يعتبر القطاع الزراعي في السعودية، من القطاعات النامية التي تلقى اهتماما واسعا من قبل المملكة، وخصّصت لها العديد من المستهدفات ضمن رؤية 2030، والاستراتيجيّة الوطنيّة للزراعة لعام 2030. وتهدف الخطط الموضوعة في هذا الإطار، إلى تحقيق استقرار في أسعار المنتجات الغذائيّة بالمملكة وتحقيق الأمن الغذائي من خلال ضمان استقرار أسعار المنتجات الغذائيّة ودعم التنمية الريفيّة والاقتصاديّة. وتوفير العديد من مدخلات الانتاج والمواد الخام المعذية لأكثر من 1,000 مصنع يعمل في مجالات الأغذية والمشروبات. وهو ما يعادل نسبة 14 في المئة من مجمل عدد المصانع في السعودية. ويضمّ السوق الزراعي في المملكة 4 أقسام رئيسيّة وهي: المحاصيل الزراعيّة، الحبوب، الفواكه، والخضروات. وإلى ذلك حقق الناتج المحلي الزراعي للمملكة أعلى مساهمة في تاريخه خلال عام 2022، بقيمة 100 مليار ريال.
أرقام ومعلومات حول القطاع الزراعي في السعودية
تعدّ السعودية أكبر سوق للزراعة في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، والتي يتزايد الطبعلى محاصيلها بشكل ملموس بين المستهلكين في المملكة في ظل أنماط الاستهلاك المتغيرة التي دفعت المتاجر الكبرى والهايبر ماركت إلى زيادة المعروض من المنتجات الزراعية عالية الجودة والتسعير بشكل تنافسي لتلبية احتياج السكان.
وتتجه المملكة نحو تطبيق آليات وسبل متطورة للتنمية الزراعية المستدامة مثل الزراعة في الصوبات الزراعية، وتنفيذ ممارسات الري بالتنقيط المتقدمة في زراعة الفواكه والخضروات، وتشجيع زراعة أنواع مختلفة من الفواكه والخضروات والحبوب من أجل التنمية المستدامة وفقًا لتوصيات منظمة الأغذية والزراعة.
ولا تزال الفاكهة الطازجة تستحوذ على المرتبة الأولى في صناعة تعليب الفاكهة التي تعد أكبر قطاع تجاري محلي لكونه يحقق ما يقرب من نصف الأرباح المحلية المتعلقة بسوق الفاكهة، ويليلها عصير الفاكهة الذي يأتي في المرتبة الثانية من حيث أعلى الإيرادات بالسوق للمصنعين المحليين والذي يحتل ثلث إجمالي الإيرادات.
الاكتفاء الذاتي
ونجحت السعودية في تحقيق الاكتفاء الذاتي في عديد من المحاصيل والمنتجات الزراعية والحيوانية المهمّة والحيوية خلال 2021. وخاصة التي ترتكز على التقنيات الحديثة، لاعتمادها على الإدارة المتكاملة للمياه، والتي أسهمت في خفض الاستهلاك الزراعي من 86 في المئة إلى أقل من 70 في المئة.
وارتفع إنتاج السعودية من المحاصيل الزراعية 5.7 في المئة، ليبلغ 4.77 مليون طن في الـ2021 مقابل 4.51 مليون طن في 2020.
ووفقا لبيانات صادرة عن وزارة البيئة والمياه والزراعة، أدت زيادة الإنتاج إلى ارتفاع الصادرات 25.9 في المئة، لتصل إلى 307.8 ألف طن مقارنة بـ244.6 ألف طن في 2020.
وأظهرت نتائج نشرة الإحصاءات الزراعية، أن منتجات الألبان الطازجة كانت صاحبة أعلى نسبة اكتفاء ذاتي من المنتجات الحيوانية في السعودية العام الماضي بـ 121 في المئة، بينما نسبة بيض المائدة بلغت 112 في المئة.
اللحوم والدواجن
وسجلت نسبة الاكتفاء 66 في المئة من لحوم الدواجن. و43 في المئة من اللحوم الحمراء. كما بلغت نسبة الاكتفاء الذاتي من الأسماك 40 في المئة خلال 2021.
وتعد المملكة من أعلى دول العالم استهلاكا للحوم الدواجن. حيث يبلغ متوسط استهلاك الفرد نحو 50 كيلوجراما سنويا. واحتلت بذلك الترتيب الثالث عالميا في نسبة استهلاك الفرد. ويصل حجم استهلاك المملكة من الدجاج إلى نحو 1.38 مليون طن سنويا.
