تتجلى اليوم التحولات الكبيرة في المشهد الإعلامي، حيث يختلف جذريًا عما كان عليه قبل عقود. ومع الانتقال الرقمي الذي شهدته هذه الصناعة، بات لزامًا على المهنيين الإعلاميين والمبدعين الجدد أن يتكيفوا مع التغيرات السريعة واحتياجات الجمهور المتطورة. إدراكًا لهذا الواقع، أطلق نادي دبي للصحافة (DPC) برنامج صناع المحتوى في دبي في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، الذي يهدف إلى تجهيز المشاركين بالمهارات الأساسية اللازمة لإنشاء محتوى رقمي مميز وجذاب.
تتضمن المرحلة الأولى إطلاق “برنامج صناع المحتوى الاقتصادي” بالتعاون مع وزارة الاقتصاد الإماراتية وعدد من المؤسسات الإعلامية المالية الرائدة. يهدف هذا البرنامج إلى تعزيز الوعي الاقتصادي لدى المشاركين وتمكينهم من فهم أعمق للمفاهيم الاقتصادية.
في هذه المقابلة، تتحدث مريم الملا، مديرة نادي دبي للصحافة بالإنابة، عن الرؤية الملهمة وراء هذه المبادرة الرائدة، وتوسعها المستقبلي، وكيف تسهم في تعزيز النمو الاقتصادي.
ما العوامل التي ألهمت نادي دبي للصحافة لإطلاق برنامج صناع المحتوى في دبي؟
أطلق نادي دبي للصحافة برنامج صناع المحتوى في دبي بهدف تزويد المواهب الإعلامية الناشئة والمبدعين الجدد بالمهارات المتقدمة اللازمة لإنشاء محتوى رقمي مؤثر. تعكس هذه المبادرة التزام دبي بتطوير الإعلام وتعزيز الابتكار في مجال إنشاء المحتوى.
لماذا كان الاقتصاد هو الموضوع الرئيسي في المرحلة الأولى من برنامج صناع المحتوى في دبي؟
اخترنا الاقتصاد ليكون محور المرحلة الأولى من برنامج صناع المحتوى في دبي لمواجهة الطلب المتزايد على محتوى اقتصادي دقيق وجذاب في العالم الرقمي. يهدف البرنامج إلى تمكين المبدعين من فهم عميق للقضايا الاقتصادية ومهارات التقارير، مما يسهم في تحسين جودة المعلومات الاقتصادية للجمهور ويعزز الوعي المجتمعي.
كيف يسهم البرنامج في تحقيق رؤية دبي لتكون من بين أفضل ثلاث اقتصادات حضرية بحلول العام 2033؟
يتماشى البرنامج مع أهداف أجندة دبي الاقتصادية D33، التي تهدف إلى مضاعفة حجم اقتصاد الإمارة وتعزيز مكانتها كواحدة من أفضل ثلاث مدن عالمية في العقد المقبل. من خلال تعزيز الوعي الاقتصادي لدى المشاركين وتزويدهم بأحدث الاتجاهات في التقارير الاقتصادية، تلعب هذه المبادرة دورًا حيويًا في نشر المعلومات الموثوقة والجذابة، مما يساعد في بناء مجتمع أكثر إلمامًا. كما أنها تدعم رؤية دبي لتعزيز الابتكار وخلق اقتصاد يعتمد على المعرفة، يجذب الاستثمارات ويعزز النمو المستدام.
كيف تعبر الشراكة بين وزارة الاقتصاد ومجلس دبي للإعلام عن الاستراتيجيات الشاملة للإمارات في مجالي الإعلام والتنمية الاقتصادية؟
تعتبر الشراكة بين وزارة الاقتصاد الإماراتية ومجلس دبي للإعلام نموذجًا للنهج المتكامل للإمارات في مجالي الإعلام والتنمية الاقتصادية. كما تبرز هذه الشراكة الدور المركزي للإعلام في تسليط الضوء على بيئة الأعمال المزدهرة في الإمارات وفرص الاستثمار، مما يجذب الانتباه العالمي للتقدم الاقتصادي والنمو التحويلي الذي حققته الدولة.
