Share

المطاعم الآلية تحقق وفورات كبيرة لمطاعم الوجبات السريعة

مرتادو المطاعم مدفوعون للترويج للروبوتات على وسائل التواصل الاجتماعي
المطاعم الآلية تحقق وفورات كبيرة لمطاعم الوجبات السريعة
أحد المطاعم الآلية

اليوم، بات بإمكانك ارتياد مطعم، بحيث سيتم استقبالك واقتيادك إلى طاولتك من قبل مضيف أو مضيفة روبوت، ووضع طلبك من خلال استخدام مجموعة من شاشات اللمس المتاحة، أثناء تأهب الخوادم الآلية بجانبك لخدمتك.

وبالرغم من أنه من غير المتوقع لذلك أن يحل قريباً مكان الخدمة الشخصية التي تستند إلى جهود البشر للمطاعم من فئة 4 أو 5 نجوم، إلا أن هذا الأسلوب يشهد ازدهاراً كبيراً على مستوى المقاهي ومطاعم الوجبات السريعة حول العالم، بما في ذلك دول مجلس التعاون الخليجي، ولا سيما في الإمارات والسعودية.

تعدّ الآلات الروبوتية العملاقة التي تعمل كنُدُل أو طهاة، والمضيفين البشريين باهظة الثمن ويصعب أحيانًا تثبيتها واعتمادها، وبالتالي سيحتاج العاملون الذين ينجون من خطر تسريحهم من وظائفهم في عصر الروبوت إلى التدرّب على الأنظمة الجديدة.

وبصرف النظر عن ذلك، تجد المطاعم الاستعانة بالروبوتات لتقديم وجبات الطعام فكرة مغرية للغاية، بحيث لا يمكن تجاهلها.

اقرأ أيضاً: الذكاء الاصطناعي وتقليص الوظائف وزيادة الرواتب.. سمات جديدة لسوق العمل في القطاع التكنولوجي

نمو سوق مطاعم الروبوت

تحقق مطاعم الروبوت (المطاعم الآلية) في الولايات المتحدة انتشاراً هائلاً، بحيث قدمت شركة Bear Robotics ومقرها كاليفورنيا روبوت يُدعى Servi في العام 2021 وتتوقع نشر 10 آلاف روبوت بحلول نهاية العام الجاري في 44 ولاية أميركية وخارجها. ونشرت شركة Pudu Robotics الصينية، والتي تأسست في العام 2016، أكثر من 56 ألف روبوت في جميع أنحاء العالم.

وقال فيل تشنغ من شركة Richtech Robotics: “تتطلع كل سلسلة مطاعم إلى أكبر قدر ممكن من الأتمتة”، مشيراً إلى أن “الناس سيشهدون على ذلك في كل مكان خلال العام أو العامين المقبلين”.

وفقًا لمركز “زيون” لأبحاث سوق، أدى الطلب على روبوتات الضيافة العالمية إلى عائدات تقدر بنحو 300 مليون دولار في العام 2022، كما يُتوقع أن تحقق نمواً بنحو 3.1 مليار دولار بحلول العام 2030، أو 25.51 في المئة سنويًا بين العامين 2023 و 2030.

التوظيف في المطاعم

أصبح التوظيف يمثل أحد أبرز التحديات التي تواجه المطاعم منذ جائحة كورونا، بحيث صرّحت آرون ألين وشركاه، الشركة العالمية المتخصصة في استشارات المطاعم، أنه يمكن استبدال ما يصل إلى 82 في المئة من وظائف المطاعم في صناعة الوجبات السريعة بالروبوتات، مما قد يؤدي إلى وفورات في الأجور السنوية تصل إلى 12 مليار دولار.

وتعدّ الخوادم الآلية أو ندُل الطعام آلات تقدم الطعام لرواد المطاعم، وفي الغالب تقتصر وظيفتهم على ترتيب الطاولات وتنظيفها بينما يساعدها أفراد في نقل الأطباق التي تم الانتهاء منها. إلا أن هذه الآلات لا تقبل الطلبات المباشرة التي يقوم بها عادةً الندُل العاديون.

تؤدي هذه الروبوتات أيضًا وظيفة تسويقية أساسية اليوم، حيث ينكبّ رواد المطاعم المسحورون بهذه التقنية على التقاط العديد من الصور لهذه الآلات لمشاركتها عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي، مما يساعد على الترويج للمطعم بشكل مجاني.

والحال أنه يمكن لهذه الأجهزة الميكانيكية الذكية التعامل مع عدد من الواجبات المهنية التي تهدف لخدمة العملاء واستبدال نقص الموظفين، ولكن يمكن أن تكون حاضرة كذلك في مناطق الإنتاج الرئيسية مثل المطابخ أو مساحات التخزين.

