تشير توقعات إلى نمو قطاع الضيافة في الشرق الأوسط في العام 2023، حيث أبلغت الأسواق الرئيسية مثل دبي عن نمو في منازل العطلات وارتفاع في معدّلات إشغال الفنادق، بالإضافة إلى تقدم خطط البناء لمشاريع الضيافة الفاخرة في جميع أنحاء المنطقة.
اعتبارًا من ديسمبر/كانون الأول الماضي، شكّل الشرق الأوسط وأفريقيا المنطقة العالمية الوحيدة التي أظهرت زيادة في إجمالي نشاط المشاريع الفندقية في نهاية الربع الرابع من العام 2022، وفقًا لـ STR، الشركة المتخصصة في إجراء بحوث حول أسواق الضيافة.
مشاريع إقليمية قيد التنفيذ في مجال الضيافة
تتصدّر كل من السعودية (40.742 غرفة) والإمارات (27.456 غرفة) المنطقة من حيث نشاط البناء. في المجموع، هناك 122,686 غرفة قيد الإنشاء و 41,086 غرفة في مراحل التخطيط النهائية في المنطقة.
تقدمت مشاريع البناء السالفة الذكر، بحيث سجلت منطقة الشرق الأوسط في العام 2022 أقوى نمو (83 في المئة) في أعداد السيّاح الدوليين الوافدين مقارنة بأعداد ما قبل الوباء، وفقًا لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة.
إقرأ أيضاً: أبرز توجهات 2023 في قطاع السفر في الإمارات والسعودية
وسجّلت أوروبا الأداء أفضل من النمو (80 في المئة)، تليها أفريقيا والأميركتَين (65 في المئة لكل منهما)، في حين حققت آسيا والمحيط الهادئ نمواً بنسبة 23 في المئة.
وساعدت استضافة فعاليات مثل إكسبو 2020 دبي وكأس العالم لكرة القدم في قطر، وكذلك استئناف فريضة الحج في السعودية عملية التعافي في المنطقة. في هذا الإطار، تُظهر بيانات صادرة عن KPMG أن ما يقرب من 50 في المئة من الرحلات الجوية القادمة إلى الدوحة جاءت من دبي، مما أدى إلى زيادة إشغال الفنادق، بحيث شكلت الإمارات محطة لأعداد المشجعين الأجانب وهم في طريقهم لحضور الحدث الرياضي الشهير.
وأشارت منظمة السياحة العالمية إلى أن القطاع السياحي في المنطقة قد يتعافى طيلة العام 2023، مع امكانية بلوغ مستويات العام 2019، وذلك نتيجة الانتعاش القوي في العام 2022.
وأضافت المنظمة: “نفترض أن يصل عدد السياح الدوليين الوافدين خلال العام الجاري إلى نسبة تتراوح بين 80 و 95 في المئة من مستويات ما قبل الوباء، مع توقّع وصول أوروبا والشرق الأوسط إلى هذه المستويات”.
المفاعيل الإيجابية لـ”إكسبو”
إلى ذلك، قد يحقق مالكو ومشغّلو عقارات الضيافة مثل الفنادق والمنتجعات في دبي نمواً كبيراً في العام 2023.
خلال المرحلة التي سبقت انتهاء معرض “إكسبو”، وصل معدل إشغال الفنادق في دبي إلى 96 في المئة – وهو أعلى مستوى منذ 15 عامًا – وفقًا لتقرير شركة KPMG حول سوق الضيافة في دبي الصادر في وقت سابق من يناير/كانون الثاني الجاري.
وارتفع معدل الإشغال في دبي من 64.7 في المئة إلى 72.5 في المئة خلال السنة وصولاً إلى نوفمبر/تشرين الثاني 2022. وارتفع متوسط الأسعار اليومية بنسبة 22 المئة من حوالي 551 درهمًا إلى 674 درهمًا.
إقرأ المزيد: السياحة العالمية تنتعش رغم الرياح الاقتصادية المعاكسة
وقال سيدهارث ميهتا، الشريك ورئيس قسم العقارات في KPMG الخليج الأدنى: “تقوم الإمارات ياستثمار حوالي 32 مليارات دولار لشراء 48 ألف غرفة فندقية إضافية ليصل مجموعها إلى 200 ألف”.
“تضع هذه المستجدّات دولة الإمارات في موقع متميّز يحسدها عليه الكثيرون لناحية قدرتها الفذة على توفير متطلبات السفر والضيافة في العام 2023، مما يؤدي بنفس القدر إلى دفع النمو الاقتصادي من خلال خلق فرص عمل جديدة”.
طفرة الرفاهية في دبي
سيعزز الافتتاح الكبير لمنتجع أتلانتس ذا رويال في يناير/كانون الثاني الجاري عملية التعافي خلال مرحلة ما بعد الوباء في دبي، التي تعدّ واحدة من أكثر الأسواق شعبية في مجال السياحة الدولية في قطاع الضيافة في الشرق الأوسط.
وخلال الفترة الممتدة من 20 إلى 22 يناير/كانون الثاني، تجاوز عدد المشاهير والضيوف المميّزين الذين حضروا هذه المناسبة الألف ضيف، علماً أن الفندق يبدأ باستقبال حجوزات الإقامات اعتباراً من 10 فبراير/شباط المقبل.
يأتي إطلاق المنتجع الفاخر للغاية في الوقت الذي تتجه فيه أسعار الوحدات السكنية الراقية في دبي نحو ارتفاع محتمل بنسبة 13.5 في المئة في العام 2023 ، وفقًا لدراسة أجرتها “نايت فرانك” في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وقالت الوكالة إن هذا النمو سيكون مدقوعاً من الاهتمام المستمر من الأفراد أصحاب الثروات الفائقة الذين يسعون للاستثمار في منازل ثانوية فاخرة.
ازدهار منازل العطلات
ومن المتوقع أن يؤدي الطلب المتزايد على الإيجارات قصيرة الأجل إلى استمرار واستفادة مالكي المنازل في دبي مع تطبيق البلاد للوائح الجديدة الخاصة بمنازل العطلات. تسمح أحد هذه البرامج لأصحاب المنازل بتأجير العقارات لمدة تصل إلى 180 يومًا في السنة بسعر أدنى بنسبة 50 في المئة من سعر السوق، كما يتم تقديم إعفاءات ضريبية والسماح بالاحتفاظ بإيرادات الإيجار.
في هذا الإطار، لقتت رانيا مراسي، الرئيسة التنفيذية لشركة BLVD Holiday Homes، في مقابلة صحفية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي أن “الإيجارات قصيرة الأجل تمثل فرصة ممتازة لأصحاب المنازل الذين يرغبون في كسب المزيد من المال عبر ممتلكاتهم”.
فندق “أتلانتيس ذا رويال” في دبي (مصدر الصورة: المكتب الإعلامي لحكومة دبي)
وأضافت مراسي: “فوائد التأجير قصير الأجل كثيرة – يحصل الملاك على دخل إضافي، ويحصل الضيوف على سكن أقل تكلفة ويستمتع كلا الطرفين بمقابلة أشخاص جدد”.
كما أشارت شركة نسمة لاكشري ستايز المتخصصة في إدارة منازل العطلات، وهي وحدة تابعة لشركة التميمي للاستثمار المحلية، إلى زيادة كبيرة في العام 2022، حيث انتعش قطاع السياحة في دبي خلال مرحلة مع انتهاء الوباء واستضافة قطر لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2022.
إقرأ المزيد: نسخة خالدة من بطولة كأس العالم قطر.. أرقام وإحصائيات للذكرى
وقال داني طبارة، مدير العمليات في شركة التميمي للاستثمار: “يستكشف السياح العالميون الآن طرقًا مختلفة للإقامة والاستمتاع بالعطلات”.
وأضاف طبارة: “تُعتبر بيوت العطلات أفضل بديل للسياح الذين يبحثون عن مساحات خاصة ومرافق مصممة خصيصًا حسب الطلب”.