أعلنت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر” عن توقيع اتفاقية مع شركة “توتال للطاقات” بهدف تقييم جدوى تطوير مشروع تجاري لتحويل الهيدروجين إلى ميثانول ثم إلى وقود طيران مستدام في أبوظبي. وتأتي اتفاقية بعد إنجاز الشركتين أول رحلة طيران لاختبار إمكانية تحويل الميثانول إلى وقود طيران مستدام، وذلك في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي خلال انعقاد مؤتمر الأطراف “كوب 28”.
ويهدف مشروع “مصدر” و”توتال للطاقات” إلى المساهمة في إزالة الكربون من القطاعات كثيفة الانبعاثات مثل قطاعات الطيران والنقل البحري. كما سيعمل المشروع على التقاط ثاني أكسيد الكربون من مصدر صناعي واستخدامه كمادة خام، بالإضافة إلى الهيدروجين الأخضر الناتج عن المحللات الكهربائية العاملة بالطاقة المتجددة، لإنتاج الميثانول الأخضر ووقود الطائرات المستدام.
ويعد قطاع الطيران من القطاعات الرئيسية التي تركز عليها إدارة الهيدروجين الأخضر في شركة “مصدر”، فعلى مدار السنوات الثلاث الماضية، أبرمت الشركة عدداً من الشراكات الاستراتيجية التي تستهدف دعم تطوير قطاع وقود الطيران المستدام. وفي أكتوبر/تشرين الأول، دخلت شركة “مصدر” وشركة “بوينج” في شراكة للمساعدة في تطوير صناعة وقود الطائرات المستدام في دولة الإمارات والعالم.
تعزيز استخدام وإنتاج وقود الطيران المستدام
ويقع مشروع “مصدر” و”توتال للطاقات” في إيطار السياسة العامة الاسترشادية لوقود الطيران المستدام في دولة الإمارات التي تستهدف توفير نسبة لا تقل عن 1 في المئة من الوقود المستدام المنتج محلياً من إجمالي الوقود المزوّد في مطارات الدولة لشركات الطيران الإماراتية في العام 2031. وتهدف السياسة أيضاً إلى تطوير البيئة التنظيمية الوطنية لوقود الطيران المستدام من خلال استكشاف السياسات المحتملة لدعم التشغيل الاقتصادي طويل الأجل لمرافق وقود الطيران المستدام في دولة الإمارات.
وتتماشى الاتفاقية بين “مصدر” و”توتال للطاقات” أيضاً مع السياسة العامة للهيدروجين منخفض الكربون في أبوظبي، والتي من المتوقع أن تساهم بشكل كبير في تعزيز تكنولوجيا الهيدروجين منخفض الكربون كمصدر للطاقة في المستقبل، ما يشكل نقلة نوعية نحو ضمان النمو الاقتصادي والاستدامة البيئية وأمن الطاقة ويشكل خطوة استراتيجية نحو مستقبل صديق للبيئة.
المنتج الرائد للهيدروجين الأخضر
منذ تأسيسها في العام 2006، ساهمت شركة “مصدر” في ترسيخ المكانة الرائدة عالمياً لدولة الإمارات في مجالي الاستدامة والعمل المناخي. وتطور “مصدر” مشاريع ولديها شراكات استثمارية في أكثر من 40 دولة حول العالم مع تطلعات لتعزيز قدرتها الإنتاجية لتصل إلى 100 جيجاواط بحلول العام 2030، وأن تصبح منتجاً رائداً للهيدروجين الأخضر بحلول العام نفسه.
ويساهم قطاع الطيران حالياً بنحو 2 في المئة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية. ويتوقع اتحاد النقل الجوي الدولي أن يساهم وقود الطيران المستدام بنحو 65 في المئة من خفض الانبعاثات التي يحتاجها قطاع الطيران للوصول إلى هدفها المتمثل في تحقيق صافي صفر بحلول العام 2050.
من جانبها، تهدف الإمارات إلى تحقيق إنتاج الهيدروجين بمقدار 1.4 مليون طن سنوياً بحلول العام 2031 وتهدف إلى رفع الإنتاج إلى 15 مليون طن سنوياً بحلول العام 2050. بالإضافة إلى ذلك، تخطط الدولة لتطوير مصنعين على الأقل لإنتاج الهيدروجين بحلول العام 2031.
انقر هنا للاطلاع على المزيد من أخبار الاستدامة.