Share

بايدن يطمئن الأميركيين: ودائعكم موجودة عندما تحتاجون إليها

المساهمون في "سيليكون فالي" و"سيغناتشر" سيخسرون كل شيء"
بايدن يطمئن الأميركيين: ودائعكم موجودة عندما تحتاجون إليها
الرئيس جو بايدن الأميركيين

وسط حالة الذعر الذي يعيشها النظام المصرفي عقب الانهيار المفاجئ لمصرف “سيليكون فالي” (“إس في بي”) الأميركي ووضع مصرف آخر تحت الإدارة العامة الفدرالية، طمأن الرئيس جو بايدن الأميركيين بأن نظامهم المصرفي آمن.

وقال بايدن في تصريحات متلفزة من البيت الأبيض “يمكن للأميركيين أن يثقوا في أن النظام المصرفي آمن. ودائعكم ستكون موجودة عندما تحتاجون إليها”.

ولفت إلى أنه سيسعى إلى فرض قواعد أكثر صرامة في أعقاب انهيار المصرف، معلنا أنه سيتم طرد مديري المصرف.

وشدد على أن دافعي الضرائب لن يحملوا مسؤولية تعويض خسائر مودعي مصرف “سيليكون فالي”، مؤكدا أن الأزمة تحت السيطرة.

وأشار بايدن إلى أن الحكومة تضمن أن يستعيد المودعون أموالهم لكن “لن يتحمل دافعو الضرائب أي خسائر”، موضحا “ستأتي الأموال من الرسوم التي تدفعها المصارف لتأمين الودائع”.

وأوضح أنه “سيطلب من الكونغرس والمنظمين المصرفيين تعزيز القواعد الناظمة للمصارف لـ”تقليل احتمال تكرر هذا النوع من الفشل”.

الرئيس الديموقراطي البالغ 80 عاما والذي يؤكد باستمرار رغبته في التصدي لشركات المال والأعمال الكبرى، كان حريصاً أيضًا على استبعاد تقديم المساعدة للقطاع المصرفي دون مقابل.

وكان قد وعد في تغريدة الأحد بـ”تحميل المسؤولية” للفاعلين الماليين “الذين أحدثوا هذه الفوضى”.

وكانت السلطات اتخذت إجراءات في الولايات المتحدة وأوروبا لحماية ودائع المؤسسة التي أفلست ووضعت تحت الوصاية العامة الأحد.

وسجلت مؤشرات الأسواق الأوروبية الرئيسية تراجعاً بأكثر من 2 في المئة، بينما عانت أسهم المصارف من انخفاضات حادة، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

في الأثناء، أصدرت مجموعة من الشركات بيانات في بورصة لندن لطمأنة المستثمرين.
وكشفت السلطات الأميركية الأحد عن سلسلة إجراءات لطمأنة الأفراد والشركات بشأن متانة النظام المصرفي الأميركي، وستضمن خصوصا سحب جميع ودائع البنك المفلس ومقره ولاية كاليفورنيا.

بالإضافة إلى “إس في بي”، ستضمن السلطات الأميركية الوصول إلى جميع ودائع مؤسسة مصرف “سيغناتشر” الذي أغلقته السلطات الناظمة في خطوة فاجأت الجميع.
من جانبها، أعلنت لندن الاثنين عن شراء مصرف “إتش إس بي سي” للفرع البريطاني لـ”سيليكون فالي” مقابل جنيه استرليني واحد رمزي.

وقالت وزارة المالية البريطانية في بيان “تم اليوم بيع بنك سيليكون فالي(المملكة المتحدة) إلى إتش إس بي سي (…) سيتمكن زبائن إس في بي يو كاي من الوصول إلى ودائعهم وخدماتهم المصرفية كالمعتاد اعتبارا من اليوم”.

تحرص السلطات على تجنب حدوث ذعر في الأسواق وسحوبات جماعية لزبائن المصارف، وهو ما يمكن أن يكون له تأثير عدوى مدمر على القطاع.

وقال مسؤول في وزارة الخزانة إن “النظام المصرفي أكثر مرونة ولديه أساس أفضل بكثير مما كان عليه قبل الأزمة المالية لعام 2008″، مضيفا أن جميع الإجراءات التي تم الكشف عنها الأحد “ضرورية لمعالجة المخاطر الشاملة التي لاحظناها في الأسواق المالية”.

وقال مسؤول في الاحتياطي الفدرالي إن الحل الذي أُعلن عنه الأحد يحمي المودعين، لكن المساهمين في بنك سيليكون فالي وسيغناتشر “سيخسرون كل شيء”.

في الوقت نفسه، طرحت السلطات الأميركية “إس في بي” للمزاد بهدف إيجاد مشترٍ في أقرب وقت.

السباق ضد الساعة في نهاية هذا الأسبوع يذكّر بيومي 13 و14 أيلول/سبتمبر 2008، عندما فشلت السلطات الأميركية في العثور على مشتر لبنك ليمان براذرز ورفضت التدخل، ما دفع البنك إلى الإفلاس مع عواقب وخيمة على القطاع المالي والعالمي والاقتصاد ككل.

في ألمانيا، أكدت سلطة الرقابة المالية الفدرالية الاثنين أن إفلاس “إس في بي” لا يشكل “تهديدًا للاستقرار المالي” في البلاد.

كما أكد وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير أن المصارف الفرنسية ليست في خطر، وقال “لا أرى أي خطر عدوى”.

وشدد لومير على أن البنوك الفرنسية “ليست نشطة في قطاع واحد” مثل بنك سيليكون فالي الذي كان يعمل بشكل حصري تقريبا مع قطاع التقنيات الجديدة.

وأعرب كثيرون عن قلقهم بشأن تداعيات إفلاس “إس في بي” على قطاع التكنولوجيا في الولايات المتحدة ولكن أيضًا خارجها.