهني وأهميته. وكرست حياتي المهنية لتطوير المهارات والمعارف لدى الأشخاص، وأدركت بأن صقل المهارات والمعارف هو أحد المكونات الأساسية للنجاح المهني ضمن فئة الشباب. وعلى الرغم من خبرتي المهنية في مجال التمويل، إلا أن التعليم المهني يتماشى مع شغفي، ويعكس مدى التزامي بدعم المهارات المهنية وتدريبها. وفي الوقت الحالي، أعمل كمدير تنفيذي ل “كابلان بروفيشنال -الشرق الأوسط” منذ مارس 2020، بعد أن عملت لمدة أربع سنوات كمدير إداري لأعمال التدريب المهني في “كابلان بروفيشنال المملكة المتحدة”.
وخلال رحلتي المهنية، واجهت العديد من النكسات والتحديات، إلا أنني استخلصت أهم الدروس من تلك اللحظات الصعبة. ليس مهمًا عدد المرات التي نسقط فيها، بل المهم أن نتعلم كيف نقف من جديد ونواصل رحلتنا. كما لدي قناعة راسخة بأنه عندما تثق بقدراتك، يمكنك تحقيق الكثير من الإنجازات.
ما لذي أتى بك إلى الإمارات وما هي مهامك الحالية في الشركة؟
انتقلت للعمل هنا بعد أن قررت شركة “كابلان إنك” في المملكة المتحدة تحويل مشهد التدريب والتطوير في الشرق الأوسط؛ حيث كانت مهمتي دفع صناعة التدريب في المنطقة وتطوير مهارات العمل كمحفز لصنع التغيير.
أتطلع بشكل أساسي إلى تطبيق استراتيجيات عمل فعالة، وبناء شراكات قوية، وتحديد فرص النمو في المنطقة، وكذلك أرغب في تقديم برامج مبتكرة تركز على احتياجات المتدرب، إلى جانب بناء مؤسسة كبيرة تضم فرق تقوم بوظائف متعددة.
كيف تقيمي هذا التغيير الثقافي، ولا سيما بالنسبة للمرأة من حيث سهولة ممارسة الأعمال التجارية في هذه المنطقة؟
بعد أن انتقلت من المملكة المتحدة إلى دبي، سررت بالتحول الثقافي نحو تمكين المرأة الذي تشهده المنطقة. ومن الجيد أن نلاحظ الجهود المبذولة لتحسين القوانين والسياسات التي تُعنى بوضع المرأة في المجتمع والعمل. أشعر بالتفاؤل حيال زيادة الفرص المحتملة للمرأة في المنطقة.
ومع تزايد انفتاح الشركات على التنوع بما في ذلك تعيين المزيد من النساء في مناصب قيادية، آمل أن أكون سفيرة لهذا التغيير، وألهم النساء وأساعدهن في الوصل إلى أماكن عمل تتسم بالإنصاف والتنوع.
ومع ذلك، شكلت تجربتي في التكيف مع التنوع الثقافي في دبي نوعًا من التحديات؛ ولا سيما أني نشأت في بيئة تتشابه في ممارساتها الثقافية، واليوم وجدت نفسي محاطةً بمزيج متنوع من الجنسيات واللغات والعادات تتميز بها هذه المدينة. ساعدني تعليمي في التكيف مع المعايير والممارسات الثقافية الجديدة، واستكشاف مواقف اجتماعية مختلفة.
وعلى الرغم من هذه التحديات، إلا أنني وجدت أن تجربة العيش والعمل في مثل هذه البيئة المتنوعة هي تجربة ثرية للغاية؛ حيث سمحت لي بتوسيع وجهة نظري ووفرت لي فرصة التعلم من أشخاص يملكون تجارب ووجهات نظر مختلفة للعالم، واليوم أقدر أهمية التنوع الثقافي وتأثيره على الحياة الشخصية والمهنية على حدٍ سواء.
برأيك، ما هي أنواع الدعم التي تحتاجها سيدات الأعمال في هذه المنطقة، وهل هي مختلفة أو مشابه لما هو سائد في الغرب، وكيف تدعمين في هذه المساعي؟
بات من الضروري إنشاء نظام تعاوني يدعم النساء في أعمالهن التجارية، لذلك يجب على الشركات في المنطقة إعطاء الأولوية للسياسات التي تعزز المساواة بين الجنسين، وتوفر بيئة آمنة وشاملة، وتقدم العديد من الفرص للتطور الوظيفي.
وعلى اعتباري واحدةً من الرائدات في هذا المجال، أدركت أهمية التوازن بين الجنسين في معالجة التحديات التي تواجهها المؤسسات في الشرق الأوسط؛ لذلك قمنا بتطوير برامج تدريبية مخصصة تهدف إلى إزالة الحواجز التي تمنع التنوع بين الجنسين والشمول، وتضمن وجود المزيد من النساء في المناصب الإدارية العليا. جاءت النتائج مبهرة؛ حيث شعر 100٪ من المشاركين في البرنامج بالثقة في تجاه تطورهم في المناصب الإدارية، في حين شهد 75٪ منهم تغييرات كبيرة في أدوارهم الوظيفية بعد التحاقهم بهذا البرنامج.
وأعتقد أن تحقيق التوازن بين الجنسين في الشركات لم يعد يقتصر على وجود تمثيل متساوٍ للرجال والنساء في مكان العمل، بل يتجاوز ذلك ليشمل تحقيق التوازن بين الجنسين عبر جميع الفرق والإدارات والمستويات داخل الشركات. أما بالنسبة لنا في “كابلان بروفيشنال- الشرق الأوسط”، قطعنا خطوات كبيرة في تعزيز التوازن بين الجنسين. وفي الوقت الحالي، تمثل النساء نسبة 50٪ من إجمالي القوى العاملة في الشركة؛ إذ عملنا على تعزيز مكان المرأة وتوليها لمناصب قيادية، بما يحقق التوازن بين الجنسين في الشركة.
أنا فخورة بالتقدم الذي أحرزناه نحو تعزيز التوازن بين الجنسين والإدماج في مكان العمل، وآمل أن تلهم جهودنا باقي المؤسسات في الشرق الأوسط لاتباع نفس النهج الذي تبنيناه في الشركة. ومن خلال العمل الجماعي، يمكننا الوصول إلى بيئة عمل أكثر إنصافًا وشمولية للجميع.
ماذا يعني لك اليوم العالمي للمرأة على الصعيد الشخصي؟
اليوم العالمي للمرأة هو اليوم الذي يدعو للتفكير في التقدم الذي أحرزته الجهود والسياسات في تمكين المرأة، كما يدعو للتفكير فيما يتعين علينا القيام به. إنه يوم لتأكيد الالتزام بالتصدي للتحديات التي تواجهها النساء حول العالم. لقد حان الوقت للاعتراف بأهمية الدور الذي تلعبه النساء في المجتمع والاعتراف بالمساهمات التي يقدمنها لمؤسساتهن وأسرهن ومجتمعاتهن والعالم بأسره. وندعو جميع الأفراد والمؤسسات في العالم إلى اتخاذ إجراءات تسرع من تحقيق المساواة بين الجنسين وترتقي بمسيرة تمكين المرأة في العمل والمجتمع.