كما ذكرنا سابقًا، فإن عملية دمج إثريوم المنتظر إتمامها في وقت ما في سبتمبر/أيلول الجاري، سيغير آلية الإجماع لبروتوكول العملة الرقمية من إثبات العمل الحالي غير الفعال للطاقة (PoW) إلى إثبات الحصة، أو ما يُعرف بـ PoS.
بعد الدمج، سَتحتفظ سلسلة “إثريوم” مع آلية إجماع PoS بالعملة المشفرة ETH التي مرّ على إصدارها سبع سنوات.
ومع ذلك، في حين أن هناك العديد من الفوائد التي تأتي مع الانتقال إلى آلية PoS، والتي يمكن أن تؤدي إلى “التقليب”، فإن بعض المعدّنين في “إثريوم” يحتشدون خلف شوكة العملة التي تعِد بمواصلة العمل على نظام PoW، وذلك للحفاظ على أعمال التعدين الخاصة بهم.
تتطلب أنظمة إثبات العمل كميات كبيرة من الطاقة للتحقق من صحة كتلة من المعاملات. لهذا الغرض، غالبًا ما يستخدم المعدّنون أجهزة كمبيوتر قوية تسمى ASICs، ويكسبون “أثير” مقابل أتعابهم.
في المقابل، فإن آلية PoS تستنزف عمال المناجم من خلال استهلاك كميات كبيرة من الطاقة، مما يتركهم محاصرين بأجهزة تعدين باهظة الثمن. وقد أدى ذلك إلى بروز حركات احتجاجية صغيرة ولكن صاخبة من عمال مناجم “إثريوم”، بقيادة المستثمر المؤثر شاندلر جوو، وهو عامل منجم سابق في “إثريوم”، للتنديد بآلية PoS.
ويُشاع بكثرة في عالم العملات المشفرة أن الأشخاص الذين يمتلكون عملة “أثير” خلال المرحلة الانتقالية التي سَتشهدها “إثريوم”، سيحصلون من خلال استراتيجية الـ”إيردروب” أو التوزيع المجاني، على كميات متساوية من العملات الجديدة المرمزة بـ ETHPoW.
في هذا الإطار، قامت بعض منصات التشفير، مثل Binance و FTX بمشاركة خططها لإضافة أرصدة ETHPoW بنجاح إلى حسابات المستخدمين. وكان “بوبي أونغ”، المؤسس المشارك لـ”كوين جيكو”، قدّم بعض النصائح لحاملي عملة “أثير” لإجراء الاستعدادات اللازمة التي سَتمكنهم من تلقي رموز “أثير” جديدة.
وفي حين أن “الإيردروب” لرمز ETHPoW الافتراضي يبقى في إطار التكهنات حتى اللحظة، إلا أن ذلك لم يمنع منصة التشفير الاستثمارية “باراديجم” من اقتراح الرمز المميز المتشعب لـ Ethereum’s PoW والذي قد يكون مدرجًا عند 18 دولاراً.
ومع ذلك، لا يراهن الكثيرون على نجاح استراتيجية ETHPoW، بالرغم من إمكانية حصولها.
وبحسب تقارير صحفية، كان أوضح آرثر هايز، المؤسس والرئيس التنفيذي السابق لمنصة تداول العملات المشفرة “بيت ميكس”، في أحد النشرات الصوتية ي(البودكاست) الأسباب المختلفة وراء اعتقاده أن آلية ETHPoW مصيرها محتوم الفشل.
ويشير هايس إلى أن الجدوى تمثل اختلافاً جوهرياً بين “إثريوم” و”بيتكوين”، لافتاً إلى أن استراتيجية ETHPoW الجديد لن تأتي بالفائدة الكبيرة، ذلك أن النظام البيئي لـ”إثريوم” سيركز فقط على شبكة العملة الرئيسية.
وفي حين لا يزال الحديث عن التوزيع المجاني لرموز ETHPoW كلاماً في الهواء لم يُترجم إلى واقع بعد، فإن عملية الدمج قادمة لا محالة. يعتبر “الحدث” أحد أكبر التعديلات المنتظر قدومها إلى عالم النظام البيئي للعملات المشفرة، والتي يمكن أن يكون لها آثار بعيدة المدى. ويبقى نجاح رموز ETHPoW مجرد عنصر آخر في قائمة طويلة من التغييرات التي قد تحدث نتيجةً للدمج.
