لم تؤدِّ الحرب في أوكرانيا إلى أزمة إنسانية ذات أبعاد هائلة فحسب، بل أدّت أيضًا إلى زعزعة الاقتصاد العالمي بشدة.
في هذا الإطار، أظهر تقرير لأمانة منظمة التجارة العالمية أن الحرب في أوكرانيا قد تؤدي إلى تراجع النمو المتوقع في التجارة العالمية بنحو النصف في عام 2022.
وتتوقع الدراسة أن تؤدي الأزمة إلى تراجع نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي إلى 2.8 في المئة هذا العام، في حين خفّضت توقعات نمو التجارة العالمية إلى 3 في المئة من 4.7 في المئة سابقًا.
وأشارت أمانة منظمة التجارة العالمية إلى أن شعب أوكرانيا يشعر بمعظم المعاناة والدمار، ولكن من المرجح أن يشعر الناس في أنحاء العالم بالتكاليف المتعلقة بانخفاض التجارة والإنتاج مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقة وانخفاض توافر السلع التي تصدرها روسيا وأوكرانيا”.
ويضيف التقرير أن الدول الأكثر فقرًا معرضة لخطر كبير جرّاء الحرب، لأنها تميل إلى إنفاق جزء أكبر من دخلها على الغذاء مقارنة بالدول الأكثر ثراءً.
ولفتت المنظمة إلى أن ذلك قد يكون له تأثير على الاستقرار السياسي.
ورغم أن حصص روسيا وأوكرانيا في إجمالي الإنتاج العالمي والتجارة صغيرة نسبيًا، فإن كلا البلدين من الموردين المهمّين لسلع أساسية أبرزها الأسمدة والطاقة والمنتجات الغذائية، التي أصبحت إمداداتها مهددة الآن بسبب الحرب.
وبحسب منظمة التجارة العالمية، صدّر البلدان عام 2019 حوالي 25 في المئة من القمح العالمي، و15 في المئة من الشعير، و45 في المئة من عباد الشمس.
وتُعتبر روسيا أكبر مصدر للغاز في العالم، بحيث زودت نحو 45 في المئة من واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز والفحم في عام 2021.