ارتقت دبي سلم الترتيب بشكل سريع لتحصل على المركز السابع ضمن التقرير العالمي للثروة ونمط الحياة من جوليوس باير، وتحل بذلك مكان زيوريخ التي تراجعت إلى المركز 14، الذي كان لدبي العام الماضي. ومن ناحية أخرى، أصبحت منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا أفضل المناطق من حيث يسر المعيشة اللائقة للمرة الأولى منذ بدء إصدار التقرير، علماً أنّ التصنيف شهد تراجعاً واضحاً للمدن الأوروبية على وجه التحديد. فقد تراجعت لندن، صاحبة المركز الثاني العام الماضي، إلى المركز الرابع. وكانت العاصمة البريطانية المدينة الأوروبية الوحيدة المدرجة ضمن قائمة المدن العشرة الأفضل إلى جانب موناكو، التي تمسكت بالمركز السادس. وأمّا في الأمريكيتين، انتقلت نيويورك من المركز 11 إلى المركز الخامس، بينما حسّنت ميامي تصنيفها بثماني درجات لتحتل المركز 10، ونجحت مدينة ساو باولو البرازيلية في دخول قائمة المدن العشرة الأفضل على مؤشر نمط الحياة للمرة الأولى من بوابة المركز التاسع. ومن ناحيتها، انضمت مدينة سانتياغو التشيلية إلى المؤشر مؤخراً لتحتل المركز 23 ضمن التصنيف. ونجحت الأمريكيتان، بفضل التحسن الملموس للمراكز الحضرية فيهما، في التفوق على منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا كثاني أغلى المناطق تكلفة للعيش اللائق في العالم.
اقرأ أيضاً: الأداء الاقتصادي القوي لدبي يضمن لها المركز الثالث بين أفضل المدن العالمية
ارتقت دبي سلم الترتيب بشكل سريع، محققةً أداءً متفرّداً. وتتميز الإمارة بموقعها الاستثنائي الذي يجعلها صلة الوصل بين الشرق والغرب ويعزز من دورها كمركز جذب للأثرياء من عشاق التنقل.
يعكس تحسن ترتيب دبي ضمن التصنيف ارتفاع التكاليف التي يتكبدها الأثرياء المقيمون فيها للحفاظ على نمط حياتهم، فقد أصبحت المدينة الأكثر غلاءً في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا على امتداد ثمانية من المعايير العشرين للمؤشر، لا سيما تلك المتعلقة بالأزياء والمستلزمات الفاخرة، بينما أصبحت ثاني أكثر مدن العالم غلاءً من حيث أسعار الساعات.
وتشكل دبي مثالاً عملياً يؤكد صحة مقولة “شيّدها وسيأتون”، كما تُعد خير دليل على قدرة الحكومة على تطوير المراكز الحيوية باستخدام الحوافز المالية وغيرها. وتحتضن الإمارة الكثير من الوافدين، كما تحولت إلى وجهة للشركات ورواد الأعمال الراغبين بتأسيس مقارهم الإقليمية في المنطقة. وإلى جانب ذلك، تواصل الفعاليات العالمية الكبرى، مثل إكسبو 2020 ومؤتمر كوب 28 المرتقب، لعب دور محوري في تعزيز مكانة دبي الرائدة على الخارطة العالمية.
وتتزايد أهمية الدور الذي تلعبه الإمارة كمركز لإدارة الثروات، لا سيما وأنّها شهدت عام 2022 أضخم توافد لأصحاب الملايين قياساً بأي دولة أخرى. وتبدو دبي عازمة على ترسيخ مكانتها على رأس قائمة تصنيفنا للمدن العالمية، بفضل ما تقدمه من نظام ضريبي يسير وحوافز استثمارية متفردة ومستويات عالية من المعيشة، بالإضافة إلى ما توفره من أمن وأمان لقاطنيها وغيرها من مزايا الترابط العالمي والبنية التحتية المتطورة.
كما شهدت دبي مؤخراً انتقال أعداد كبيرة من الأثرياء إليها، في خطوة أثرت بشكل واضح على أسعار العقارات ومستويات الطلب عليها. ويكشف التقرير عن ارتفاع أسعار العقارات السكنية الفاخرة في دبي بواقع 44 في المئة، وهي الزيادة الأعلى من نوعها بين كل المدن الأخرى. ومع ذلك، تبقى الأسعار معقولة قياساً بالمستويات العالمية، حيث أتت في الترتيب 14 من بين 25 مدينة. وأسهم الطلب المحلي والدولي الكبير من أصحاب الثروات العالية في زيادة أسعار المنازل الفاخرة في دبي. وتعتمد الإمارة منهجية استباقية وعملية لاستقطاب الأثرياء وأصولهم، لا سيما من خلال برامج التأشيرة الذهبية للإقامة طويلة الأمد.
كما يسلط التقرير الضوء على تعافي أسعار الأجنحة الفندقية منذ عام 2022، حيث انتعشت التجارب الاجتماعية من جديد وارتفعت أسعار تجارب المطاعم الفاخرة بواقع 186 في المئة، في خطوة تعكس التعافي القوي في قطاعي الضيافة والسياحة في دبي. ورفع مطار دبي الدولي من توقعاته السنوية لأعداد الركاب لعام 2023 بعد عودة حركة المسافرين فيه إلى 95.6 في المئة من المستويات المسجلة قبل أزمة كوفيد-19 خلال الربع الأول من العام الجاري.
انقر هنا للاطلاع على المزيد من التقارير حول دبي.