قبل حوالي الأسبوعين على الاجتماع الدوري للجنة الفدرالية للأسواق المفتوحة (FOMC) التابعة لاحتياطي الفدرالي، شدد رئيس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول على أن المصرف المركزي سيواصل جهوده لكبح جماح التضخم إلى حين “إنجاز المهمة”.
لقد كان باول يتحدث في المؤتمر النقدي لمعهد كاتو، وهو مؤسسة فكرية مقرها واشنطن، في وقت يواجه مسؤولو الاحتياطي الفدرالي تساؤلات حول مدى ارتفاع أسعار الفائدة بحلول نهاية العام ومدى سرعة الوصول إلى هناك.
في تعليقاته التي أكدت التزامه مكافحة التضخم، قال باول: “يجب أن نتصرف بحزم كما فعلنا في السابق وأن نثابر حتى يتم إنجاز المهمة”. وأكد باول انه وزملاءه “ملتزمون بشدة بهذا المشروع وسوف نستمر في ذلك حتى تنتهي المهمة”.
ولفت إلى أن التوقعات تلعب دوراً مهماً وكانت سبباً حاسماً في استمرار التضخم في السبعينات والثمانينات. وقال في هذه النقطة: “يحذر التاريخ بشدة من سياسة التخفيف قبل الأوان”. وأضاف “نعتقد أنه يمكننا تجنب هذا النوع من التكاليف الاجتماعية الباهظ” التي اضطر الاحتياطي الفدرالي في ذلك الوقت “إلى فرضها لخفض التضخم وضمان استقرار الأسعار”.
وأبقى باول على احتمال أن يوافق المجلس خلال اجتماعه المقرر يومي 20 و21 سبتمبر/أيلول الحالي على زيادة الفائدة مجدداً، بمقدار 75 نقطة أساس، وهي الزيادة نفسها التي أقرها في اجتماعيه السابقين في يوليو/تموز ويونيو/حزيران الماضيين.
لكنه أعاد التأكيد أن القرار النهائي للاجتماع المقبل سيتوقف على إجمالي البيانات الاقتصادية المنتظر صدورها قبله.
ومن المقرر أن يتلقى المسؤولون يوم الثلاثاء المقبل بيانات مهمة حول معدل تضخم أسعار المستهلك في شهر أغسطس/آب الماضي.
ويتوقع المحللون الذين استطلعت وكالة “بلومبرغ” رأيهم، إعلان وزارة العمل الأميركية وصول معدل التضخم خلال الشهر الماضي إلى 8.1 في المئة مقابل 8.5 في المئة في يوليو/تموز.
وتتوقع الأسواق على نطاق واسع أن تقرر اللجنة الفدرالية زيادة قدرها 0.75 نقطة مئوية للمرة الثالثة على التوالي هذا الشهر.
وذكرت شبكة “سي أن بي سي” أن هذه الاحتمالية ارتفعت إلى 86 في المئة خلال تصريحات باول، وفقًا لمتتبع FedWatch التابع لمجموعة CME لرهانات العقود الآجلة للأموال الفدرالية. كما أبلغ كل من مصرف “غولدمان ساكس” و”بنك أوف أميركا” العملاء بأن يتوقعوا زيادة بمقدار ثلاثة أرباع نقطة.
وقال باول إن أحد أسباب التصرف بقوة هو التأكد من أن التضخم الذي يدور حول أعلى معدل له منذ أكثر من 40 عاماً، لا يصبح متأصلاً في الوعي العام. أضاف: “يتحمل الاحتياطي الفدرالي مسؤولية استقرار الأسعار، ونعني بذلك تضخمًا بنسبة 2 في المئة بمرور الوقت… كلما ظل التضخم أطول بكثير من الهدف، زاد الخطر الذي يبدأ فيه الجمهور في رؤية التضخم الأعلى كقاعدة، وهذا لديه القدرة على رفع تكاليف خفض التضخم