ما الاستراتيجيات التي يُعززها البرنامج لمساعدة المبدعين في التفاعل مع الجمهور عبر محتوى مبتكر وديناميكي؟
يوفر البرنامج تدريبًا شاملًا يغطي فن سرد القصص، الكتابة الإبداعية، استراتيجيات التفاعل مع الجمهور، تصميم الوسائط المتعددة، ومهارات الإنتاج. يتعلم المشاركون كيفية صياغة روايات جذابة وتصميم محتوى مخصص للمنصات الرقمية، بالإضافة إلى استخدام عناصر الوسائط المتعددة مثل الرسوم البيانية ومقاطع الفيديو لتعزيز فعالية الرسالة، مما يمكنهم من التفاعل بفعالية مع الجمهور عبر محتوى مبتكر وديناميكي.
كيف يضمن برنامج صناع المحتوى في دبي تحقيق الشمولية والتنوع بين المشاركين وتخصصاتهم في مجال المحتوى؟
يستقبل برنامج صناع المحتوى في دبي المشاركين من خلفيات متنوعة تشمل مجموعة واسعة من الجنسيات والمجالات المهنية والتخصصات الإبداعية. يوفر البرنامج منصة للمبدعين المتخصصين في مجالات محتوى متنوعة، مثل الاقتصاد، التكنولوجيا، الأعمال، الثقافة، الرياضة، والصحة. تعكس هذه المقاربة التنوع الفريد لدبي، مما يتيح عرض مجموعة غنية من الأصوات ووجهات النظر في الفضاء الإعلامي الرقمي.
ما هو الدور الذي تلعبه التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي، والبيانات الضخمة، والوسائط الغامرة مثل تقنيتي الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) في تطوير صناع المحتوى؟
تلعب التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي، والبيانات الضخمة، والأدوات الغامرة مثل تقنيتي AR وVR دورًا مركزيًا في إعادة تشكيل مشهد إنشاء المحتوى. يعزز الذكاء الاصطناعي من تخصيص المحتوى واستهداف الجمهور بشكل أكثر فعالية، بينما توفر البيانات الضخمة رؤى قيمة للمبدعين حول الاتجاهات وسلوكيات الجمهور. تتيح تقنيتا AR وVR فرصًا للسرد الغامر، مما يمكّن المبدعين من تقديم تجارب تفاعلية وجذابة. تساعد هذه الأدوات صناع المحتوى على الابتكار، والبقاء على اطلاع بتطورات الجمهور، وتعزيز جودة وأثر أعمالهم.
ما هي التحديات التي يواجهها المشهد الإعلامي في دبي، وكيف يتعامل برنامج صناع المحتوى في دبي مع هذه التحديات؟
تواجه المنظومة الإعلامية المتطورة تحديات مثل التقدم التكنولوجي السريع والتنافس في نظام رقمي عالمي. يتصدى برنامج صناع المحتوى في دبي لهذه التحديات من خلال تقديم ورش تدريب متقدمة، وتعزيز التعاون بين المبدعين وخبراء الصناعة، والترويج لاعتماد تقنيات حديثة. بالإضافة إلى ذلك، من خلال التركيز على إنشاء محتوى أخلاقي وذو تأثير، يضمن البرنامج أن يساهم المبدعون بشكل فعّال، مما يتماشى مع رؤية دبي ويتناغم مع الجمهور محليًا ودوليًا.
كيف يعتزم برنامج صناع المحتوى في دبي توسيع نطاق تركيزه ليشمل قطاعات أو مجالات جديدة؟ ما هي الخطوات المقبلة التي ستلي برنامج صناع المحتوى الاقتصادي؟
بعد برنامج صناع المحتوى الاقتصادي، يعتزم برنامج صناع المحتوى في دبي توسيع نطاق تركيزه ليشمل قطاعات أخرى مثل الثقافة، الرياضة، المجتمع، الصحة، والسياحة. ستوفر كل مرحلة تدريبًا متخصصًا في الإعلام مصممًا لتلبية الاحتياجات الفريدة لهذه المجالات، بهدف تطوير جيل جديد من صناع المحتوى المستعدين لمواجهة التحديات المستقبلية في صناعة الإعلام والمساهمة في تعزيز مكانة دبي كمركز عالمي للابتكار في الإعلام.
انقر هنا للاطلاع على المزيد من المقابلات الخاصة.