قدمت البحرين الاثنين الماضي تأشيرة إقامة دائمة جديدة، قابلة للتجديد كل 10 سنوات، بهدف جذب المواهب والأموال إلى البلاد.
بات هذا الأمر إتجاهاً استُهل مع الإمارات العربية المتحدة في العام 2019، وتوسع إلى مسارات متعددة للتأشيرات الدائمة، بما في ذلك التأشيرة الذهبية الخاصة بها، والتأشيرة الخضراء، والتي تسمح للمقيمين الأجانب برعاية أسرهم. كما أن لديها تأشيرة عمل حر، والتي تسمح للأشخاص العاملين لحسابهم الخاص بالعمل من دون الحصول على تصريح عمل أو عقد عمل.
وسرعان ما اتبعت السعودية صيغة تأشيرة هجينة أكثر، عندما أعلنت أنها ستمنح تأشيرات إقامة طويلة الأمد للأجانب “ذوي القدرات المتميزة” و”التخصصات النادرة”.
يتمتع الوافدون في دول الخليج تقليدياً بتأشيرات قابلة للتجديد صالحة فقط لمدة عملهم، مما يجبرهم على المغادرة.
إنما يبدو أن تقديم تأشيرات أكثر مرونة وأطول مدداً هو جزء من الشهية المتزايدة في دول الخليج لجذب أو الاحتفاظ بالعمال المهرة والمهنيين، وتأمين الأموال للأعمال التجارية والتنمية الاقتصادية.
أجندة البحرين الاقتصادية
البحرين، وهي دولة خليجية لا تتمتع بثروة هيدروكربونية كبيرة مثل جيرانها في مجلس التعاون الخليجي، غالبًا ما تجد نفسها تعاني من عجز في موازنتها.
ومع ذلك، في أكتوبر/تشرين الأول من العام 2021، كشفت عن خطة جديدة للنمو الاقتصادي والتوازن المالي تضمنت بناء مشاريع بنية تحتية كبرى.
تهدف الخطة إلى استثمار حوالي 30 مليار دولار في مشاريع استراتيجية لدعم النمو بعد جائحة كورونا، وزيادة فرص العمل للمواطنين. كما رفعت البحرين أخيراً الضريبة على القيمة المضافة إلى 10 في المئة من 5 في المئة لمساعدتها على تحقيق أهدافها.
كذلك، أعلنت البحرين عن خطط لخلق أكثر من 20 ألف فرصة عمل سنوية للمواطنين حتى العام 2024 وتسعى لجذب 2.5 ملياري دولار من الاستثمار الأجنبي المباشر بحلول نهاية عام 2023.
ومنحت البحرين نفسها نافذة إضافية لمدة عامين للوصول إلى هدف العجز الصفري، من التاريخ الأصلي 2022 إلى الآن 2024.
وقدّر صندوق النقد الدولي أن اقتصاد البحرين انكمش بنسبة 5.4 في المئة في 2020.
شروط الحصول على التأشيرة
لكي يكون الشخص مؤهلاً للحصول على التأشيرة، يجب أن يكون قد عاش في البحرين لمدة 5 سنوات على الأقل وحصل على متوسط أجر شهري لا يقل عن 2000 دينار بحريني (5306 دولار أميركي).
وبالتناوب، يجب أن يمتلك المرشحون للحصول على التأشيرة الذهبية عقاراً واحدًا أو أكثر في البحرين، لا تقل قيمته عن 200 ألف دينار بحريني (500306 دولار)، أو أن يكونوا متقاعدين مع دخل لا يقل عن 4000 دينار بحريني (10600 دولار) شهرياً.
المرشحون الآخرون الذين يُعتبرون أفراداً “موهوبين للغاية” ويستوفون المتطلبات ذات الصلة مؤهلون أيضاً.
ويجب على المتقدمين بطلبات الحصول على هذه التاشيرة، الإقامة في البحرين لمدة 90 يوماً في السنة، لضمان استمرار صلاحية التأشيرة.
تمتد الإقامة إلى الأقرباء وتشمل حق العمل في الدولة. وستكون “تأشيرة الإقامة الذهبية” مفتوحة للمقيمين وغير المقيمين على حدٍ سواء.
الإعلان
تم الإعلان عن التأشيرة الجديدة خلال جلسة مجلس الوزراء برئاسة ولي العهد ورئيس الوزراء البحريني الأمير سلمان بن حمد آل خليفة.
“يهدف تقديم تأشيرة الإقامة الذهبية إلى جذب المستثمرين وإفادة أعمالنا والمساهمة في توفير فرص جيدة للبحرينيين”، قال الشيخ هشام بن عبدالرحمن بن محمد آل خليفة، وكيل وزارة الداخلية لشؤون الجنسية والجوازات والإقامة. وأضاف “إن هذا البرنامج سيقدم أيضاً مكافأة مستحقة للمقيمين الحاليين الذين ساهموا بشكل كبير في نمو اقتصاد البحرين ومجتمعها على مدى سنوات عديدة”.