مع تزايد الطلب العالمي على الطاقة، يجد القيمون على إدارة المرافق أنفسهم أمام اختبار معرفة كيفية اختراق السوق العالمية من خلال استخدام الطاقات المتجددة ذات التكلفة المنخفضة لتقليل الانبعاثات الكربونية في إنتاج الطاقة.
وجاء ذلك على لسان المشاركين في مؤتمر المرافق العالمي” الذي تستضيف أبوظبي فعالياته لليوم الثاني، بحضور قادة وخبراء القطاع من مختلف أنحاء العالم.
وتضمن جدول أعمال المؤتمر في اليوم الثاني جلسة وزارية عقدت تحت عنوان “تحقيق التوازن بين مساعي إزالة الكربون وأمن الطاقة”، حيث جمعت أبرز قادة قطاع المرافق لبحث ومناقشة التحليلات المعمقة حول مُختلف المسارات في مجال إزالة الكربون. وتضمنت قائمة المتحدثين في الجلسة الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وزير الطاقة السعودي، وسهيل بن محمد فرج فارس المزروعي الوزير الإماراتي للطاقة والبنية التحتية.
الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود
وخلال الجلسة، قال الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود وزير الطاقة السعودي: “يعاني قطاع النفط بأكمله من العديد من التحديات مثل نفاذ القدرة التخزينية على مستويات مختلفة، سواءً في المصادر أو سلاسل التوريد، وهو الأمر الذي يتسبب في حدوث اضطرابات في سلسلة التوريد، ما يمثل ظاهرة تؤثر على القطاعات الأخرى”.
وأضاف: “يشكل ضمان استدامة نظام الطاقة واستدامة الاقتصاد العالمي مصدر قلق كبير، إذ يجب عند تطوير حلول مستدامة لمتطلبات المستقبل التركيز على ثلاثة عناصر، وهي الإمداد الأمني، والازدهار الاقتصادي، والنمو الاقتصادي”.
وأوضح: “يحتاج العالم للعمل بشكل جماعي ومسؤول وشامل لطرح استراتيجية للاقتصاد العالمي، وعلينا توجيه تركيزنا على مشكلات سلسلة التوريد وقضايا الخدمات، لذلك نحن هنا اليوم لتسليط الضوء على هذه الموضوعات”.
المزروعي
ومن جانبه، قال سهيل محمد المزروعي خلال الجلسة: “بإمكاننا أن نقول بكل ثقة أن التحول في مجال الطاقة يحدث بالفعل، إذ أن تحتاج رحلة التحول التي يشهدها القطاع إلى أن تتم إدارتها بحكمة شديدة من أجل تجنب الانقلاب العكسي الذي من الممكن أن يحدث في حال كان على المستهلكين والجمهور تحمل تكاليف باهظة الثمن لاستهلاك الطاقة”.
وأضاف: “نحن بحاجة إلى مواصلة الاستثمار في مصادر الطاقة التقليدية النظيفة لتجنب زيادة الأسعار واستخدام مصادر طاقة ذات انبعاثات عالية مثل الفحم. كما يجب علينا أيضًا مواصلة الاستثمار في البحث والتطوير والتقنيات التجريبية للعمل على تقليل تكلفة مصادر الطاقة النظيفة والتقاط الكربون، والتي يتوجب أن تصبح فعالة من حيث التكلفة في نهاية المطاف”.
وأردف قائلاً: “سيلعب الهيدروجين أيضًا دورًا مهمًا في تمكيننا من تحقيق الحياد المناخي، إذ أنه يعد عامل مساعد في عملية إزالة الكربون في العديد من القطاعات مثل صناعة الحديد الصلب والإسمنت والبتروكيماويات على وجه الخصوص، وغيرها الكثير، وتواصل دولة الإمارات العمل على الوصول إلى ذلك لتحقيق أهدافها الرامية إلى ترسيخ مكانتها كإحدى الدول الرئيسية العاملة في إنتاج وتصدير الهيدروجين بمختلف أنواعه”.
واستقطب المؤتمر قادة القطاع لتبادل الرؤى والتحليلات خلال مشاركتهم في جلسة قادة القطاع التي انعقدت تحت عنوان: “تمهيد الطريق نحو مستقبل خالٍ من الانبعاثات من خلال تنويع مصادر الطاقة”، حيث تباحث المشاركون من الجهات الحكومية والشركات والمؤسسات المتخصصة في القطاع حول آفاق التحوّل في قطاع الطاقة، وارتفاع الطلب العالمي على الكهرباء، وضرورة الحد من كثافة الانبعاثات الناجمة عن توليد الكهرباء للوصول إلى مستقبل مستدام.
العولقي
ومن جانبه، قال فريد العولقي، المدير التنفيذي لوحدة أعمال توليد الطاقة وتحلية المياه في شركة أبوظبي الوطنية للطاقة “طاقة” على هامش مشاركته في المؤتمر: “أعتقد أننا نشهد اليوم تحولات جذرية وواسعة النطاق في مجال توليد الطاقة. ونؤكد التزامنا بمواصلة تنفيذ المشاريع الضخمة في قطاع المرافق، انسجاماً مع استراتيجيتنا الهادفة إلى تحويل “طاقة” إلى شركة المرافق الرائدة منخفضة الكربون على الصعيدين المحلي والدولي”.
وأضاف العولقي: “انطلقت “طاقة” بمسيرة تحسين عمليات إنتاج الكهرباء والماء وإزالة الكربون ضمن قطاع المرافق. ولا ينحصر ذلك بتطوير وتنفيذ المشاريع الضخمة على نطاق واسع فحسب، بل يشمل كذلك الارتقاء بقدراتنا في مجال التشغيل والصيانة وتوفير خدمات متكاملة عبر حلول الطاقة جاهزة للتطبيق والتي من شأنها أن تدعم جهودنا وجهود شركائنا وعملائنا الرامية إلى تحقيق الحياد المناخي”.
وشهد اليوم الثاني من المؤتمر العالمي للمرافق 2022 أيضاً فعاليات منتدى قادة الطاقة النووية، الذي جمع خبراء القطاع في العالم لمدة يومين لمناقشة سُبل نشر حلول توليد الطاقة النووية الآمنة والموثوقة، وغيرها من التطورات التقنية في هذا المجال، وآخر الأبحاث والمستجدات في العلوم والتقنيات النووية. وتطرقت جلسات المنتدى إلى العديد من المواضيع الهامة، مثل “تأمين الاستثمارات في المجالات البيئية والاجتماعية والحوكمية من أجل اقتصاد يتميز بالحياد المناخي”، و”أحدث الابتكارات والتطورات في قطاع الطاقة النووية – ما الذي يحمله المستقبل؟” و”استقطاب المواهب من أجل التحول نحو الطاقة النظيفة”.