Share

الإمارات وكوريا تنجزان مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة

توقيع مذكرة تفاهم بين الإمارات وكوريا لتعزيز علاقات النقل الجوي الثنائية
الإمارات وكوريا تنجزان مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة
خلال توقيع ممثلي الإمارات وكوريا بياناً مشتركاً لاتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة في العاصمة الكورية (مصدر الصورة: وام)

أنجزت الإمارات وكوريا مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بينهما. وذلك تمهيداً لإبرامها رسمياً في وقت لاحق. ما يمهد الطريق لحقبة جديدة من التعاون التجاري والاستثماري البناء والنمو الاقتصادي المشترك بين الدولتين الصديقتين.

ووقع الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية، ودوكغون آهن، وزير التجارة في جمهورية كوريا، بياناً مشتركاً في العاصمة الكورية، سيؤول لإعلان إنجاز المفاوضات. وذلك بحضور كل من عبدالله سيف النعيمي، سفير الدولة لدى جمهورية كوريا، وجمعة محمد الكيت، وكيل الوزارة المساعد لشؤون التجارة الدولية في وزارة الاقتصاد.

وستعمل اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات وكوريا، عند توقيعها ثم دخولها حيز التنفيذ لاحقاً، على تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية الثنائية وتنويعها. من خلال إلغاء التعريفات الجمركية أو تخفيضها بشكل كبير وإزالة الحواجز غير الجمركية. ودعم تجارة السلع والخدمات والاستثمار.

وأكد ثاني الزيودي أنّ “كوريا تعد شريكا متزايد الأهمية بالنسبة للإمارات. حيث يعتمد اقتصادها المتطور على التصنيع والخدمات اللوجستية والتكنولوجيا المتقدمة”.

ولفت إلى أنّه “تشترك الدولتان في رؤية مشتركة لدفع عجلة النمو المستدام على المدى الطويل. من خلال التجارة والاستثمار والتنويع الاقتصادي. وسترتقي اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بعلاقات التعاون البناء بين الدولتين الصديقتين إلى مستويات جديدة من الشراكة والنمو الاقتصادي المشترك”.

مذكرة تفاهم بين الإمارات وكوريا لتعزيز علاقات النقل الجوي الثنائية

في سياق متصل، وقعت الإمارات وكوريا مذكرة تفاهم بهدف تعزيز علاقات النقل الجوي الثنائية. وتضمنت المذكرة اتفاق البلدين على زيادة عدد الرحلات للناقلات الوطنية. ليصبح مجموع عدد الرحلات 21 رحلة أسبوعيا لتلبية الطلب المتزايد على السفر.

ووقع مذكرة التفاهم عن الجانب الإماراتي عمر بن غالب، نائب المدير العام للهيئة العامة للطيران المدني، رئيس الوفد المفاوض. فيما وقع عن الجانب الكوري، يونغ كووك كيم، المدير العام لسلطة الطيران المدني الكوري.

ورأى سيف محمد السويدي، مدير عام الهيئة العامة للطيران المدني: “إن توقيع هذه المذكرة والتي تضمنت زيادة لحقوق النقل الجوي للناقلات الوطنية. وسيكون له أثر ايجابي كبير على اقتصاد كلا البلدين. حيث ان الإمارات وكوريا تربطهما علاقات متميزة. وخاصة في ظل الشراكة الاستراتيجية لتعزيز التعاون الاستراتيجي في مجالات رئيسية هي الطاقة التقليدية والطاقة النظيفة والطاقة النووية السلمية والاقتصاد والاستثمار. فضلاً عن التعاون المشترك في مجال الفضاء، والتعاون في الجهود المبذولة في التصدي لتغير المناخ”.

ولفت إلى أنّه “ستسهم المذكرة في تعزيز تنافسية خدمات النقل الجوي في الدولة. ودعم التعاون الاقتصادي والسياحي مع جمهورية كوريا. وتعد هذه المذكرة استكمالاً لجهود الهيئة في تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين”.

بدوره، قال عمر بن غالب إنّ “المباحثات وعلى مدار يومين دارت في جو إيجابي وناقشت علاقات النقل الجوي بين البلدين بصورة مستفيضة استناداً إلى اتفاقية خدمات النقل الجوي الموقعة بين دولة الإمارات وجمهورية كوريا في عام 2005. وأسفرت هذه المباحثات عن زيادة الحركة الجوية من خلال زيادة عدد الرحلات الجوية الأسبوعية بين البلدين”.

كما أكد الجانبان على التعاون في العديد من المجالات المرتبطة في الفضاء. منها استكشاف الفضاء ونظم تحديد المواقع بواسطة الأقمار الصناعية.

عن اليمين عمر بن غالب، نائب المدير العام للهيئة العامة للطيران المدني، ورئيس الوفد المفاوض. وعن اليسار يونغ كووك كيم، المدير العام لسلطة الطيران المدني الكوري.
(عن اليمين) عمر بن غالب، نائب المدير العام للهيئة العامة للطيران المدني، ورئيس الوفد المفاوض. وعن اليسار يونغ كووك كيم، المدير العام لسلطة الطيران المدني الكوري. (مصدر الصورة: وام)

حجم التبادل التجاري بين الإمارات وكوريا

ويأتي إنجاز مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة وسط تنامي العلاقات التجارية الإماراتية الكورية. حيث بلغت التجارة البينية غير النفطية أكثر من 3 مليارات دولار في النصف الأول من عام 2023. وبقيمة مقاربة مع ذات الفترة من 2022، وبنمو بنسبة 21 في المئة مقارنة مع ذات الفترة من 2021.

وتحتل جمهورية كوريا مكانة متقدمة بين أهم الشركاء التجاريين لدولة الإمارات إقليمياً وعالمياً. فوفقاً لبيانات عام 2022، فإن الإمارات هي الشريك التجاري الثاني عربياً لجمهورية كوريا بحصّة تبلغ 24  في المئة من تجارتها الخارجية غير النفطية مع الدول العربية. كما أن كوريا هي الشريك التجاري الحادي عشر لدولة الإمارات بين دول آسيا غير العربية، فيما تحل في المرتبة الثامنة والعشرين عالمياً.

اقرأ أيضا: التجارة غير النفطية على طاولة البحث بين الإمارات وأميركا

الاستثمارات بين كوريا والإمارات

وتتمتع الدولتان بعلاقات استثمارية واعدة، وتتركز الاستثمارات في العديد من القطاعات المهمة، وفي مقدمتها قطاع الطاقة. وركزت الشراكات بين البلدين خلال السنوات الأخيرة على قطاعات استراتيجية واعدة شملت الطاقة النووية لأغراض سلمية، والهيدروكربونات، والطاقة النظيفة والمتجددة، والهيدروجين، وكذلك المشاريع العالمية للطاقة المتجددة. وتحل جمهورية كوريا في مكانة متقدمة بين أكبر المستثمرين في الإمارات. إذ تأتي في المرتبة الخامسة بين دول آسيا غير العربية التي تملك استثمارات مباشرة في الإمارات بحصّة بلغت 7 في المئة من إجمالي الاستثمارات الآسيوية غير العربية. وتحل في المرتبة الـ 17 عالمياً.

ولدى الجانبين عدد من الاستثمارات المشتركة المهمة. ومن أبرز هذه المشاريع محطة براكة للطاقة النووية في أبوظبي البالغ تكلفتها 20 مليار دولار. والتي قادت الشركة الكورية للطاقة الكهربائية بناءها في تحالف يضم هيونداي وسامسونج وكوريا للطاقة المائية والنووية ودوسان للصناعات الثقيلة والإنشاءات.

وكانت الدولتان قد وقعتا خلال القمة الرئاسية المنعقدة في يناير/كانون الثاني 2023 عدداً من مذكرات التفاهم لتعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية بينهما. وتغطي هذه الاتفاقيات مجالات متنوعة مثل سلاسل التوريد والتجارة الرقمية والخدمات اللوجستية وبيئة الأعمال، وغيرها. كما جرى الاتفاق على خطة بقيمة 30 مليار دولار أميركي للاستثمار في القطاعات الاستراتيجية للاقتصاد الكوري.

ويشار إلى أن إنجاز مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات وكوريا يعد أحدث محطة في جهود دولة الإمارات لتوسيع شبكة شركائها التجاريين حول العالم. عبر عقد اتفاقيات مثيلة، ضمن خططها لمضاعفة تجارتها الخارجية وحجم الاقتصاد الوطني بحلول عام 2030.

أنقر هنا للاطلاع على المزيد من الأخبار الاقتصادية.