Robot restaurant

مزايا المطاعم الآلية

يمكن للأنظمة الآلية في المطاعم أداء المهام البشرية على مدار الساعة سبعة أيام في الأسبوع دون الحاجة إلى أخذ قسط من الراحة، أو الحصول على يوم عطلة، وهي إلى ذلك لا ترتبط بالملهيات أو عوامل التشتيت الاجتماعية التي قذ تشمل المشاكل المالية أو العائلية.

في حين يترتب عن شراء الروبوتات تكاليف تبلغ 15 ألف دولار هي بمثابة رسوم تُدفع لمرة واحدة، فإن الأشخاص الذين يتم استبدالهم بهده الآلات ينتجون تكاليف لا تقل عن 5 إلى 6 دولار شهريًا. تُعتبر مطاعم الوجبات السريعة المعززة رقميًا أكثر سرعة وكفاءة. في هذا الإطار، يشير كل 2 من أصل 5 عملاء يرتادون مطاعم الوجبات السريعة إلى أن سرعة الخدمة هي الجانب الأهم في هذا النوع من المطاعم. وتمثل تكاليف العمالة ما يقرب من 40 في المئة من عمليات الإنفاق والتوظيف والاحتفاظ في مطاعم الوجبات السريعة. إلى ذلك، يجعل اعتماد الروبوتات في المطاعم قطاع الأغذية أكثر أمانًا لناحية النظافة واحتمال انتشار الأمراض المعدية.

مجرد وسيلة للتحايل؟

هل النوادل والطهاة الروبوت مجرد حيلة دعائية مع فرصة ضئيلة لاستبدال البشر في خدمات الطعام التقليدية؟ مما لا شك أن اعتماد روبوتات آليين يشتمل على العديد من الصعوبات. كما ذكرنا سابقًا، غالباً ما تفشل روبوتات المطاعم في تلقي طلبات الطعام، بحيث لم يتم التأكد بعد من درجة المستشعرات المطلوبة لتجنب العوائق التي تفرضها الأمكنة المتضرّسة مثل المشي على السلالم، أو مخاطر اصطدام الأطفال الطائشين بها.

وكان تراجع مطعم Chili الذي اعتمد خادم روبوت اسمه “ريتا” في العام 2020 في تجربة نفذها في أكثر من 60 مطعمًا في الولايات المتحدة، عن خوض هذه التجربة في أغسطس/آب الماضي. وجدت السلسلة أن “ريتا” أعاقت الخوادم البشرية، كما صرّح غالبية زبائن المطعم أن الروبوت لم ينجح في تعزيز تجربتهم بصورة إجمالية. وقد يعود السبب في هذا الإخفاق إلى النهج الهجين أو نوع الروبوت المستخدم، الذي يُحتمل أن يكون قد فشل في إقناع أو إثارة إعجاب العملاء أو المالكين، إلا أنه لا يزال من المبكر جدًا الخروج باستنتاجات حاسمة بشأن جدوى هذه التكنولوجيا في قطاع الخدمات الغذائية.

حالات استخدام في الإمارات

تقوم حالياً سلسلة أمريكانا التي تدير مطاعم عديدة من بينها Pizza Hut و KFC و Hardees في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بالتعاون مع Miso Robotics باختبار Flippy 2، وهي ذراع آلية، للتحقق من مهارات التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي. وسيتم تثبيت هذه الذراع واعتمادها في مطعم Wimpy في دبي مول لطهي قائمة من خيارات الطعام بسرعة.

في المقابل، سيتّخد RoboCafe، وهو مقهى يديره بالكامل طاقم من الروبوتات، من “دبي فيستيفال سيتي” مكاناً له، بحيث سوف يتم تقديم الطلبات للعملاء عبر أجهزة iPad، مما سيضمن عملية تسليم الأطعمة في غضون دقائق فقط في مقاعد معنية. وتشتمل الطلبات على اللفائف والمعجنات والسندويتشات والقهوة والمشروبات.

كما سيتضمن المقهى ثلاثة أذرع آلية من شأنها “تقديم عروض خفيفة وموسيقية للترفيه عن الضيوف”.

أيضًا، سيصبح Donna Cyber Café، الذي من المتوقع افتتاحه في دبي في العام 2023، “أول مقهى يقوم على روبوت عارضة أزياء في المدينة”.

مطعم روبوت آسيوي في السعودية

استأجر مطعم سيتي سنتر في مدينة جازان السعودية ستة مساعدين روبوتات لتوصيل طلبات الطعام الآسيوي للعملاء، بحيث ظهرت الفكرة للمرة الأولى للمساعدة في الحدّ من انتشار كورونا خلال فترة الوباء.

وتتميز هذه الروبوتات بأنها تشعر بأي حركة تحصل على مسافة منها، بحيث تقوم يتغيير مسارها، أو تتوقف عن المشي بشكل تام.

انقر هنا للاطلاع على المزيد من الأخبار التقنية.