تواصل الليرة اللبنانية انهيارها الساحق أمام الدولار الأميركي، متأثرة بصراع متعدد العناصر يسرّع من وتيرة فقدانها لقيمتها، إذ تخطت في الساعات الماضية مستوى 88 ألف ليرة لبنانية للدولار الأميركي الواحد في السوق السوداء، وهو مستوى تاريخي غير مسبوق.
وبحسب مصادر، فإن السبب الرئيسي للزيادة الكبيرة في قيمة الدولار هو أن المصرف المركزي اللبناني اضطر إلى سحب الدولارات من السوق لتأمين رواتب القطاع العام والتي تبلغ نحو 80 مليون دولار شهرياً، بالإضافة إلى نفقات حكومية أخرى مثل القمح والأدوية وغير ذلك.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام أن ضباط الشرطة انضموا إلى صفوف العديد من المواطنين المحبطين واقتحموا مصرفا في صور (جنوب لبنان) في محاولة للحصول على رواتبهم.
عكس كل التوقعات
مع استئناف المصارف للعمل بعد إضراب استمر أسبوعين، كان من المتوقع أن يبدأ سعر صرف الدولار في الانخفاض، وإن كان بشكل طفيف، لكن ما حدث بالفعل خالف كل التوقعات.
في وقت سابق من هذا الشهر، بدأت المصارف في لبنان إضرابًا إلى أجل غير مسمى وسط ما وصفته بتحركات قضائية عشوائية ضدها.
إقرأ أيضاً: متظاهرون لبنانيون يُخرجون إحباطهم تجاه المصارف
في هذا الأوان، قالت هيئة الرقابة المالية في سويسرا، يوم الإثنين، إنها حققت في أنشطة 12 مصرفاً وبدأت إجراءات إنفاذ ضد اثنين منها فيما يتعلق بتهم فساد ضد محافظ البنك المركزي رياض سلامة.
يكافح المواطنون اللبنانيون الآن لمواجهة الارتفاع الهائل في الأسعار والتضخم الناجم عن انخفاض قيمة عملتهم. الوضع يالغ الحساسية ويتطلب إجراءات فورية من الحكومة والمصرف المركزي لمنع الانهيار الاقتصادي الكامل.
“النظام المالي في لبنان انتهى”
أقر وزير الاقتصاد اللبناني يوم الثلاثاء أن وزارته لا تستطيع فعل الكثير لوقف التدهور المالي الحاد في البلاد، حيث ناقش قرار اعتماد محلات السوبر ماركت الدولار في تسعير السلع.
وقال أمين سلام إن هذا الإجراء تم تقديمه للتصدي للتلاعب المفرط في الأسعار، وذلك في ظل استمرار قيمة العملة الوطنية في التدهور على نحو متسارع.
أنقر هنا للمزيد من الأخبار الاقتصادية.