Share

استطلاع بي دبليو سي: الرؤساء التنفيذيون متفائلين بشأن النمو وأثر الذكاء الاصطناعي

نصفهم لا يعتقدون بإمكانية استمرار الجدوى الاقتصادية لأعمالهم
استطلاع بي دبليو سي: الرؤساء التنفيذيون متفائلين بشأن النمو وأثر الذكاء الاصطناعي
بي دبليو سي

أظهر استطلاع بي دبليو سي الأخير أن الرؤساء التنفيذيون في منطقة الشرق الأوسط يشعرون بالتفاؤل حيال نمو الإيرادات، إلا أن نصفهم لا يعتقدون بإمكانية استمرار الجدوى الاقتصادية لأعمالهم إن لم يحققوا التحوّل المطلوب في ضوء التقنيات التي تُحدث تغييرات جذرية وتبعات التغيّر المناخي. وذلك وفقًا للاستطلاع السابع والعشرين لانطباعات الرؤساء التنفيذيين الذي أجرته بي دبليو سي، الذي يستعرض آراء وانطباعات 4,702 رئيس تنفيذي عبر 105 دول.

توقعات معدل النمو الاقتصادي

73 في المئة من الرؤساء التنفيذيين في منطقة الشرق الأوسط و81 في المئة في منطقة مجلس التعاون الخليجي، يتوقّعون تحسن معدل النمو الاقتصادي خلال العام المقبل، وهي نسبة أعلى بكثير من نظرائهم في سائر أنحاء العالم (44 في المئة). وانعكس ذلك في توقّع 66 في المئة من الرؤساء التنفيذيين في منطقة الشرق الأوسط ارتفاعًا كبيرًا في إيراداتهم خلال الأعوام الثلاثة المقبلة، في ظل توقُّع 65 في المئة منهم زيادة  عدد موظفيهم في عام 2024.

كما أظهر الاستطلاع أن النزاعات الجيوسياسية ومعدلات التضخّم والمخاطر السيبرانية، تشكّل التهديدات الرئيسية التي تتصدر أجندات المخاطر الخاصة بالرؤساء التنفيذيين في المنطقة.

إلا أن التحوّل الكبير والسريع الذي تشهده المنطقة ما زال مستمرًا، فيما تسعى المنطقة إلى تحقيق أهدافها الخاصة بالرقمنة، وإزالة الكربون، والتوطين، والتخصيص، والتحديث. يدرك الرؤساء التنفيذيون في منطقة الشرق الأوسط التحديات التي تقف بوجه عمليات التحوّل، إذ يعرب 48 في المئة من الرؤساء التنفيذيين عن أنهم لا يعتقدون بأن شركاتهم ستكون مجدية اقتصاديًا بعد عقد من الزمن إن لم تتطوّر أساليب العمل ويُعاد ابتكارها.

إعادة ابتكار الاعمال

لذلك، يعمل الرؤساء التنفيذيون على إعادة ابتكار أعمالهم وتجديدها، ويركّز أكثر من نصفهم على تنويع منتجاتهم وخدماتهم. وبالنسبة إلى ثلثي الرؤساء التنفيذيين، يشكّل الابتكار في مجال التقنيات، مجال أولوية للسنوات الثلاث المقبلة.

في تعليق على استطلاع هذا العام، قال هاني أشقر، الشريك الرئيسي في بي دبليو سي الشرق الأوسط: “شكّل العام الماضي فترة انتقالية بالنسبة إلى الاقتصاد العالمي. وعلى الرغم من تباطؤ معدلات النمو العالمية، أظهرت منطقة الشرق الأوسط قدرة على الصمود إذ إن دول هذه المنطقة عملت على إسراع عمليات التحوّل الرقمي كما عززت قطاعاتها غير النفطية، ما أدى إلى استحداث عدد من فرص العمل”.

وأضاف: “تشهد الشركات في منطقة الشرق الأوسط تطورًا كبيرًا بفضل التقنيات المتقدّمة بما فيها الذكاء الاصطناعي التوليدي، ومعدّل الوعي المرتفع بالمشكلات والتحديات الرئيسية التي يجب التطرّق إليها، على سبيل التغيّر المناخي. وتشير هذه الجهود إلى ثقة والتزام راسخ بإعادة رسم معالم المنطقة من أجل تحقيق نتائج مستدامة”.

