Share

السعودية أمام 5 استحقاقات مصيرية سترسّخ مكانتها الاقتصادية على الخريطة العالمية

تستعد المملكة العربية السعودية لـ5 استحقاقات مصيرية، ستكون بانتظارها في السنوات المقبلة
السعودية أمام 5 استحقاقات مصيرية سترسّخ مكانتها الاقتصادية على الخريطة العالمية
المملكة العربية السعودية

تستعد المملكة العربية السعودية لـ5 استحقاقات مصيرية، ستكون بانتظارها في السنوات المقبلة حيث من المقرر أن تستضيف على أراضيها اجتماعًا خاصًا للمنتدى الاقتصادي العالمي في أبريل/نيسان 2024، والدورة الـ21 لمؤتمر عام منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية “يونيدو” 2025، وكأس آسيا 2027، والألعاب الآسيوية الشتوية 2029، وإكسبو 2030.

ومما لا شكّ فيه أن استضافة المملكة لهذه الأحداث بطابعها المتنوع، سيكرس دورها كلاعب رئيسي على خارطة الاقتصاد والرياضة والسياحة والصناعة العالمية.

ونستعرض فيما يلي، شرح مفصّل لهذه الأحداث العالمية التي ستقام على أرض السعودية، وما أهميتها للملكة.

المنتدى الاقتصادي العالمي

كشف وزير الاقتصاد السعودي فيصل الإبراهيم، إن السعودية ستستضيف اجتماعًا خاصًا للمنتدى الاقتصادي العالمي في أبريل/نيسان.

وقال الإبراهيم خلال مشاركته في مؤتمر دافوس بسويسرا، حيث يقام حاليا الحدث السنوي الرئيسي للمنتدى الاقتصادي العالمي، إن الاجتماع، المقرر عقده في الفترة من 28 إلى 29 أبريل/نيسان، سيركز على التعاون العالمي والنمو والطاقة.

ولا شكّ بأنّ هذه الخطوة تهدف إلى تعزيز المكانة العالمية للمملكة وعاصمتها الرياض، وسيساهم في جعلها منصّة أكثر عالمية. فبحسب الإبراهيم “لقد أدرك المنتدى الاقتصادي العالمي أن المملكة أصبحت قائدًا أقوى وأكثر تأثيرًا على المسرح العالمي”، وأَضاف “وجدنا أن الوقت مناسب لجلب هذا الحدث العالمي من المستوى الأول إلى المملكة، وبدء هذا الفصل الجديد معًا.

وكانت السعودية قد عقدت العام الماضي، (2023)، منتدى “مبادرة مستقبل الاستثمار”، المعروف بدافوس الصحراء، أحد أهم وأبرز المنتديات العالمية، والذي امتد على مدى ثلاثة أيام من 25 تشرين الأول أكتوبر /تشرين الأول وحتى 27 منه. وقد شارك في المنتدى نحو 6,000 شخصية استثمارية من بينهم 400 من الجنسية الأمريكية يمثلون كبريات الشركات العالمية ورواد الأعمال من حول العالم، إضافة إلى 500 متحدث. وشهد توقيع سلسلة اتفاقيات لمشاريع استثمارية في قطاع الصناعة والتكنولوجيا والتجارة، على غرار السنوات 2018، 2019، السابقة والتي حقق حجم الاستثمارات فيها أرقام خيالية تخطى بعضها حاجز الـ60 مليار دولار. وهو ما تأمله السعودية من نتائج المنتدى الاقتصادي العالمي في أبريل/نيسان.

Davos 2024

يونيدو 2025

فازت السعودية باستضافة الدورة الـ21 لمؤتمر عام منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية “يونيدو”، التي ستعقد في الرياض خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2025، وذلك بعد اعتماد قرار بإجماع الدول الأعضاء في المنظمة البالغ عددها 172 دولة.

وجرى اختيار المملكة لإقامة هذا الحدث خلال المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية “يونيدو” في دورته الـ 20، المنعقد في العاصمة النمساوية فيينا، بمشاركة وفد رسمي من وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر بن إبراهيم الخريف، وعدد من ممثلي الجهات الحكومية ووفد المملكة الدائم في فيينا.

ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (يونيدو) تعد منظمة دولية تأسست عام 1966؛ تهدف إلى تعزيز التنمية الصناعية في البلدان الأعضاء، ودعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة، وتعزيز التعاون الدولي في مجال التنمية الصناعية، حيث تقدم اليونيدو الدعم إلى دولها الأعضاء من خلال أربع وظائف مكلفة بها هي: التعاون التقني، والبحوث الموجهة نحو العمل والخدمات الاستشارية للسياسات، والأنشطة المتعلقة بالمعايير المعيارية، وتعزيز الشراكات من أجل نقل المعرفة والتكنولوجيا.

أهمية المؤتمر بالنسبة إلى السعودية

وفوز المملكة باستضافة المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية “يونيدو” في دورته الـ 21، يُعد اعترافًا دوليًا بمكانة المملكة كمحرك للنمو الاقتصادي والتصنيع في المنطقة، وتأكيدًا على التزامها بتعزيز التنمية الصناعية في جميع أنحاء العالم”، وذلك بحسب وزير الصناعة والثروة المعدنية  الذي أكد في وقت سابق أن المملكة ستعمل على أن يكون هذا المؤتمر حدثًا استثنائيًا وناجحًا على مختلف المقاييس.

وأشار إلى أن إقامة هذا المؤتمر في المملكة، يُعد فرصة لإبراز دور المملكة الرائد كقائد إقليمي للصناعات الأساسية والتحويلية، نظرًا لما تتمتع به من منظومات صناعية متطورة، وإمكانات تنظيمية وتشريعية قوية، تؤهلها لقيادة المساهمة في تطوير منظومة التنمية الصناعية في منطقة الشرق الأوسط ودولياً، مؤكدًا أن فوز المملكة بهذا الحدث يعكس ثقلها السياسي والاقتصادي المؤثر على الساحة الدولية، والذي تمثل أخيرًا بفوزها باستضافة معرض إكسبو الدولي 2030.

وشدّد على أن “استضافة المملكة لهذا الحدث الهام، سيوفر فرصة للمشاركة في توسيع المحادثات حول مستقبل الصناعة العالمية، وتعزيز مكانة المملكة كمركز للتصنيع والتكنولوجيا في المنطقة، إضافة إلى التعريف بتوجهات المملكة الصناعية ضمن خطط الإستراتيجية الوطنية للصناعة، وتسليط الضوء على المبادرات والإجراءات التي توفرها المملكة لضمان النمو المستدام في القطاع الصناعي باعتباره أحد القطاعات الإستراتيجية المهمة في خارطة تنويع الموارد الاقتصادية وفقًا لمستهدفات رؤية 2030.

كأس آسيا 2027

لم يعد خفيا على أحد الجهود التي تقوم بها السعودية في عالم الرياضة بدءا من جذبها أسماء لاعبين عالميين، وضمهم إلى ناديها (نادي النصر) أمثال الاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو ووصولا إلى سعيها لاستضافة أضخم وأشهر الأحداث الرياضية على أراضيها.

وفي هذا الإطار، كان قد أعلن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم  فوز السعودية رسميا بشرف تنظيم كأس آسيا 2027 خلال اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد القاري في المنامة.

وأصبحت السعودية المرشحة الوحيدة لاستضافة نهائيات كأس آسيا بعد أن سحبت الهند طلبها للحصول على حقوق التنظيم.

وستكون استضافة البطولة دفعة جديدة للكرة السعودية التي قدم منتخبها عروضا قوية في كأس العالم 2022. كما أنها ستكون فرصة للسعودية لتطوير قطاع الرياضة في المملكة، وتشييد ملاعب جديدة لكرة القدم بمواصفات عالمية.

تجهيز الملاعب

وكشفت لجنة “السعودية 2027” المعنية بالملف السعودي لاستضافة بطولة كأس أمم آسيا 2027 عن تصميمات الملاعب الجديدة، وكذلك تفاصيل تطوير ملاعب أخرى استعدادا لاستضافة البطولة. والملف تضمن تطوير ملعبي “الملك فهد” الدولي و”الأمير فيصل بن فهد” في الرياض.

كذلك تضمن الملف تصميم ملعب “الرياض” أحد ملاعب “السعودية 2027” الذي سيتم إنشاؤه قريبا بتصميم نوعي مع إمكانية التعديل على القدرة الاستيعابية، وسيقدم تجربة ممتعة، كما يمتاز بسهولة الوصول عبر المترو. وسيُشيّد أيضا ملعب “الدمام” قريبا بمواصفات حديثة.

وكان خامس الملاعب التي تناولها الملف السعودي هو ملعب “مدينة الأمير سعود بن جلوي” بشرق المملكة، حيث سيجري العمل على تأهيله بشكل متكامل ورفع الطاقة الاستيعابية له.

كذلك يشهد ملعب “الأمير محمد بن فهد” بشرق السعودية عملية تجديد هي الأولى من نوعها من أجل المشاركة في استضافة منافسات البطولة.

وإلى جانب تطوير قطاع الرياضة، سيكون هذا الحدث بمثابة دفعة قوية لقطاع السياحة في المملكة، حيث سيقطب الحدث العالمي الزوار والسواح من كل دول العالم، وسيرفع نسبة تشغيل الفنادق في السعودية، وسيدخل إيرادات ضخمة إلى خزينة الدولة.

اقرأ أيضاً: دافوس 2024 يفتتح أعماله اليوم وسط تنامي الصراعات الجيوسياسية

الألعاب الآسيوية الشتوية 2029

وفي المضمون الرياضي أيضا، وعلى غرار كأس آسيا، ستكون السعودية على موعد مع الألعاب الآسيوية الشتوية 2029، وستقام الألعاب في تروجينا، في مدينة نيوم، وهو مشروع منتجع جبلي، من المقرر الانتهاء منه في عام 2026.

وتعد درجات الحرارة في المنطقة، المحاطة بجبال السروات، أكثر برودة. ويسعى القائمون على المشروع لجعل المنتجع وجهةً للرياضات الشتوية على مدار السنة”.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة نيوم، نظمي النصر، إن المكان “سيحتوي على بنية تحتية مناسبة لخلق أجواء الشتاء في قلب الصحراء”.

وستضم الوجهة السياحية أول منتجع للتزلج في الهواء الطلق في الخليج، وبحيرة صناعية للمياه العذبة. ومن المخطط أن يتم تشغيلها بالطاقة المتجددة. وهناك ثلوج طبيعية على الجبال، ولكن ستُستخدم أيضاً ثلوج اصطناعية.

وهذه هي أحدث فعالية تستضيفها المملكة العربية السعودية في الوقت الذي تزيد فيه من حضورها في مجال الرياضة.

إكسبو2030

وقع الاختيار على العاصمة السعودية، الرياض، الثلاثاء، لاستضافة معرض إكسبو العالمي 2030 بعد عرضها الذي ركز على تشكيل مستقبل مزدهر ومستدام، متفوقة على روما ومدينة بوسان الساحلية في كوريا الجنوبية في حدث من المتوقع أن يجذب ملايين الزوار.

والمعرض الدولي، الذي يقام كل خمس سنوات، ستنظمه المملكة في الفترة من أكتوبر/تشرين الأول 2030 إلى مارس/آذار 2031.

وتخطط السعودية لإنفاق 7.8 مليار دولار لتنظيم المعرض، الذي من شأنه أن يعزز مساعي ولي عهد السعودية، الأمير محمد بن سلمان، لتنويع اقتصاد المملكة وجذب المزيد من الاستثمار الأجنبي.

الخطط السعودية

الخطط السعودية شبكة نقل عام رئيسية ومساحة مستديرة رئيسية فيها حدائق عامة ومرافق ألعاب إلكترونية ومنصات للعروض واسعة النطاق وأماكن رياضية. ويتضمن المشروع التركيز على “تسريع الابتكارات” للحفاظ على النظم البيئية الطبيعية.

وفي وقت سابق، قال الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمدينة الرياض، فهد الرشيد، إن خطة معرض المملكة تتضمن تحويل الرياض إلى “معرض فني مفتوح بلا جدران”. وتأمل المملكة أن يجلب المعرض 40 مليون زائر إلى عاصمتها.

وأشار ولي عهد السعودية، الأمير محمد بن سلمان، في بيان إلى المعرض باعتباره فرصة للتوسع في خططه التنموية. وقال في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية: “أصبحت المملكة العربية السعودية وجهة مثالية لاستضافة الأحداث الدولية الكبرى، بما في ذلك معرض إكسبو العالمي الموقر”.

أهمية المعرض

واستضافة المعرض تحظى بأهمية كبيرة بالنسبة للسعودية التي يسعى ولي عهدها لتنظيم أهم الأحداث في العالم لوضع المملكة على الخريطة العالمية ولإثبات سيرها في اتجاه أكثر تقدمية اجتماعيًا، فضلا عن احتضانها لقطاعات متطورة مثل التكنولوجيا الخضراء والرعاية الصحية.

كما يُعد تاريخ 2030 أيضًا رمزيًا إلى حد كبير لأنه يتزامن مع معلم رئيسي في برنامج رؤية 2030 لبن سلمان لتنويع صورة السعودية اقتصاديًا وثقافيًا أيضًا.

إذا وبخطوات مدروسة، تتقدم السعودية عاما وراء عام في تحقيق رؤيتها لـ2030. وبهذه الأحداث البارزة عالميا تثبت السعودية موقعها كدولة عربية رائدة على الخريطة العالمية. فهل تنجح بتحقيق مستهدفاتها، وباستقطاب المزيد من الأحداث العالمية قبيل العام 2030؟

انقر هنا للاطلاع على المزيد من الأخبار الاقتصادية.

مواضيع ذات صلة: