Share

الذكاء الاصطناعي يستعد لاستبدال العديد من الوظائف: هل أنت بمأمن؟

هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحدد إمكانية تعيينك في المقام الأول؟
الذكاء الاصطناعي يستعد لاستبدال العديد من الوظائف: هل أنت بمأمن؟
الذكاء الاصطناعي يحل محل الوظائف

يشير تقرير حديث صادر عن “غولدمان ساكس” (Goldman Sachs) إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يؤدي إلى أتمتة ما يقرب من 300 مليون وظيفة بدوام كامل في جميع أنحاء العالم. وقد أدى ذلك إلى مخاوف بين الموظفين في الإمارات العربية المتحدة، حيث كشف استطلاع أن 55 في المئة يخشون على وظائفهم بسبب الانتشار المتزايد للذكاء الاصطناعي والروبوتات في العقد المقبل. وجد الاستطلاع، الذي أجرته “يوغوف” (YouGov) و duke+mir، أن الأفراد الذين تبلغ أعمارهم 25 عامًا أو أقل أكثر قلقًا بشأن تولي الذكاء الاصطناعي والروبوتات وظائفهم.

ومع ذلك، بدأت الإمارات في تنفيذ حل تقني يستخدم الذكاء الاصطناعي لإكمال عقود العمل. ونجح هذه الآلية بمعالجة 35 ألف طلب على مدى يومين فقط. في ضوء ذلك، يطرح السؤال: هل مخاوف الموظفين بشأن الذكاء الاصطناعي ومستقبلهم الوظيفي مبررة؟

المهن التي لا تتطلب مهارات

لقد بدأ بالفعل الشعور بتأثير الذكاء الاصطناعي على فرص العمل. ويحصل ذلك لا سيما على مستوى المهام اليدوية المتكررة ووظائف المبتدئين مثل إدخال البيانات. يتمتع الذكاء الاصطناعي التوليدي بالقدرة على أتمتة العمل الذي كان يقوم به الموظفون المبتدئون سابقًا، مما يؤدي إلى فقدان فرص العمل.

في مايو/أيار من العام الجاري، كشف تقرير أن ما يقرب من 4 آلاف فرد فقدوا وظائفهم بسبب الذكاء الاصطناعي.

المهن الماهرة

حذرت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية من أن ثورة الذكاء الاصطناعي قد تؤدي إلى فقدان الوظائف في بعض المهن الماهرة. وتشمل هذه المهن مجالات مثل القانون والطب والتمويل. وفقًا لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، تمثل المهن الأكثر عرضة لخطر الأتمتة التي يحركها الذكاء الاصطناعي ما يقرب من 27 في المئة من التوظيف في 38 من الدول الأعضاء. وتشمل هذه البلدان كلاً من المملكة المتحدة واليابان وألمانيا والولايات المتحدة وأستراليا وكندا.

اقرأ أيضاً: الوظائف الأعلى أجراً في مجال التقنية في 2023

يقوم الذكاء الاصطناعي حاليًا بإحداث تغيير على مستوى الوظائف بدلاً من استبدالها. في المقابل، تشير المنظمة إلى أن المهن التي غالبًا ما تتطلب سنوات عديدة من التعليم وتعتمد على الخبرة المتراكمة لاتخاذ القرارات، قد تجد نفسها فجأة في خطر الأتمتة من الذكاء الاصطناعي. وتشمل هذه المهن مجالات عدة من بينها التمويل والطب والأنشطة القانونية.

كما تسلط المنظمة الضوء على أن العاملين في مجالات القانون والثقافة والعلوم والهندسة والأعمال داخل الاقتصادات الكبرى هم الأكثر عرضة للأتمتة القائمة على الذكاء الاصطناعي. على هذا النحو، تدعو المنظمة إلى “حاجة ملحة لاتخاذ إجراءات” بشأن الذكاء الاصطناعي.

كما تؤكد منظمة أيضًا على المخاطر المرتبطة بالقرارات المتحيزة القائمة على الذكاء الاصطناعي، لا سيما عندما يتعلق الأمر بقرارات التوظيف. وكانت لوحظت أدلة على التحيز الجنسي والعرقي والتحيز في عمليات التوظيف المدعومة بالذكاء الاصطناعي. مما يسلط الضوء على مخاطر تأثير الذكاء الاصطناعي بشكل أكبر على قرارات التوظيف.

حيث لا يشكل الذكاء الاصطناعي تهديدًا

على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على أتمتة العديد من الوظائف، إلا أنه غير قادر على إكمال المهام التي تتطلب صفات بشرية مثل الذكاء العاطفي والتفكير الإبداعي. قد تبقي هذه المهارات الذكاء الاصطناعي بعيدًا، لأنها لا تتبع العمل النمطي الذي تميل الأتمتة إلى اتباعه.

ومع ذلك، ليست كل المهارات الإبداعية آمنة من الذكاء الاصطناعي. لقد أثر التصميم الغرافيكي وإبداعات الذكاء الاصطناعي المتعلقة بالفن البصري من خلال تطبيقات مثل “ميدجورني” (MidJourney) بالفعل على الفنانين الحقيقيين.

من ناحية أخرى، قد يكون من الصعب استبدال الوظائف التي تتطلب مهارات وعلاقات شخصية، مثل رعاية الممرضين للمسنين. أو الوظائف التي تنطوي على سبيل المثال على تعامل الاستشاريين التجاريين مع العملاء من أصحاب الثروات الفائقة. هؤلاء غالباً ما يبحثون عن اتصال قوي بالعين وسلوك واثق من جانب الجهة الاستشارية. تتطلب هذه الوظائف فهمًا عميقًا للناس، وهو ما لم ينجح الذكاء الاصطناعي في محاكاتها بعد.

إلى ذلك، تبدو وظائف الياقات الزرقاء التي تتطلب التنقل السلسل والبراعة وقدرات حل المشكلات في ظروف متقلبة، مثل الكهرباء والسباكين، محصنة ضد موجة الذكاء الاصطناعي.

في المقابل، لا ينسحب الأمر نفسه على المصرفيين الذين تتمثل مهمتهم الوظيفية في التعامل اليومي مع النقود.

الذكاء الاصطناعي يترقب

وجد استطلاع أجرته شركة “يونيون بروسبكت” (Union Prospect) على أكثر من 1,100 عامل في مجال التكنولوجيا أن موظفي المملكة المتحدة غير مرتاحين للغاية إزاء الرقابة الرقمية في العمل. وغالبًا ما يتم اعتماد الذكاء الاصطناعي في لإدارة وتشغيل هذه العملية الرقابية. وأعرب الموظفون عن قلقهم بشأن القرارات المهمة المتخذة بشأن عملية توظيفهم استناداً إلى الخوارزميات.

يستخدم أرباب العمل أجهزة تتبع يمكن ارتداؤها لمراقبة موقع الموظفين. في المقابل، قال 71 في المئة من العمال إنهم سيشعرون بعدم الارتياح مع صاحب العمل باستخدام هذه التكنولوجيا. وأعرب 69 في المئة من الموظفين عن عدم ارتياحهم تجاه أرباب العمل الذين يستخدمون الكاميرات لمراقبة العمال في المكتب والمنزل. كما أشار 59 في المئة من العمال أن مراقبة ضربة المفاتيح، المستخدمة لتقييم عدد وسرعة عمل الأفراد، لن تكون موضع ترحيب.

وكشف الاستطلاع أيضًا أن 62 في المئة من الموظفين وجدوا أنه أمر مؤسف عندما تلجأ الموارد البشرية إلى استخدام البرامج لاتخاذ قرارات التوظيف والترقية.

يقوم الذكاء الاصطناعي بتشغيل العديد من الممارسات الرقابية المستخدمة لمراقبة العمال. ويتم ذلك في ظل عدم مراعاة نسبة كافية من الشفافية بشأن التأثير السلبي لهذه الممارسات على الصحة النفسية. يشعر العمال بالإدارة الدقيقة المستمرة في الوقت الفعلي والتقييم الآلي، مما قد يترتب عنه آثار وتداعيات سلبية جمة.

انقر هنا للاطلاع على المزيد من التقارير التقنية.