ضمن ميزانيتها المصغّرة التي أصدرتها نائبة رئيس الوزراء كريستيا فريلاند، أعلنت الحكومة الكندية أنها بصدد إطلاق مناقشات استشارية حول “العملات المشفرة والمستقرة والرقمية المركزية”.
وفي إطار تحديد خطط الحكومة للعملات الرقمية، بيّنت الوثيقة بأن نمو العملات المشفرة يتسبّب في إحداث “تحوّل على مستوى النظام المالي الكندي والعالمي”، لافتةً إلى أن التشريعات المتعلّقة بالنظام المالي في البلاد “تحتاج إلى مواكبة هذا التحول والتماشي معه”.
وبوجه خاص، أعربت الحكومة عن قلقها بشأن استخدام العملات الرقمية الناشئة كوسيلة لتجنّب العقوبات وتبسيط النشاطات غير المشروعة. وكانت كندا تعرضت في وقت سابق من العام الحالي لانتقادات من قبل مجتمع التشفير عقب مطالباتها للمصارف تجميد الحسابات المرتبطة بالمتظاهرين الذين تمكنوا من جمع حوالي مليون دولار من البيتكوين.
إقرأ أيضاً: مدرسة التشفير: ما هي الطبقات التي تكتنفها تقنية الـ”بلوكتشين”؟
على الرغم من معارضة الدولة الأخيرة للعملات المشفرة، اتفق جميع الخبراء في القطاع الذين تحدثنا إليهم، على أن المشاورات ستؤدي إلى سنّ تشريعات مستنيرة لن تحمي مصالح المستثمرين فحسب، بل ستسمح كذلك لمزيد من الازدهار للجهات الفاعلة.
في هذا الإطار، يوضح فراس الصادق، الشريك الإداري في “غاف كابيتال بارتنرز”، أن مثل هذه المشاورات تشير إلى الدرجة العالية من الوعي والاهتمام، اللذين سَيسهمان بدورهما في طرح قرارات أفضل من أجل تعمل على تعزيز القطاع من حيث التنظيم والفاعلية.
وقال صادق لـ “إيكونومي ميدل إيست”: “هناك حاجة إلى مثل هذه الخطوات لتهيئة المجتمعات التي لم تتعرف بعد على Web3، وبالتالي تتطلب التعليم والتوجيه من أجل نموّ التبني الشامل”.
من جهته، وصف محمد الأيوبي، الشريك المؤسس ومدير المشروع في EXGOLAND، الخطوة التي قامت بها السلطات الكندية بالصّائبة، مشيراً إلى أنها سوف تسهم في تعزيز التعليم ورفع درجة الوعي في القطاع الحديث نسبياً.
وقال الأيوبي في مقابلة لصالح موقعنا: “أكثر من ذلك، أعتقد أن الوعي سيمنح الناس الشجاعة للتعامل مع العملات المشفرة ضمن بيئة أكثر أماناً وحماية”.
تشاطر كلارك فلينت بار، كبير مستشاري السياسات في Chainalysis، الأيوبي رأيه، بحيث تقول: “إنه لأمر رائع أن نرى كندا تسعى للحصول على مساهمة عامة لأنها تبحث في إمكانية تطبيق تشريعات جديدة تتعلق بالأصول الرقمية”.
توضح “فلينت بار” في حديث لموقعنا أنه يتطلع إلى المشاركة في هذه العملية وأن يكون عنصراً فاعلاً فيها.
وتؤكد “فلينت بار” أن هذه الأنواع من الحوارات المستنيرة بين القطاعين العام والخاص ستؤدي إلى صياغة سياسات أفضل وقائمة على البيانات.
“من المهم أن يعي صانعو السياسات مفهوم التقنيات التي يطورون لوائح خاصة بها، والبحث في الإمكانات والقيود، وأن يكونوا على دراية بالمخاطر التي قد تنتج عن ذلك، مما يتيح للتشريعات المطبّقة التركيز على تلك المخاطر ومعالجتها”، تضيف بار.
وحول القرار الكندي بشأن خلق نقاش حول عملات المصارف المركزية الرقمية، يقول الأيوبي إنه أمر ذات أهمية بالغة، مشيراً إلى أن العملات المركزية الرقمية تمكّن المصارف المركزية من استخدام تقنية “البلوك تشين” لخلق العملات الرقمية.
ويضيف: “تسهم هذه الإمكانات في تعزيز تقينة البلوك تشين والويب 3 على المدى الطويل”.