كيف تستفيد الشركات من التقنيات الغامرة

للتقنيات الغامرة تأثير عميق ذلك أنها تسد الفجوة بين المحتوى الافتراضي والعالم المادي، مما يحدث ثورة تحويلية على مستوى التجارب الشخصية والتجارية.

بناءً على بحث أجرته شركة Meticulous Research، من المتوقع أن تصل القيمة السوقية العالمية للتقنيات الغامرة إلى 493.5 مليار دولار بحلول العام 2030.

مع ظهور الميتافيرس وتقنية الويب الثالث (Web 3.0)، نتوقع تكاملًا متزايدًا للتقنيات الغامرة على صعيد حياتنا الشخصية والمهنية اليومية.

أنواع التكنولوجيات الغامرة

وتشمل التكنولوجيات الغامرة أشكالا مختلفة تشمل على سبيل المثال لا الحصر ما يلي:

الواقع الافتراضي

تغمر تقنية الواقع الافتراضي (VR) المستخدمين في بيئة رقمية اصطناعية بالكامل، مما يوفر تجربة رقمية مبنية على المحاكاة. تمتد تطبيقاتها عبر مختلف القطاعات، حيث تستخدم الشركات الواقع الافتراضي لتصميم المنتجات وتدريب الموظفين والتعاون عن بُعد.

يؤدي ذلك إلى تعزيز الكفاءة وتوفير التكاليف. يتيح الواقع الافتراضي أيضًا إجراء تجارب عملية وآمنة مع التعديلات في الوقت الفعلي.

يتوقع مسح حديث أجرته شركة Market Research، أن تحظى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا بمستقبل واعد للواقع الافتراضي. بحيث من المتوقع أن ينمو سوق الواقع الافتراضي في هذه المنطقة بمعدل نمو سنوي مركب (CAGR) بنسبة 43.7 في المئة بين العامين 2022 و2029.

الواقع المعزز

الواقع المعزز (AR) هو تقنية غامرة أخرى تدمج المعلومات الرقمية بسلاسة في البيئة المادية للمستخدم، مما يسد الفجوة بين العالمين الافتراضي والحقيقي. يتيحِ AR التفاعلات في الوقت الفعلي مع الكائنات المحسّنة، مما يرفع من تجارب المستخدم.

ألقت دراسة حديثة أجرتها Ipsos بالتعاون مع Snapchat الضوء على الشعبية المتزايدة للواقع المعزز في الإمارات العربية المتحدة. تتوقع الدراسة أنه بحلول العام 2025، سيصبح الواقع المعزز جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية، حيث أكثر من 65 في المئة من سكان الإمارات وجميع مستخدمي تطبيقات الوسائط الاجتماعية تقريبًا في المنطقة سوف يتبنون الواقع المعزز كمستخدمين منتظمين.

في حين تعتبر 94 في المئة من العلامات التجارية الواقع المعزز أداة للمرح في المقام الأول، تختلف وجهات نظر المستهلكين. بحيث يوافق 46 في المئة فقط من المستخدمين على هذا التصور. تسلط الدراسة الضوء على أن المستهلكين يستخدمون الواقع المعزز بصورة أساسية لأغراض التسوق، مما يشير إلى الدور الحاسم لهذه التقنية في تشكيل مستقبل البيع بالتجزئة.

اقرأ أيضاً: Spheroid تعتزم إطلاق أفاتار مبني على الذكاء الاصطناعي ضمن الواقع المعزز

الواقع المختلط

الواقع المختلط (MR) هو جانب متعدد الاستخدامات في عالم التقنيات الغامرة، حيث يمزج بسلاسة بين العناصر المادية والرقمية لخلق بيئة مميزة للتفاعل في الوقت الفعلي.

يتم تطبيق MR في استخدامات عبر قطاعات متنوعة مثل التصنيع والرعاية الصحية والتعليم، مما يوفر تجارب غنية وغامرة في السياق.

وفقًا للإصدار الأخير من تقرير السوق لشركة RationalStat، فإن القيمة السوقية العالمية للواقع المختلط، التي بلغت 1.4 مليار دولار في العام 2023، مهيأ لأن تشهد نمو كبير. بحيث من المتوقع أن يُظهر السوق معدل نمو سنوي مركب يتجاوز 14 في المئة خلال الفترة بين 2023 و2030.

فيديو 360 درجة

تقدم مقاطع الفيديو 360 درجة تجربة بانورامية آسرة من منظور واحد، مما يجعلها مناسبة تمامًا للشركات العاملة في قطاعات مثل العقارات والسياحة وتخطيط المناسبات. إنها توفر منظورًا مكانيًا غامرًا وشاملاً.

تشير التوقعات لسوق الكاميرات العالمية بزاوية 360 درجة إلى اعتراف متزايد بهذه التكنولوجيا الغامرة. ومن المتوقع أن يشهد السوق نموًا كبيرًا، مع ترجيحات بتحقيق معدل نمو سنوي مركب متوقع بنسبة 23.78 في المئة خلال الفترة بين 2023 و2029.

