Share

الأفاتارات.. مكمَن الهوية الحقيقية للجيل زذ

جيل الألفية يفضلون الأفاتارات التي تعكس صورة مغايرة لمظهرهم الفعلي
الأفاتارات.. مكمَن الهوية الحقيقية للجيل زذ
الشخصيات الرمزية

يفضل الجيل زد (Generation Z) طرقًا مخصصة للتعبير عن الذات، لا سيما في الفضاء الرقمي، بحيث يشير أكثر من 76 في المئة من مستخدمي الميتافيرس في كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والصين أن شخصيتهم الرمزية (أفاتار) تنقل بشكل أفضل شخصيتهم الفريدة مقارنةً بالعالم الحقيقي، وفقًا لتقرير صدر خلال العام الجاري عن شركة Wunderman Thompson .

التقنيات التي تميّز أفاتارات الجيل زد

يتم تصميم الصور الرمزية الآن بصورة رقمية لتصبح أكثر تعبيرًا بغية جذب ملايين العملاء. الأفاتارات التي يمكن تجميعها عبر موقع Reddit، المعروفة أيضًا باسم رموز Reddit غير القابلة للاستبدال (Reddit NFTs)، التي تضم حالياً ما يزيد عن 10 ملايين مستخدم، منذ إطلاقها قبل عام واحد في يوليو/تموز 2022. انطلقت الأفاتارات عبر منصة Polygon، أو ما يُعرف بشبكة الإثريوم التي تتكون من طبقتين، وهي سوق متخصصة في مجال تجميع الأفاتارات. وتتيح المنصة للمستخدمين عرض العديد من الشخصيات الرمزية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

ينجذب الجيل زد إلى البيئات الافتراضية عن طريق استخدام الصور/الشخصيات الرمزية التي إما تبقيهم مجهولين الهوية أو تسمح لهم بالتعبير عن ذواتهم بأسلوب تعكس هوياتهم وشخصياتهم الحقيقية، وهو ما قد لا يكونون قادرين على ممارسته في الحياة الواقعية.

اقرأ أيضاً: Spheroid تعتزم إطلاق أفاتار مبني على الذكاء الاصطناعي ضمن الواقع المعزز

وكشف تقرير نوكيا وإيبسوس أن “التمثيل والتجريب والطموح هي العوامل التي تجعل الجيل زد يقومون بصنع صور رمزية تعكس جوانب هويتهم التي يشعرون بأنها ممثلة تمثيلاً ناقصًا في العالم الحقيقي. كما أنهم يختبرون هويتهم من خلال تمثيل الأدوار، ويشعرون بهامش أكبر من الحرية في أن يكونون (أنفسهم) دون الحاجة إلى الخضوع للقيود التي قد يفرضها العالم المادي”.

ووفقًا لبحث أعدته شركة غارتنر، من المرجح أن يتبع مستهلكو الجيل زد علامة تجارية تتمتع بمحتوى قادر على تعزيز صورتهم الشخصية بمقدار 1.5 مرة.

ويكمن السؤال في معرفة العلامات التجارية كيفية التعامل مع شباب الجيل التالي ونشر مساحات رقمية تولي أهمية قصوى للتعبير الذاتي والحيوي.

Gen z avatar

وأشار جاك ماكينون، كبير المحللين الرئيسيين في غارتنر: “ستحتاج العلامات التجارية إلى انتهاج أسلوب يتّسم بالسلاسة وتتلاءم مع الجيل زد على المستويين الواقعي والافتراضي. كما تحتاج إلى اتباع طريقة مدروسة وشخصية للتخاطب، مع إمكانية الانفتاح على التطرق العلني للقضايا الاجتماعية الراهنة، مشيراً إلى أن الفشل في أي من هذه النقاط يعني عدم الانسجام مع هذه النماذج التي تتمتع بذوق خاص”.

وأضاف: “ستبقى الفردية والفطنة والانفتاح أبرز المقوّمات التي يستند عليها هذا الجيل، الذي يضم أعداداً ضخمة، ويتّسم بالتنوّع وقابلية التكيف”.

مقارنة الأفاتارات بين جيل الألفية والجيل زد

لا تعني هيمنة الجيل زد على عالم الأفاتارات أن ذلك لا يجذب اهتمام الأجيال الأكبر سنًا، بحيث أن الـ Baby Boomers (أي المولودون خلال الفترة التي عُرفت بـ”طفرة المواليد”) يقومون كذلك باستخدام الصور الرمزية للتواصل والنشر والتعبير عن دواخلهم.

يميل الجيل زد إلى خلق صور رمزية تعكس ذاتهم الحقيقية والمتميزة من خلال إجراء التعديلات التصميمية التي يتم إجراؤها على تسريحات الشعر والمكياج والملابس والإكسسوارات. وإنهم بذلك يهدفون إلى إقحام الشبكات الاجتماعية في عالم الميتافيرس، كما وخرق القواعد والقوانين، والاغتناء مع الحفاظ على التكافؤ والتعددية في قمة الاهتمامات.

بالتوازي، يفضل جيل الألفية الشخصيات الرمزية التي تعكس صورة مغايرة لمظهرهم الفعلي، بحيث يختارون إجراء تحسينات لافتة مع استخدام الملابس أو الأكسسوارات التابعة لعلامات تجارية فعلية.

بالنسبة لهم، يبرز الميتافيرس باعتباره مساحة للابتكار وخلق تفاعلات وتجارب غامرة. ويتبين أن جيل الألفية منفتح على إجراء معاملات مبيعات افتراضية وأنشطة اقتصادية رقمية.

Gen z avatar

الأفاتارات ومجال الأزياء

منح الميتافيرس والأجهزة القابلة للارتداء قطاع الأزياء أسلوباً تعبيرياً جديداً من خلال الأفاتارات، التي تعدّ بمثابة الملابس الرقمية التي يمكن لأيّ إنسان أو حيوان أو شيء ارتداؤها.

تعمل الصور الرمزية على تغيير تجارب المستهلكين والسماح بمزيد من الحرية للتعبير عن أنفسهم عند التسوق عبر الإنترنت وشراء العلامات التجارية التي تضفي الطابع الشخصي على تلك التجربة. ويقوم بهذه التجربة الأفراد الذين يستخدمون الصور الرمزية الكرتونية أو صور معدلة بواسطة الذكاء الاصطناعي أو ما شابه.

ومن المقدّر أن يبلغ القيمة السوقية العالمية لقطاع الملابس الرقمية 4.8 مليار دولار بحلول العام 2031.

لكن لا يقتصر الأمر على استهداف الجيل زد وجيل الألفية لتعزيز وجودهم الرقمي واستخدام الصور الرمزية.

تقدم منصة مؤتمرات الفيديو Microsoft Teams حالياً صور رمزية ثلاثية الأبعاد قابلة للتخصيص مع ميزات تمكّن المستخدمين من التفاعل والتعبير بواسة الـ reactions. وقد أطلقت TikTok مؤخرًا صور رمزية تعمل بالذكاء الاصطناعي قابلة للتغيير بشكل يومي.

أفاتارات مايكروسوفت تيمز

أطلقت Microsoft Teams رسميًا في 1 يونيو/حزيران 2023، أفاتارها الافتراضي الذي يسمح للمستخدمين بمواصلة حواراتهم دون استخدام الكاميرا.

“تمنحك الصور الرمزية لمجموعات Microsoft القدرة في عدم الظهور أمام الكاميرا، مع السماح للمستخدمين بالتعاون على نحو فعال. أوضحت مذكرة صادرة عن Microsoft أنه بات بإمكان المستخدمين تمثيل أنفسهم بالطريقة التي يرتؤونها خلال الاجتماعات، وذلك باستخدام الصور الرمزية وردود الفعل القابلة للتخصيص.

أفاتارات تيك توك

احتل Lensa، وهو تطبيق مدفوع الأجر، قائمة أبرز الإصدارات عبر متجر التطبيقات في الولايات المتحدة، حيث نشر المستخدمون حول العام تعبيرات فنية لأنفسهم قاموا بإنشائها. نتيجة لذلك، نشطت منذ ذلك الحين برامج تعديل الصور بواسطة الذكاء الاصطناعي في متجر التطبيقات الأميركي، كما اقتحمت منصات مثل TikTok عالم الشخصيات الرمزية أو الأفاتارات.

تعمل TikTok على اختبار واعتماد أداة جديدة تسمح للمستخدمين بإنشاء صور رمزية مولدة للذكاء الاصطناعي (GenAI)، وفقًا لتقرير صادر عن TechCrunch.

يمكن استخدام هذه الأداة مرة واحدة يوميًا ويمكن أن تولد ما يصل إلى 30 صورة رمزية، وتستغرق كل منها بضع دقائق وتتيح للمستخدمين اختيار تنزيل صورة رمزية واحدة – أو العديد منها – قائمة على الذكاء الاصطناعي، إما لاستخدامها عبر خاصية القصص في TikTok أو تحميلها كصورة رمزية للملف الشخصي.

انقر هنا للاطلاع على المزيد من التقارير التقنية.