وصل صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى وحاكم رأس الخيمة، إلى مقاطعة قوانغدونغ بجمهورية الصين الشعبية في زيارة تستغرق أربعة أيام، توقع خلالها إمارة رأس الخيمة اتفاقية تعاون مع المقاطعة. وسيعقد سموه والوفد المرافق له عدداً من اجتماعات الأعمال والأنشطة الثقافية لتعزيز العلاقات في القطاعات الرئيسية.
ويرأس الشيخ سعود وفد رأس الخيمة التي ستوقع اتفاقية تعاون مع مقاطعة قوانغدونغ الأكثر اكتظاظاً بالسكان في الصين بحضور حاكم المقاطعة سعادة وانغ وي تشونغ، وذلك في مدينة قوانغتشو عاصمة المقاطعة. وتهدف اتفاقية تعاون هذه إلى تعزيز التعاون وتبادل الخبرات في مجالات الاقتصاد الرقمي والابتكار العلمي والتكنولوجي والصناعة المتقدمة والمدن الذكية والثقافة والسياحة.
تعزيز العلاقات الثقافية
وسيعقد حاكم رأس الخيمة خلال الزيارة لقاءات مع عددٍ من كبار القادة في المقاطعة وطلبة جامعة سون يات سين وهي جامعة بحثية عامة في قوانغتشو وسيشارك في جلسة نقاشية مع طلبة الجامعة ويزور عدداً من المناطق الثقافية في المدينة بما في ذلك منطقة “يونغ تشينغ فانغ” التاريخية. كما سيقوم حاكم رأس الخيمة بزيارة القنصلية العامة لدولة الإمارات في قوانغتشو وسيرأس وفد الإمارة لعقد عدد من اجتماعات الأعمال.
ويبلغ عدد سكان مقاطعة قوانغدونغ أكثر من 126 مليون نسمة وتمتلك أكبر اقتصاد بين مقاطعات الصين حيث بلغ ناتجها المحلي الإجمالي 1.9 تريليون دولار أي نحو 6.98 تريليون درهم في العام 2023. وتعد المقاطعة مركزاً رئيسياً للتصنيع في الصين وتعتبر صناعة الإلكترونيات والسيارات والمنسوجات والأدوية والتقنيات المتقدمة والتمويل والعقارات من ضمن قطاعاتها الرئيسية.
الآفاق الاقتصادية لإمارة رأس الخيمة
بالإضافة إلى جهودها في تعزيز العلاقات مع الصين، ضاعفت إمارة رأس الخيمة مؤخرًا جهودها لتوسيع العلاقات مع العديد من البلدان بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة حيث دخلت الإمارة مؤخرًا في شراكة نمو استراتيجية مع حكومة المملكة المتحدة والتي تسعى إلى استكشاف سبل التعاون في التجارة والصناعة. وتهدف هذه المبادرة إلى تعزيز العلاقات القوية بين الطرفين من خلال توسيع تعاونهما في مجالات إضافية مثل التعليم والثقافة والتراث.
كما عقدت رأس الخيمة اجتماعًا مع وفد مجلس الأعمال الأميركي الإماراتي لبحث سبل تعزيز التعاون والشراكات الاستراتيجية عبر مختلف القطاعات الاقتصادية والتجارية حيث سعى الاجتماع إلى إرساء الأساس للتقدم والازدهار الدائمين لرأس الخيمة والولايات المتحدة.
تخلق المشاريع السياحية الضخمة في رأس الخيمة، بما في ذلك الفنادق ذات المستوى العالمي والمنتجعات الشاطئية الفاخرة والمرافق الترفيهية الراقية فرصًا واعدة للمستثمرين وتشكل حافزًا لجذب المزيد من الاستثمارات إلى الإمارة. لعبت هذه المشاريع دورًا رئيسيًا في تعزيز ثقة المستثمرين. ومن المتوقع أن تستمر رأس الخيمة في جذب الاستثمارات العالمية، مما يؤدي إلى رفع توقعات نموها إلى 6.2 في المئة في العام 2024 و 5 في المئة في العام 2025، وفقًا لتصنيفات فيتش.
العلاقات الاقتصادية بين الإمارات والصين
يصادف هذا العام الذكرى الأربعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الإمارات والصين في العام 1984. وقد تطورت هذه العلاقات الثنائية ووصلت إلى شراكة استراتيجية شاملة أعلنت عنها الإمارات في يوليو/تموز 2018 خلال زيارة شي جين بينج، رئيس جمهورية الصين، للإمارات.
وتلقت العلاقات الإماراتية الصينية دفعة كبيرة في أعقاب الزيارة التاريخية التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة إلى بكين في مايو/أيار 2024. وخلال الزيارة، وقعت الدولتان العديد من الاتفاقيات ومذكرات التعاون.
ومن الجدير بالذكر أن الإمارات هي أكبر شريك تجاري غير نفطي للصين في العالم العربي، في حين تعد الصين الشريك التجاري الأول للإمارات بقيمة تجارية بلغت 82 مليار دولار في العام 2023.
وارتفع حجم التبادل التجاري بين الإمارات والصين 800 ضعف منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. ومن المتوقع أن يصل حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 200 مليار دولار بحلول العام 2030.
انقر هنا للاطلاع على المزيد من الأخبار اللوجستية