الفيديو الذي تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي عن لحظة مقاطعة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حديث الرئيس الأميركي جو بايدن مع مستشاره جيك سوليفان، ليخبره ماكرون بمكالمته مع رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد، أثار حالة من القلق العالمي في أسواق النفط العالمية.
وجاءت هذه البلبة عشية انعقاد “أوبك +” اجتماعها الدوري والذي تترقبه أسواق النفط العالمية وسط توقعات بالحفاظ على خطة تسريع زيادة إنتاج الخام في أغسطس (آب) على أمل تخفيف ارتفاع الأسعار وضغوط التضخم.
وكانت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) أعلنت تقديم موعد اجتماعها، يوماً واحداً، ليصبح اليوم الأربعاء بحسب بيان للمنظمة، في وقت سيستمر عقد الاجتماع الوزاري لتحالف “أوبك+” غداً كما كان مقرراً في الأصل.
ما قاله ماركون لبايدن أن الرياض وأبوظبي لا تملكان طاقة إنتاجية فائضة، تسبب بارتفاع أسعار النفط الثلاثاء بنحو 2 في المئة ليسجل خام برنت القياسي تسليم أغسطس/آب- 117.35 دولاراً للبرميل.
لكن حلقة نقاشية على موقع “تويتر” استضافت خبراء في قطاع الطاقة، خلصت إلى أنه يبدو أن الرئيس الفرنسي لم يفهم الموضوع، وأنه لم يستطع التفرقة بين سقف “أوبك الإنتاجي، والسقف المستهدف والطاقة الإنتاجية. وهو ما ذكره الدكتور أنس الحجي، الأكاديمي المتخصص في مجال الطاقة والذي اختير كأحد أشهر المؤثرين في قطاع النفط والغاز في العالم في منصة “تويتر”.
من جهتها، قالت الصحافية المتخصصة في الملف النفطي آمنة بكر إن تفسير ماكرون لبايدن “غير دقيق تماماً”، فالامارات لا تنتج بأقصى طاقتها في الوقت الحالي، وقد “تكون اشارة ماكرون حول ان السعودية قد تزيد بمقدار 150 ألف برميل في اليوم “مرتبطة بالحصة السعودية، وهو تخفيف التخفيضات الإجمالي”.
وكان ماكرون قال لبايدن: “يمكن للسعوديين أن يزيدوا قليلًا، بمقدار يصل إلى 150 (ألف برميل من النفط يوميا) أو أكثر قليلًا، ليس لديهم طاقات إنتاجية ضخمة قبل 6 أشهر”.
وكتب المؤلف مايكل شيلنبرغر في منشور على “تويتر”: “من المثير للاهتمام للغاية أن ماكرون اختار إيصال المعلومات بالطريقة التي فعلها، والتي كانت في متناول الصحافيين.
“يبدو الأمر كما لو أن ماكرون أراد من وسائل الإعلام الدولية أن تقدم تقريرًا عن معلوماته، ربما كوسيلة للضغط على بايدن لكي يتصرف أخيرا”، اضاف شيلنبرغر.
ومن المقرر أن يزور بايدن المنطقة في يوليو/تموز المقبل وأن يشارك في قمة دول مجلس التعاون الخليجي.
وكانت تصريحات ماكرون دفعت وزير الطاقة الإماراتي، سهيل المزورعي، لإصدار بيان لدحض ادّعاءات الرئيس الفرنسي. وأكد المزروعي، في بيانه، أن إنتاج الإمارات الحالي قريب من سقف الإنتاج المرجعي للدولة في اتفاقية” أوبك+”، وهو 3.168 ملايين برميل يوميًا. وأضاف تعليقًا على ما يُتداوَل عن مستوى إنتاج الإمارات، أن التزام بلاده قائم بهذا السقف إلى نهاية الاتفاقية.