أصبحت شركة بوخش براذرز، التي أسسها أنس وحارث بوخش في العام 2014، من أوائل وكالات التسويق عبر المؤثرين المرخصة في دبي. وهي الآن شركة تسويق رقمي متكاملة الخدمات حائزة على جائزة “ستيفي الذهبية”، متخصصة في توطين العلامات التجارية العالمية بطابع ثقافي أصيل. ويؤمن الأخوان بوخش بأن برامج دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة هي أساس أي منظومة ريادية قوية.
كيف وُلدت فكرة بوخش براذرز وما الذي ألهم تأسيسها؟
أنس بوخش: انطلقت شركة بوخش براذرز رسميًا في العام 2014، لكن رحلتها بدأت قبل ذلك بكثير. من خلال مسيرتي المهنية وشبكتي الشخصية من المشاهير والرياضيين والمؤثرين، وجدت نفسي أساعد أصدقائي كثيرًا في التفاوض على العقود. عندها أدركتُ وجود فجوة كبيرة في السوق – فالناس بحاجة إلى التوجيه والهيكلة والمصداقية في هذا المجال المتنامي.
أصبحنا حينها أول وكالة تسويق عبر المؤثرين مرخصة في الإمارات العربية المتحدة. لم يكن لدى الجميع الخبرة أو التمويل أو الترخيص المناسب. لذلك، رأينا فرصةً سانحةً ليس فقط للريادة، بل لتمهيد الطريق للآخرين. واليوم، نفخر بكوننا وكالة تسويق رقمي تعمل في قطاعات متنوعة وملتزمة دائمًا بنفس القيم التي انطلقنا منها.

من بداياتكم كواحدة من أولى وكالات التسويق عبر المؤثرين المرخصة في دبي، إلى تقديم خدماتكم لأبرز العملاء في المنطقة، ما هي أبرز محطات النمو؟
حارث بوخش: كان من أوائل إنجازاتنا أن أصبحنا أول وكالة تسويق عبر المؤثرين مرخصة رسميًا في دبي، مما مكننا من رسم ملامح هذا القطاع من بداياته. ومن هناك، ركزنا على بناء المصداقية من خلال التعاون مع العلامات التجارية التي أبدت استعدادها لاتخاذ خطوات جريئة معنا، سواء عبر حملات مبتكرة أو استراتيجيات تُركز على السوق المحلي، أو سرد قصص تتجاوز صيحات الموضة السائدة.
محطة رئيسية أخرى كانت توسيع نطاق خدماتنا لتقديم حلول تسويقية استراتيجية وإبداعية شاملة، تشمل بناء الهوية التجارية والإنتاج والتسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتسويق عبر المؤثرين. واليوم، نفخر بالتعاون مع علامات تجارية عالمية وشركات ناشئة صاعدة وعملاء من القطاع العام في مختلف أنحاء المنطقة. كل خطوة اتسمت بالثقة والاتساق، مع فهم عميق للثقافة وتبني عقلية عالمية.
كيف ساهم موقع دبي كمركز إقليمي في تمكينكم من ابتكار محتوى محلي وثقافي أصيل للعلامات التجارية العالمية، بحيث يلقى صدى لدى مختلف الأسواق العربية؟
حارث بوخش: تتمتع دبي بموقع فريد عند تقاطع التقليد والابتكار، فهي بوتقة تنصهر فيها الثقافات. تمنحنا حيوية المدينة القدرة على ابتكار أعمال تشعر بالحداثة، مع الالتزام بالقيم المحلية. رغم أننا وكالة محلية، نحن نعرف كيف نسد الفجوات ونتجاوز التحديات. ما يميزنا هو أننا الجسر بين الأسواق المحلية والعالمية.
في بوخش براذرز، لا نؤمن بنهج واحد يناسب الجميع. نحن نجلس مع الناس ونطرح الأسئلة ونغوص عميقًا في سلوك المجتمع قبل الشروع في الإبداع. نسعى لفهم “اللماذا” و”الكيف” قبل البدء بالعمل. لذلك، سواء كنا نتعاون مع علامة تجارية عالمية أو علامة إقليمية في قطاع الأغذية والمشروبات، نصيغ سرديات دقيقة ومرتبطة بالسياق المحلي ودبي تمنحنا المنصة والرؤية للقيام بذلك على نطاق واسع.
الفوز بجائزة ستيفي الذهبية لأفضل وكالة تسويق مبتكرة ليس بالأمر السهل. ما هي الابتكارات أو الاستراتيجيات التي تميزكم عن الآخرين؟
حارث بوخش: نفخر بالفريق الذي بنيناه، فقد تطلب الوصول إلى هنا وقتًا وجهدًا كبيرين. فالأمر ليس مجرد توظيف المواهب، بل بناء فريق إبداعي متماسك يعمل بتناغم — وهنا نجحنا حقًا.
كان الفوز بهذه الجائزة لحظة فخر، إذ أكدت على أهمية المخاطرات الإبداعية التي خضناها ونموذجنا الاستراتيجي المعتمد على المبدعين. لقد منحتنا دبي الكثير، ونحن فخورون بخدمة هذه المدينة والوصول إلى مرحلة نتعاون فيها مع علامات تجارية عالمية، كل ذلك مع الحفاظ على الثبات والطموح والتأثير الهادف.
لماذا تعتقدون أن برامج المشاريع الصغيرة والمتوسطة ضرورية لتعزيز روح ريادة الأعمال وتمكين الجيل القادم من قادة الأعمال في المنطقة؟
أنس بوخش: أؤمن إيمانًا راسخًا بأن برامج دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة هي أساس أي منظومة ريادية قوية. هذه البرامج لا توفر الموارد فحسب، بل تبني الثقة والوضوح والطمأنينة، خاصةً لمن لا يمتلكون المعرفة اللازمة للبدء. في منطقة زاخرة بالطموح والإمكانات، تمنح هذه البرامج رواد الأعمال الشباب التوجيه المناسب وإمكانية الوصول إلى الخبرة الحقيقية، مما يحول الأفكار إلى مشاريع ناجحة.
تُعدّ مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة مثالاً بترزاً على مؤسسة ساهمت بدورٍ فعّال في دعم هذا النمو. في شركة بوخش براذرز، نُقدّر الدعم الذي تلقيناه من حكومة دبي في بداية مسيرتنا؛ فقد كان له دورٌ أساسيٌّ في مساعدتنا على النموّ بعزيمةٍ وثباتٍ على رؤيتنا.

بالنظر إلى رحلتكم من شركة ناشئة إلى وكالة حائزة على جوائز عالمية، ما النصيحة التي تقدمونها لرواد الأعمال الإماراتيين الشباب؟
أنس بوخش: نصيحتي هي أن تُحاولوا. استعدوا قدر الإمكان، لكن اعلموا أنه لا يُمكنك تحقيق الكمال دون أن تُحاولوا على الأقل. في الإمارات العربية المتحدة، نحن محظوظون، فدبي تتمتع بروح ريادية. إنها مُحفزة وبصراحة مُعدية. استغلوا هذه الطاقة لصالحكم وتحلوا بالصبر والتزموا بالثبات.
يسعى الكثيرون إلى النجاح السريع، لكن النمو الحقيقي يتطلب وقتًا. ستواجهون تحديات، وهذا جزء من الرحلة. المهم هو كيفية استجابتكم، وكيف تتكيفون، وكيف تحافظون على هدفكم. أحيطوا أنفسكم بأشخاص يؤمنون بكم، ولا تترددوا في طلب المساعدة أو الاعتراف بما لا تعرفونه.
اقرأ أيضاً: صوت التغيير: ثريا بنشيخ في رحلة جريئة عابرة للحدود ومجالس الإدارة
إلى أين تتجه بوخش براذرز في 2025 وما هي خططها للمستقبل؟
أنس بوخش: نريد أن نواصل ما نُتقنه؛ ربط العلامات التجارية العالمية بمنطقتنا بطريقة واقعية. التوطين لا يقتصر على اللغة فحسب، بل يشمل فهم الثقافة والعقلية والأسلوب الذي يُخاطب الناس هنا.
في شركة بوخش براذرز، نركز على ريادتنا في هذا المجال، ونساعد العلامات التجارية العالمية على التواصل مع جمهورنا بطريقة صادقة ومحترمة ومؤثرة. نحرص على أداء عملنا على أكمل وجه.
انقر هنا للاطلاع على المزيد من المقابلات الخاصة.