الذكاء الاصطناعي التوليدي

إن إطلاق النماذج اللغوية الكبيرة على سبيل “فالكون” و”جيس” في دولة الإمارات، يضع منطقة الشرق الأوسط في مكانة متقدّمة لتطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي والاستفادة منه، والرؤساء التنفيذيين في المنطقة يرحبون بهذه التقنية. 73 في المئة من الرؤساء التنفيذيين في المنطقة يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي التوليدي سيحدث تغييرًا كبيرًا في الأسلوب الذي ستعتمده شركاتهم لاستحداث القيمة وتحقيقها والاحتفاظ بها على مدى الأعوام الثلاثة المقبلة. ويتوقّع ربع هؤلاء الرؤساء التنفيذيين أن يؤدي الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى استحداث فرص عمل خلال الأشهر الاثني عشر المقبلة، و77 في المئة منهم يعتبرون أن الذكاء الاصطناعي التوليدي سيحسّن كفاءة العمل، فيما يتوقّع 63 في المئة منهم ارتفاع الإيرادات نتيجة لاعتماد هذه التقنية. 38 في المئة من الرؤساء التنفيذيين يعتقدون أن تبني تقنية الذكاء الاصطناعي التوليدي سيمنحهم ميزة تنافسية، وأفاد نصفهم تقريبًا أنهم غيّروا استراتيجية التقنية الخاصة بشركاتهم للاستفادة من الفرص الكامنة.

التغيّر المناخي

عبّر الرؤساء التنفيذيون هذا العام عن عزمهم المتجدد على التطرّق إلى أزمة المناخ، وقد أشار 36 في المئة منهم إلى أن التغيّر المناخي يشكّل محركًا رئيسيًا للتغيرات التي ستشهدها شركاتهم على مدى السنوات الثلاث المقبلة. في ما يخص التقدّم المُحرز على مستوى العمل المناخي، يسير الرؤساء التنفيذيون في الشرق الأوسط جنبًا إلى جنب مع نظرائهم العالميين إلى حدّ كبير. فقد أشار 67 في المئة من القادة إلى أن شركاتهم تمتلك برامج خاصة بكفاءة استهلاك الطاقة يجري تنفيذها أو تمّ إنجازها. في الوقت عينه، أفاد أكثر من نصف المستطلعين أن شركاتهم تعمل على ابتكار منتجات وخدمات صديقة للبيئة. إلى ذلك، اعتبر الرؤساء التنفيذيون أن العائدات غير المناسبة على الاستثمارات المراعية للمناخ، والتعقيدات التنظيمية، ومستوى الطلب غير المناسب من قبل أصحاب المصلحة، تشكّل بعض أكبر التحديات التي تقف في وجه مساعي إزالة الكربون.

تفاؤل وثقة

من جهته، علّق ستيفن أندرسون، رئيس قسم الاستراتيجية في بي دبليو سي الشرق الأوسط قائلًا: “تشير النتائج التي توصّلنا إليها في استطلاعنا بوضوح إلى أن القادة في منطقتنا يشعرون بمستوى أكبر من التفاؤل والثقة. من هذا المنطلق، يجب على الرؤساء التنفيذيين الاستفادة من الفرص الناشئة في مجال التقنيات التحوّلية، فيما يعيدون ابتكار أعمالهم وتجديدها. وبينما ينتقل العالم نحو الطاقة النظيفة، تضطلع منطقة الشرق الأوسط بدور مهم وسيكون من المحوري رصد كيف ستتولّى الشركات مكافحة التغيّر المناخي وتداعياته في حقبة ما بعد مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين”.

تمثّل النتائج التي حققتها منطقة الشرق الأوسط المستعرضة في استطلاع بي دبليو سي السنوي لانطباعات الرؤساء التنفيذيين، مؤشرًا مهمًا لما يمكن للقادة توقّعه في المنطقة على مدى الأشهر الاثني عشر المقبلة، وكيف يمكنهم تصميم نهج عملهم لتحقيق الحدّ الأقصى من النمو.

انقر هنا للاطلاع على المزيد من الأخبار الاقتصادية.

مواضيع ذات صلة: