يبدو أن قطار دول مجلس التعاون الخليجي في طريقه للتشكل، مع إحراز تقدم كبير في قطاع تطوير السكك الحديدية الإقليمي في الأشهر الأخيرة.
أصبحت مشاريع السكك الحديدية أكثر قابلية للاستثمار حيث تسعى اقتصادات دول الخليج لولوج حقبة جديدة من التنمية العمرانية.
خلال العام الماضي، ساعدت عائدات النفط التي شهدت انتعاشاً، بالإضافة إلى العوامل الأساسية للسوق أيضًا في تطوير البنية التحتية.
تمر الدول الست الأعضاء بمراحل مختلفة من التطوير مما قد يساعد في تطوير شبكة السكك الحديدية في دول مجلس التعاون الخليجي، والتي من المتوقع أن تمتد لأكثر من 2000 كيلومتر.
إقرأ أيضاً: كيف يمكن للسكك الحديد الخليجية إحداث ثورة في التجارة والنقل في المنطقة؟
تأسست هيئة سكة حديد دول مجلس التعاون الخليجي في ديسمبر/كانون الأول 2021، بعد موافقة الأمانة العامة للدول الخليجية.
في العام 2022، ذكرت صحيفة الاقتصادية السعودية أنه تم الانتهاء من العديد من الدراسات، بما في ذلك تقديرات عدد الركاب والبضائع، لمخطط موحد للسكك الحديدية بدول مجلس التعاون الخليجي.
سكة حديد دول الخليج: التقدم القطري
أعلنت السعودية عن خطط في يناير/كانون الثاني 2022 لمضاعفة حجم شبكة السكة الحديدية الخاصة بها بأكثر من ثلاثة أضعاف من خلال بناء 8000 كيلومتر من السكك الحديدية. وصرح وزير الاستثمار خالد الفالح أن خط السكة الحديد الجديد سوف “يجتاز المملكة”، مضيفًا إلى المسار الحالي البالغ 3650 كيلومترًا في البلاد.
ومن المتوقع أيضًا افتتاح المرحلة الأولى من مترو الرياض في مارس/آذار 2023. ووفقًا للتقارير، ستتم العملية النهائية قبل حلول نهاية العام الحالي.
كما حققت مشاريع السكك الحديدية في دولة الإمارات تقدمًا لافتاً. وتم الكشف عن شبكة السكك الحديدية الوطنية في الإمارات لأول مرة في فبراير/آذار.
يضم أسطول الشحن الخاص بالشبكة الجديدة 38 قاطرة وأكثر من 1000 عربة. وسيعود بالنفع على الاقتصاد الوطني من خلال توفير 54.5 مليارات دولار من الفرص التجارية (200 مليارات درهم).
وجاء إطلاق الشبكة بعد أيام فقط من توقيع شركة عمان – الاتحاد للقطارات اتفاقية مع شركة مبادلة للاستثمار في أبوظبي.
OERC هي مشروع مشترك بين شركة السكك الحديدية العمانية وقطارات الاتحاد بهدف تطوير مشروع السكك الحديدية بين الإمارات وسلطنة عمان.
إقرأ أيضاً: أضخم 5 مشاريع نقل إقليمية منتظرة في 2023
سيربط المسار البالغ طوله 303 كيلومترات صحار وأبو ظبي وسيكلف 3 مليارات دولار من الاستثمارات الإجمالية (11 مليارات درهم إماراتي).
ستشمل شبكة OERC، التي سيتم الإعلان عنها في سبتمبر/أيلول 2022، كلاً من خطوط نقل الركاب والشحن. وستكون سرعات خدمة الركاب 200 كيلومتر في الساعة، بينما ستبلغ سرعة خدمة الشحن 120 كيلومترًا في الساعة.
كما أصدرت في العام الجاري الهيئة العامة للطرق والنقل البري في الكويت مناقصة للمرحلة الأولى من أعمال استشارات السكك الحديدية.
وبحسب وسائل إعلام محلية، فإن الشبكة التي يبلغ طولها 110 كيلومترات ستمتد من الحدود الجنوبية للكويت إلى منطقة الشادية.
بحلول مايو/أيار 2023، من المتوقع أن يتم شركة استشارية للمشروع. في المقابل، يأمل مراقبون في أن يكون المشروع قادرًا على التعامل مع ظروف السوق التي أوقفت سابقًا مشاريع كويتية ضخمة.
مشاريع مترو جديدة
في دول مجلس التعاون الخليجي، تتقدم مشاريع المترو جنبًا إلى جنب مع خطط السكك الحديدية.
فتحت وزارة النقل العمانية عرضًا ماليًا لعقد دراسة الجدوى الأولية للمرحلة الأولى لمترو مسقط في فبراير/شباط 2023.
تم تقديم العطاء من قبل F&M الشرق الأوسط، ويُنظر إليه على أنه علامة إيجابية على الرغبة في بناء مترو مسقط.
كما تقدم مشروع مترو البحرين. في وقت سابق من هذا الشهر، أعلنت شركة دلهي للسكك الحديدية في الهند أنها ستشارك في المرحلة الأولى من عملية مناقصة التأهيل المسبق للمشروع.
إقرأ أيضاً: 11 شركة تتنافس لمناقصة التأهيل المسبق لمطوري مترو البحرين
في العام 2018، كشفت المنامة عن خطط لمترو الأنفاق بدون سائق على أربع مراحل بطول 109 كيلومترات. من المتوقع أن تبلغ تكلفة المرحلة الأولى من مشروع الشراكة بين القطاعين العام والخاص 2 مليار دولار (754 مليون دينار بحريني).
كما توجد خطط لتوسيع خطوط مترو الدوحة. وفقًا لشركة Dentons للمحاماة، يمكن أن يبدأ الخط الأزرق في البناء كمرحلة ثانية من مشروع مترو الدوحة. وفقًا لـ MEED، هناك أيضًا خطط لبناء عشر محطات لكل منها للخط الأخضر والذهبي لمترو الدوحة.
السكك الحديدية الخليجية: التوقعات المستقبلية
يبدو أن الالتزام المؤسسي بجعل السكك الحديدية الخليجية حقيقة واقعة أصبح أقوى من أي وقت مضى في العام 2023. وقد يجعل ذلك مخططات الشراكة بين القطاعين العام والخاص للسكك الحديدية أكثر جاذبية للمستثمرين.
على الرغم من التقدم المحرز على المستوى الوطني، ليس من الواضح كيف ومتى سيتم ربط جميع الشبكات الست.
إقرأ أيضاً: أكسيونا متفائلة بشأن سوق المشاريع في المنطقة في 2023
ومع ذلك، مع تحسن الظروف الاقتصادية في المنطقة، هناك زخم متجدد بلا شك لقطار مجلس التعاون الخليجي. وسيؤدي تحقيق هذه الخطط إلى نمو طويل الأجل لشركات العقارات والبناء.