كما أنها تعدّ الأولى عربيا في إنتاج الدواجن. وتسعى الوزارة وصندوق التنمية الزراعية عبر التسهيلات الحكومية وحزم الدعم والإقراض لرفعها إلى 80 في المئة بحلول 2025. عبر ضخ استثمارات تبلغ 17 مليارات ريال، وفق تصريحات سابقة للمهندس عبدالرحمن الفضلي وزير البيئة والمياه والزراعة السعودي.
وفيما يخص الثروة النباتية، تشير نشرة الإحصاءات الزراعية، إلى أن التمور في المرتبة الثانية بنسبة اكتفاء ذاتي بلغت 118 في المئة وبكمية إنتاج محلي بلغت 566.1 ألف طن لـ2021، بينما بلغت نسب الاكتفاء الذاتي لمحصول الخيار 101 في المئة، والطماطم 77 في المئة ومحصول البصل 52 في المئة.
اقرأ أيضا: السعوديّة إلى الريادة العالميّة في مشاريع الطاقة المتجددة
المبادرات الحكوميّة لتعزيز قطاع الزراعة في السعودية
مبادرة السعودية الخضراء:
أطلقها الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، رئيس اللجنة العليا للسعودية الخضراء. وتلتزم المبادرة بإعادة تأهيل 40 مليون هكتار من الأراضي واستعادة المساحات الخضراء الطبيعية في المملكة العربية السعودية. بالإضافة إلى زيادة الغطاء النباتي والمساعدة في مكافحة التصحر من خلال مبادرات تشجير مدروسة بعناية في جميع أنحاء المملكة. حتى بلوغ الهدف النهائي المتمثل بزراعة 450 مليون شجرة بحلول العام 2030. ومن المقرر تنفيذ خارطة الطريق المعتمدة على مرحلتين. تمتدّ المرحلة الأولى من عام 2024 حتى عام 2030، وتَتَّبِع نهجاً قائماً على الطبيعة، لإعادة التأهيل البيئي.
بينما ستبدأ المرحلة الثانية في عام 2030، وسيتم خلالها العمل على استحداث نهج شامل يعتمد على الجهود البشرية في إعادة التأهيل البيئي.
زراعة 10 مليارات شجرة في السعودية
وكانت قد أعلنت المملكة العربية السعودية، في أكتوبر/تشرين الأوّل الحالي عن خارطة الطريق الخاصة لزراعة 10 مليارات شجرة بالسعودية. والتي تندرج ضمن التزامات المملكة الوطنية والدولية بالتصدي لكافة التحديات البيئية المتعلقة بالمناخ. وتحسين جودة حياة المواطنين من خلال الفوائد الاقتصادية والاجتماعية التي سيتم تحقيقها على المدى الطويل من خلال جهود التشجير.
وستساهم هذه المبادرة التي تشمل جميع فئات المجتمع في استعادة الوظائف البيئية الحيوية، وتحسين جودة الهواء، والحد من العواصف الغبارية والرملية، وغير ذلك.
تم اعتماد إطار عمل شامل لتحقيق هدف زراعة 10 مليارات شجرة. وسيتم تطبيق مبادرات التشجير المعتمدة على مدار عدة سنوات. وتقدم هذه العملية فوائد كثيرة لا تقتصر على الجانب البيئي، بل تفتح أيضاً أبواباً جديدة أمام المواطنين والمقيمين في المملكة من خلال فرص التوظيف وريادة الأعمال.
وخارطة الطريق التي أعلن عنها لا تمثّل بداية جهود التشجير في المملكة، إذ شهدت الفترة بين عامي 2017 و2023 زراعة 41 مليون شجرة في مختلف أنحاء المملكة.
استضافة فعاليات المناخ
تأتي استضافة المملكة لأسبوع المناخ بنسخته الثاني لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2023، انطلاقًا من دورها الرائد والتزامها بمواجهة التحديات المناخية. ويعتبر أسبوع المناخ منصة تشمل جميع الأطراف المعنية، بهدف تعزيز العمل المشترك نحو تبني حلول مناخية، مستدامة ومتكاملة، لإنجاز المهمة الجماعية في مواجهة التحديات المناخية، وتحقيق الطموحات المنصوص عليها في اتفاق باريس.
حماية التنوّع النباتي:
تحتضن السعودية أكثر من 2,000 من الأنواع النباتية، التي تزدهر عبر مجموعة متنوعة من الموائل الطبيعية. بما في ذلك غابات المانجروف والمستنقعات والغابات الجبلية والمراعي والمتنزهات الوطنية والوديان. ومن المتوقع زراعة أكثر من 600 مليون شجرة بحلول عام 2030. أي ما يعادل استصلاح 3.8 مليون هكتار من الأراضي. وتعدّ استعادة وحماية التنوع الأحيائي أحد أهم الجوانب التي يركز عليها هدف زراعة 10 مليارات شجرة في السعودية.
