Share

أرباح ستاندرد تشارترد تقفز 28% في 2022

مدعومة بزيادة الفائدة
أرباح ستاندرد تشارترد تقفز 28% في 2022
سونيل كوشال، الرئيس التنفيذي الإقليمي لمنطقة أفريقيا والشرق الأوسط في ستاندرد آند تشارترد

كان أداء المصارف العالمية جيداً في العام 2022 مدعوماً بمسار رفع أسعار الفائدة التي اعتمدتها المصارف المركزية في العام 2022 بهدف مكافحة التضخم، والذي سمح بدوره للمقرضين بفرض مزيد من الرسوم بعد عقد من معدلات تقترب من الصفر.

مصرف “ستاندرد تشارترد” البريطاني، مثل نظرائه العالميين، كان من بين المصارف التي سجلت أداء قوياً العام الماضي. إذ زادت أرباحه السنوية قبل احتساب الضرائب بنسبة 28 في المئة، نتيجة زيادة أسعار الفائدة العالمية.

وقال المصرف إن نحو عشرة في المئة من النمو الإجمالي لأرباحه جاء من معدلات الفائدة، مع رفع المصارف المركزية أسعار الفائدة بهدف مكافحة التضخم، الأمر الذي سمح للبنوك بفرض رسوم أعلى على المقترضين بعد قرابة عقد من أسعار فائدة تقترب من الصفر.

وبلغت أرباح المصرف قبل احتساب الضرائب 4.29 مليارات دولار في عام 2022، بزيادة 28 في المئة من 3.35 مليارات دولار في عام 2021، حيث قفز دخل الفوائد بنحو 50 في المئة إلى 15.25 مليار دولار من 10.25 مليارات دولار.

وبالنسبة للربع الرابع المنتهي في 31 ديسمبر/كانون الأول،  تحول المصرف إلى تحقيق أرباح قبل احتساب الضرائب بلغت 123 مليون دولار مقابل خسارة قدرها 208 ملايين دولار في العام 2021.

وهذا أمر فاق توقعات المحللين الذين كانوا يتوقعون أن يسجل المصرف خسارة نتيجة ارتفاع خسائر الائتمان في الصين كما ارتفع صافي دخل الفوائد بنسبة 119 في المئة إلى 2.02 ملياري دولار من 1.70 مليار دولار. وهو ما يتماشى مع التوجهات السابقة.

وبلغت ربحية السهم المخففة، والتي هي نفسها ربحية السهم الأساسية ولكنها تشمل أيضاً عدد الأسهم المتداولة القابلة للتحويل وأسهم الضمانات، 84.3 سنتاً، بزيادة 25 في المئة من 61.3 سنتاً قبل عام.

وقال الرئيس التنفيذي بيل وينترز: “نعمل على رفع مستوى توقعاتنا، ونستهدف الآن عائدًا على الأسهم الملموسة يقترب من 10 في المئة في عام 2023، ليتجاوز 11 في المئة في عام 2024، ويستمر في النمو بعد ذلك”.

وكان “ستاندرد تشارترد”، ومقره لندن، استهدف في السابق 10 في المئة لعام 2024.

العائد على حقوق المساهمين يعتبر مقياساً رئيسياً لربحية المصارف

 

وأضاف وينترز في بداية التقرير الذي أفصح فيه المصرف عن تقاريره المالية لعام 2022: “حققنا مجموعة قوية من النتائج في الربع الرابع ولعام 2022 بأكمله، مع زيادة الدخل والأرباح قبل الضرائب بنسبة 15 في المئة، وعائداً على حقوق الملكية الملموسة بنسبة 8.0 في المئة، بزيادة 120 نقطة أساس في عام 2021”. وأعلن أن المصرف ينوي إعادة شراء جديدة للأسهم بقيمة مليار دولار، وتوزيعات أرباح نهائية قدرها 14 سنتاً لكل سهم، مما يجعل إجمالي توزيعات المساهمين المعلن عنها منذ بداية عام 2022  تصل إلى 2.8 ملياري دولار، أي أكثر من نصف هدف السنوات الثلاث الذي كان المصرف وضعه لنفسه بحلول عام 2024 والبالغ 5 مليارات دولار.

وتابع: “ما زلنا واثقين من تحقيق أهدافنا المالية. نعمل على رفع مستوى توقعاتنا، ونستهدف الآن عائدًا على الأسهم الملموسة يقترب من 10 في المئة في عام 2023، ليتجاوز 11 في المئة في عام 2024، ويستمر في النمو بعد ذلك”.

واستشرافا للمستقبل، قال “ستاندرد تشارترد” إنه متفائل بشأن إعادة فتح الصين والنمو الاقتصادي في آسيا في العام المقبل، حيث يجني معظم أمواله، بسبب ارتفاع معدلات النمو.

وماذا عن الشرق الأوسط و أفريقيا؟

 

تظهر بيانات “ستاندرد تشارترد” أنه حقق أداءً ممتازاً في أفريقيا والشرق الأوسط.

إذ وصل حجم الربح الأساسي قبل احتساب الضرائب إلى 819 مليون دولار، وبزيادة 4 في المئة على أساس العملة الثابتة، رغم الانخفاض المرتفع لقيمة القروض، و”المرتبط أساساً بظروف خفض التصنيف السيادي لكل من غانا وباكستان” وفق بيان صادر عن “ستاندرد تشارترد”.

وتحققت الأرباح الأساسية البالغة قيمتها 937 مليون دولار، أي بزيادة 25 في المئة على أساس العملة الثابتة، من الدخل المرتفع والإدارة منضبطة التكاليف.

وفي دولة الإمارات، ارتفعت أرباح “ستاندرد تشارترد” بنهاية 2022 بنسبة نمو قدرها  41.3 في المئة، مقارنة بأرباح 2021. إذ ارتفعت أرباحه إلى 1.25 مليار درهم  في 2022، مقارنة مع 888.2 مليون درهم في 2021.

إقرأ أيضاً: تعقّب الأموال

التقدم المحرز

 

حقق “ستاندرد تشارترد” تقدماً ملحوظاً في المنطقة، فهو:

– نجح في تعزيز وجوده من خلال منحه الموافقة للحصول على الترخيص المصرفي في مصر.

– بات مرة أخرى رائد أسواق السندات والصكوك في أفريقيا والشرق الأوسط في العام 2022، مع الاستحواذ على المرتبة الأولى في جداول تصنيف الشركات القائمة على مقاييس مالية محددة في أفريقيا والشرق الأوسط، والمرتبة الأولى في إصدارات الجيل الثالث في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للعام الخامس على التوالي. وحصل المصرف على المرتبة الأولى في تصنيف هذه المعايير في أفريقيا والشرق الأوسط، حيث تمكن من مضاعفة حجمه، وطرح الصفقات الأعلى ابتكاراً لهذا العام في السوق.

– قدم أفكاراً جديدة تتعلق بالتمويل المستدام إلى السوق.

– نجح في إطلاق خدمة التأهيل الرقمي الشاملة في باكستان باستخدام الطرق المدمجة للتحقق من هوية العملاء، ما يتيح لهم فتح الحسابات بسهولة من تطبيق الأجهزة المحمولة الخاص بالمصرف. وقام أيضاً بتوسيع نطاق عرضه لوكلائه المصرفيين ليشمل 5 دول، للمساعدة في دعم الشمول المالي، وذلك من خلال توفير نقاط اتصال متعددة للعملاء لإجراء المعاملات. وبالإضافة إلى ذلك، وسّع حلول إدارة الثروات الرقمية في كينيا والإمارات العربية المتحدة.

– حقق نمواً واسع النطاق في الدخل عبر المنتجات، حيث وصلت الأسواق المالية إلى أعلى مستوى لها منذ عام 2015.

وبحسب سونيل كوشال، الرئيس التنفيذي الإقليمي لمنطقة أفريقيا والشرق الأوسط في المصرف، فإن الأخير حقق نجاحاً ملحوظاً في العام 2022، عازياً ذلك في جانب منه إلى قيام المصرف بـ”تطوير رحلة التحول الهادفة إلى إعادة الضبط والهيكلة لشبكتنا في جميع أنحاء إفريقيا والشرق الأوسط”. وقال: “لقد كان أداؤنا المالي المتميز انعكاساً لجهود فريقنا وتفانيه طوال العام”.

وعبّر عن حماسة بالغة إزاء حجم الفرص السانحة في جميع أنحاء المنطقة، قائلاً “إنه رغم التحديات المستمرة، تبدي أسواق دول مجلس التعاون الخليجي تفاؤلاً للتفوق على مستوى النمو العالمي، وذلك بفضل تعافي أسعار النفط، وزيادة الإنفاق الحكومي والمفاوضات التجارية الثنائية”. اضاف “لا نزال نؤكد على التزامنا بشأن الاستثمار في شبكتنا الدولية المتميزة، ونحو أنشطة أعمال الفئة الثرية من عملائنا، ومبادرات الرقمنة الرائدة في السوق لمساعدة عملائنا على تحقيق الازدهار. وننطلق دائماً من هدف محدد يتمثل في الوصول إلى مرتبة الريادة على مستوى قطاعنا في جميع أنحاء المنطقة”.

أنقر هنا للمزيد حول أخبار التمويل والمصارف.