تكنولوجيا غامرة في مختلف القطاعات

تعمل التقنيات الغامرة على إحداث ثورة في الأعمال التجارية عبر مختلف القطاعات، بالإضافة إلى دفع الابتكار، وتعزيز تجارب العملاء، وإحداث ثورة تغييرية على مستوى الممارسات التشغيلية التقليدية.

الترفيه

تعيد التقنيات الغامرة تشكيل قطاع الترفيه. من تجارب الألعاب المدمجة في الواقع الافتراضي التي تنقل اللاعبين إلى عوالم افتراضية إلى الأحداث الحية المعززة بالواقع المعزز، تحدث هذه التقنيات ثورة في هذا المجال.

تنقل تجارب الألعاب المدمجة في الواقع الافتراضي اللاعبين إلى عوالم افتراضية، بينما تقدم الأحداث الحية المعززة بالواقع المعزز مستوى جديدًا من المشاركة. بالإضافة إلى ذلك، تعزز مقاطع الفيديو بحجم 360 درجة وحفلات MR الروابط العالمية بين عشاق الموسيقى. باختصار، تقدم التقنيات الغامرة تجارب ترفيهية لا مثيل لها، مما يدفع القطاع إلى الارتقاء إلى حقبة جديدة وغير مسبوقة.

قطاع التعليم

وبالمثل، تعيد التكنولوجيات الغامرة تعريف قطاع التعليم بطرق مهمة. نظرًا لأن الأساليب التقليدية للتدريس تثبت عدم كفايتها في هذا العصر الرقمي سريع الخطى، فإن التجارب الافتراضية تنجح في ملء الفجوات وسدّ الثغرات.

من خلال هذه التكنولوجيا، يمكن للطلاب الشروع في رحلات ميدانية افتراضية أو استكشاف أنظمة بيولوجية معقدة، وإحياء المعلومات النظرية. حتى مشاكل الرياضيات المعقدة تصبح أكثر قابلية للفهم عند توضيحها في الواقع الافتراضي.

تشجع هذه الأدوات المشاركة وكذلك تسهيل تجارب التعلم العملي لتحسين الفهم والاحتفاظ بالذاكرة.

الرعاية الصحية

كان للتقنيات الغامرة تأثير إيجابي على قطاع الرعاية الصحية، حيث لعب الواقع الافتراضي دورًا مهمًا. بحيث قدم VR حلولاً أحدث تغييرات على مستوى التدريب الطبي وعلاج المرضى.

في التعليم الطبي، يمكن الواقع الافتراضي الطلاب من الانخراط في تشريحات افتراضية مفصلة وممارسة عمليات جراحية محاكاة، وتعزيز السلامة وتوفير تجربة تعليمية شاملة. فيما يتعلق بالعلاج، تم استخدام الواقع الافتراضي بطرق مبتكرة مثل إدارة الألم لضحايا الحروق والعلاج لمعالجة الرهاب.

إن الطبيعة الغامرة لهذه التقنيات، جنبًا إلى جنب مع قدرتها على التخصيص، تحمل إمكانات هائلة في تحسين رعاية المرضى وتسهيل إعادة التأهيل.

التجارة الإلكترونية

ظهرت التقنيات الغامرة كأداة قوية لشركات التجارة الإلكترونية لسد الفجوة بين التسوق عبر الإنترنت والتجربة المادية داخل المتجر.

من خلال إنشاء واجهات متاجر افتراضية من خلال تطبيقات الواقع الافتراضي والواقع المعزز، يمكن للعملاء الآن تجربة أو اختبار المنتجات مثل الملابس أو الأثاث أو مستحضرات التجميل قبل الشراء. هذا لا يعزز مشاركة المستخدم فحسب، بل يحول أيضًا عملية صنع القرار من خلال تزويد العملاء بمجموعة أكثر شمولاً من المعلومات.

على هذا النحو، أثبتت التقنيات الغامرة أنها مفيدة في مواجهة التحديات التي تواجهها منصات التجارة الإلكترونية، بما في ذلك عوائد المنتجات والاحتفاظ بالعملاء.

القطاع العقاري

شهد قطاع العقارات تحولًا كبيرًا مع إدخال تقنيات غامرة. أحدثت الجولات الافتراضية ثورة في الطريقة التي يستكشف بها مشترو المنازل والمستأجرون المحتملون العقارات من خلال تزويدهم بالمرونة لعرض العقارات عن بُعد، وتوفير الوقت وزيادة الراحة.

تمكن التقنيات الغامرة المشترين المحتملين من تصور المساحات بشكل أكثر فعالية، وتمكينهم من اتخاذ قرارات مستنيرة. تطبيقات الواقع المعزز مفيدة بشكل خاص، لأنها تسمح للمستخدمين بمعاينة التجديدات أو تغييرات التخطيط قبل الالتزام بالشراء. نتيجة لذلك، تعمل التقنيات الغامرة على تعزيز ملاءمة العملاء لعمليات شراء العقارات.

انقر هنا للاطلاع على المزيد من الموضوعات التقنية.