تترقب الأسواق المالية وعقود الذهب والنفط وحتى العملات، الكلمة الرئيسية التي سيلقيها رئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول أمام المؤتمر السنوي للمصارف المركزية العالمية في جاكسون هول، وايومنغ، الخميس والجمعة المقبلين.
فالخطاب يمكن أن يشير إلى المدة التي سيحتاجها المصرف المركزي الأميركي لخفض معدلات التضخم مع التأكيد على الاستمرار بنظرية الحفاظ على معدّلات مرتفعة، رغم التباطؤ الاقتصادي.
وسوف يكون التضخم والركود وسقف التشدد في السياسة النقدية عناوين أساسية في هذه الندوة (Jackson Hole Symposium) التي تعقد سنوياً في مدينة جاكسون هول الاميركية.
فالمدينة تستضيف هذا المؤتمر السنوي (من تنظيم مصرف الاحتياطي الفدرالي في مدينة كساس) منذ عهد الرئيس السابق للاحتياطي الفدرالي بول فولكر. وهو يعتبر واحداً من أقدم المؤتمرات المصرفية المركزية في العالم، ويجمع الاقتصاديين والمشاركين في السوق المالية والأكاديميين وممثلي الحكومة الاميركية ووسائل الإعلام لمناقشة قضايا السياسة طويلة الأجل ذات الاهتمام المشترك.
ولن تسافر رئيسة المصرف المركزي الأوروبي كريستين لاغارد إلى الولايات المتحدة للمشاركة في هذا الحدث، غير أنّ العضو الألماني في المجلس التنفيذي للمصرف المركزي الأوروبي، إيزابيل شنابل سوف تشارك.
بدوره، أكد حاكم مصرف إنكلترا أندرو بايلي أنه سيكون موجوداً في جاكسون هول لمراقبة النقاشات من دون المشاركة فيها.
ماذا سيقول باول؟
لقد أثبتت السنوات السابقة التي كان فيها باول رئيساً للاحتياطي الفدرالي انه يستغل ندوة جاكسون هول السنوية لإطلاق تصريحات رئيسية حول السياسة النقدية والاقتصاد.
منذ حوالي السنة، عندما ألقى باول خطابه في المؤتمر الاقتصادي السنوي في جاكسون هول، كان الجمهور العالمي معلقًا على كل كلمة للحصول على رؤى حول توقعات النمو والتضخم والسياسة النقدية في بيئة غير مستقرة للغاية.
ففي العام الماضي، صعد باول الى المنبر مؤكداً في حينه أن ارتفاع التضخم “من المرجح أن يثبت أنه مؤقت”، وأن معدل البطالة المنخفض “يقلل من حجم الركود في سوق العمل”، وأننا “نرى القليل من الأدلة على زيادة الأجور التي قد تهدد التضخم المفرط”. لكن باول أخطأ في التقييم، ما تسبب بانتقادات واسعة الى الاحتياطي الفدرالي.
وسوف يحاول باول في خطابه بعد أيام أن يرسم صورة دقيقة جدا عن الوضع الاقتصادي. ومن المتوقع ان يركز على 3 نقاط:
الاولى، أن الاقتصاد الأميركي قوي وسوق العمل شديدة الضيق، ومعدل التضخم أعلى بكثير من الهدف؛
والثانية، أن الاحتياطي الفدرالي سيواصل سياسته المتشددة من أجل كبح التضخم وتخفيف الضغط على سوق العمل؛
والثالثة، أن الاحتياطي الفيدرالي لن يلين إلى أن يتأكد من أن سياسته بلغت المستهدف منها للوصول الى مستوى تضخم 2 في المئة.
وسوف يحرص باول على نزع فتيل الأسواق من فكرة أن الاحتياطي الفدرالي سينتهي قريباً من تشديد السياسة النقدية. إذ يبدو أن العديد من المستثمرين قد توصلوا إلى هذا الاستنتاج استناداً جزئياً إلى بيان باول في يوليو/تموز بأن الزيادات المستقبلية في أسعار الفائدة سوف تعتمد على البيانات، متجاهلين إشارته المتكررة إلى توقعات لجنة السوق المفتوحة الفدرالية لسعر الفائدة التي تشير إلى ذروة أعلى بكثير مما توقعته الأسواق المالية.
وفي المقابل، لن يكشف باول عن توجه اللجنة الفدرالية للسوق المفتوحة في اجتماعها المقبل في أواخر سبتبمر/ ايلول.
وكان الاحتياطي الفدرالي الأميركي رفع أسعار الفائدة أربع مرّات منذ مارس/آذار. وبدأ بربع نقطة مئوية، قبل تسريع الوتيرة.
وقال اقتصاديون في استطلاع لـ”رويترز” الإثنين إن مجلس الاحتياطي الفدرالي سيرفع أسعار الفائدة 50 نقطة أساس في سبتمبر/ أيلول وسط توقعات بأن التضخم وصل ذروته ومخاوف متزايدة من الركود.
وتوقع معظم الاقتصاديين في الاستطلاع الذي اجري بين 16 و 19 أغسطس/آب زيادة بنسبة نصف نقطة مئوية الشهر المقبل، والذي سيرفع سعر الفائدة الرئيسي إلى ما يتراوح بين 2.75 في المئة وثلاثة في المئة. فيما توقع 18 من بين 94 شملهم الاستطلاع أن يرفع الاحتياطي الفدرالي أسعار الفائدة 75 نقطة أساس.
وعلى وقع تجدد المخاوف من نية الاحتياطي الفدرالي رفع اسعار الفائدة لكبح التضخم، سجّلت معظم البورصات تراجعًا الاثنين وارتفعت قيمة الدولار. فيما انخفض عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات.