Share

أسواق الأرز العالمية إلى الواجهة من جديد… من باب المناخ

"فيتش": ضغوط تصاعدية على أسعار الأرز العالمية المرتفعة
أسواق الأرز العالمية إلى الواجهة من جديد… من باب المناخ
مزارع أرز - صورة ساسين تيبتشاي من بيكساباي

عادت أسواق الأرز العالمية الى الواجهة مجدداً، إنما هذه المرة ليس لأسباب سياسية بل نتيجة الفيضانات والأمطار الغزيرة التي تعانيها الصين، المنتج الاكبر للأرز في العالم.

وتعاني الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، من فيضانات مدمرة خلال الأسابيع الأخيرة. وكان إعصار دوكسوري أحد أسوأ العواصف التي ضرب شمال الصين منذ سنوات، حيث تعرضت العاصمة بكين لأشد هطول للأمطار منذ 140 عاماً.

وفي تقرير نشرته “فيتش” واطلع عليه “إيكونومي ميدل إيست”،  قالت الوكالة الائتمانية “من المرجح أن تؤدي الأمطار الغزيرة في المنطقة الشمالية الشرقية المنتجة للحبوب في الصين والتي ستقلل من الغلة إلى ضغوط تصاعدية على أسعار الأرز العالمية المرتفعة بالفعل”.

وأشار التقرير إلى أن الصين هي أكبر منتج للأرز في العالم، وقد تم رفع مستويات التأهب للفيضانات لثلاث مقاطعات تمثل 23 في المائة من إنتاج الأرز في البلاد هي منغوليا الداخلية وجيلين وهيلونغجيانغ.

إقرأ أيضاً: صوامع الحبوب في مصر تتلقى تمويلاً بـ 66 مليون دولار من فرنسا والاتحاد الأوروبي

كما أشار التقرير إلى أن العديد من مناطق إنتاج الحبوب الرئيسية في تلك المقاطعات الثلاث تأثرت بالأمطار الغزيرة وبقايا إعصار دوكسوري، ومن المقرر أن تواجه “طوفاناً آخر مع تحرك إعصار خانون شمالاً”.

وذكرت “فيتش” أن حقول الحبوب التي طالتها الفيضانات ستقلل من غلة المحاصيل لهذا العا ، على الرغم من أن المدى الكامل للضرر لم يتضح بعد.

وقالت: “سيؤدي ذلك إلى رفع أسعار الحبوب المحلية في الصين ومن المحتمل أن يؤدي إلى ارتفاع الواردات في الربع الثاني من العام 2023 لتعويض خسارة العائد المحتملة جزئيا”، مضيفة أن البلاد قد تحتاج إلى البحث عن استيراد المزيد من الأرز إذا فشلت محاصيلها، وهذا يمكن أن يدفع أسعار الأرز العالمية إلى الارتفاع.

وقد ارتفعت أسعار الأرز العالمية إلى أعلى مستوياتها في ما يقرب من 12 عاماً، وفقا لمنظمة الأغذية والزراعة مؤشر جميع أسعار الأرز.

ويقدر مراقبون آخرون في السوق ارتفاع أسعار الأرز في المستقبل بعد أن حظرت الهند صادرات الأرز الأبيض غير البسمتي الشهر الماضي حيث تتطلع الحكومة إلى معالجة ارتفاع أسعار المواد الغذائية المحلية. كما حثت تايلندا المزارعين على زراعة كميات أقل من الأرز في محاولة لتوفير المياه نتيجة لانخفاض هطول الأمطار.

وبالإضافة إلى الأرز، أشار تقرير “فيتش” أيضاً إلى الذرة وفول الصويا من بين المحاصيل الرئيسية المزروعة في منغوليا الداخلية وجيلين وهيلونغجيانغ، والتي ستتأثر بمخاطر الفيضانات. ومن المتوقع أن تستورد الصين المزيد من الحبوب هذا العام مقارنة بالعام الماضي.

ومنذ أيام، أبلغ مصدران في قطاع التجارة “رويترز” أن التقديرات الأولية تشير إلى تأثر نحو أربعة إلى خمسة ملايين طن متري من الذرة أو نحو اثنين في المئة من الإنتاج المحلي جراء الفيضانات. ومن المرجح أن تتسبب الفيضانات أيضا في انخفاض إنتاج الأرز، وفقاً للوكالة.

من جهتها، أعلنت وكالة الأغذية التابعة للأمم المتحدة أن أسعار الأرز ارتفعت إلى أعلى مستوياتها منذ ما يقرب من 12 عاماً.

إذ ارتفع مؤشر منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) لأسعار الأرز بنسبة 2.8 في المئة في يوليو  (تموز) إلى 129.7 نقطة.

وأظهرت بيانات “فاو” أن الرقم ارتفع بنسبة 19.7 في المئة مقارنة بالعام الماضي، وأعلى قيمة اسمية منذ سبتمبر (أيلول)  2011. وجاءت أكبر الزيادات في الأسعار من تايلندا ثاني أكبر مصدر للأرز في العالم.

وقال أوسكار تجاكرا ، كبير المحللين في بنك الأغذية والزراعة العالمي “رابوبنك”، لشبكة “سي إن بي سي”: “من المرجح أن نشهد ارتفاعاً في مؤشر الفاو لأسعار الأرز لشهر أغسطس (آب) 2023 مقارنة بشهر يوليو (تموز) 2023”.

وأضاف أن حظر تصدير الأرز الأبيض غير البسمتي في الهند جاء في وقت انخفاض المخزونات الموسمية في الموردين العالميين الرئيسيين للأرز ، وخاصة في آسيا.

وقد ترتفع الأسعار أكثر إذا حذت دول أخرى حذوها في تنفيذ قيود التصدير. وقال ساماريندو موهانتي، المدير الإقليمي الآسيوي في المركز الدولي للبطاطس لـ”سي أن بي سي”:” يمكن أن ترتفع الأسعار كثيرا إذا حاولت الدول المستوردة تخزين الأرز من أجل الأمن الغذائي المحلي، وفرضت الدول المصدرة قيودا على التصدير”.

أنقر هنا للمزيد من أخبار النقل والإمداد.