الاستثمارات في القطاع الزراعي
أ-شراكة بين “سرك” و”إدامة“:
أبرمت الشركة السعودية الاستثمارية لإعادة التدوير “سرك” المملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة، شراكة إستراتيجية مع إدامة للحلول العضوية. وهي شركة مختصة في حلول الإدارة المستدامة للنفايات العضوية.
ويهدف التعاون إلى إنشاء شركة مشتركة جديدة مخصصة لإحداث ثورة في إعادة تدوير النفايات العضوية في المملكة.
ويستعد المشروع المشترك لمواجهة التحدي المتمثل في الإدارة المستدامة للنفايات. والإسهام بنشاط في إنشاء اقتصاد دائري وطني يتماشى مع التزام “سرك” نحو تحقيق مستهدفات رؤية 2030.
ب-شراكة بين صندوق الاستثمارات العامة السعودي و شركة AeroFarms:
أبرم صندوق الاستثمارات العامة السعودي شراكة مع شركة AeroFarms الأميركية بهدف تأسيس شركة تتخذ من الرياض مقراً لها. وبناء “مزارع عمودية داخلية” في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ومن المرجح أن تكون أول مزرعة في السعودية وأكبر مزرعة عمودية داخلية من نوعها في المنطقة. وستبلغ طاقتها الانتاجية السنوية 1.1 مليون كيلوغرام من المحاصيل الزراعية.
ويعتزم المشروع المشترك إنشاء وتشغيل عدد من المزارع في جميع أنحاء المنطقة في السنوات القادمة.
ج- اقراض المشاريع الزراعيّة:
أعلن وزير الزراعة السعودي، عبدالرحمن الفضلي، أنّ “أكثر من 70 في المئة من نسبة الإقراض في السعودية تعتمد على دعم التقنيات المتطورة للتحول للزراعة الرأسية الحديثة، وأن قيمة إقراض المشاريع الزراعية بلغ 7 مليارات ريال في عام 2022، مقارنة بـ500 مليون ريال في عام 2015”.
ولفت إلى أن “هناك 3 مليارات دولار لدعم وتمكين صغار المنتجين والأسر الريفية في عدة مجالات زراعية”.
القطاع الزراعي في السعودي إلى العالميّة
أ- القافلة الارشاديّة الزراعيّة
سجّلت السعودية رقمًا قياسيًّا عالميًّا، بدخول القافلة الإرشادية الزراعية، التي سيّرتها وزارة الرزاعة السعودية، موسوعة غينيس للأرقام القياسية العالمية. بعد قطعها مسافة 8320 كيلو مترًا، كأطول رحلة زراعية على مستوى العالم.
وهدفت القافلة الزراعية الإرشادية إلى رفع مستوى المعرفة والمهارات الزراعية للمزارعين. من خلال تغيير الاتجاهات السلوكية. وتطبيق أفضل الممارسات الزراعية لزيادة الإنتاج. وغطّت خلال رحلتها في الفترة من ديسمبر/كانون الأوّل 2020 إلى مارس/آذار 2022، مسافة 8,320 كلم على مستوى المملكة. واشتملت على مختبرات متنقلة، وأنشطة تفاعلية، ومسرح أطفال، وسوق مزارعين. وورش زراعية مجهزة بـ 50 مقصورة كاملة، وشاحنة تصوير مزودة بجهاز GBS. وبلغ عدد أفراد الفريق المشارك في القافلة 230 شخصًا من العاملين في التنظيم، والمتخصصين، والمرشدين الزراعيين، والفرق التطوعية.
ب-أكبر مزرعة في العالم
كما سجّلت السعودية رقماً قياسياً جديداً في مجال الزراعة، بدخول إحدى المزارع الإرشادية التابعة للوحدة البحثية للزراعة بالمياه المجدّدة بوادي بن هشبل في منطقة عسير (جنوبي السعودية)، قائمة موسوعة “غينيس” العالمية للأرقام القياسية، كأكبر مزرعة في العالم من حيث المساحة.
وتتجاوز المساحة الإجمالية للمزرعة 3.2 مليون متر مربع وتنقسم إلى قسمين. يوجد بكلٍ منهما خزان خرساني بسعة 500 متر مكعب. بالإضافة إلى شبكة ري أوتوماتيكية لجميع المزروعات بالحقلين. كما تحتوي المزرعة على 5 بيوت محمية مكيفة، إلى جانب عدد من المباني.
أنقر هنا للاطلاع على المزيد من الأخبار الاقتصادية.