Share

حوار مع سعيد العبار حول الانعطافة على صعيد استدامة المشاريع

الرئيس التنفيذي لـ AESG يناقش المهارات الجديدة المطلوبة لتلبية الاحتياجات المستقبلية
حوار مع سعيد العبار حول الانعطافة على صعيد استدامة المشاريع
سعيد العبار، الرئيس التنفيذي في شركة الاستشارات الهندسية AESG

أشار سعيد العبار، الرئيس التنفيذي في شركة الاستشارات الهندسية AESG، إلى ضرورة أن يمنح قطاع البناء الأولوية للاستراتيجيات طويلة الأجل لمعالجة فجوات المهارات والتمويل المتوقع حدوثها في المستقبل.

في مقابلة مع “إيكونومي ميدل إيست”، أوضح العبار أنه بينما كان العام 2022 “عامًا إيجابيًا للغاية” بالنسبة للاستشارات، ظل التحدي الأعظم عبر القطاع متمثلاً في استقطاب المواهب.

وأضاف: “بصفتنا شركة، ضاعفنا حجمنا عبر عدد الموظفين والإيرادات. من هنا، يُعتبر العام 2022 إيجابياً للغاية بالنسبة لنا ليس عبر جميع أسواقنا في الشرق الأوسط وحسب، بل أيضًا في المملكة المتحدة”. 

ويشرح العبار: “تمثل أحد أعظم التحديات التي واجهتها العديد من الشركات في قدرتها على توظيف المواهب بمعدل يتماشى مع المشاريع والفرص والنمو الحاصل على مستوى السوق. لقد تطلب استقطاب مجموعة من أفضل المواهب في الصناعة إلى الشركة تركيزًا كبيرًا من جانب فريقنا”.

في منطقة الشرق الأوسط، من المرجح أن يكون النقص في مواهب البناء أكثر حدة في المملكة العربية السعودية. كما يُتوقع أن تؤدي تنامي عدد المشاريع قيد الإعداد في البلاد، والتي تنضوي تحت لواء رؤية السعودية 2030، إلى مزيد من الضغوطات على المهارات الحالية وخط أنابيب المواد.

في المقابل، يلفت العبار إلى أن التحدي لا يقتصر على السوق السعودية.

“في جميع المجالات، لم يتم العثور بعد على بعض المهارات المطلوبة اليوم في السوق”.

“على سبيل المثال، مع تقدم المعايير البيئية والمجتمعية والمؤسسية ومعايير الاستدامة، من الواضح أن هناك نقصًا في الخبراء والمتمرسين في هذا المجال، على اختلاف سلاسل التوريد المتواجدين فيها”.

تتمثل إحدى طرق سد الفجوة في الاستثمار في تطوير المواهب أو الخريجين الحاليين، بالإضافة إلى إعادة تدريب المتمرسين في مجالات أخرى.

إقرأ المزيد: ESG قد تطلق العنان لموجة من الاستثمارات في القطاع العقاري الإماراتي

وقال العبار: “أعتقد أن المهارات هي أحد المجالات التي قد نواجه تحدياً بشأنها عند بلوغ عدد من المشاريع الإقليمية التي يجري العمل عليها حالياً إلى المرحلة التي قد تشهد تنافسية على المواد والمقاولين وسلاسل التوريد”.

وأضاف: “نلحظ أن هناك كيانات تحاول استيعاب ذلك من خلال الانخراط في سلاسل التوريد في وقت مبكر، لتهيئتها لما هو قادم، والتأكد من أنها تضاعف من مهاراتها وما إلى ذلك. لكن بالتأكيد، أعتقد أن هذا سيكون تحديا في طريقنا إلى الأمام”.

التركيز على الاستدامة

 

ستزداد الحاجة إلى مجموعات مهارات تركز على المستقبل مع تزايد شيوع تكليفات البناء المستدام في جميع أنحاء المنطقة. يقول العبار إن القطاع يشهد “انعطافة” مع إعطاء الأولوية للبناء المستدام وسط الالتزامات الحكومية نحو إزالة الكربون وتحقيق صافي صفري.

“تشير هذه الالتزامات إلى الأسلوب الذي سيتم اتباعه على مستوى القوانين والتنظيمات. كما يلعب هروب التمويل نحو معايير ESG والاستثمارات المرتبطة باتفاقية باريس دوراً في عملية التحول، ليس في مجال البناء وحسب، بل في جميع المجالات”.

إقرأ المزيد: استثمارات الحوكمة البيئية في المنطقة تكتسب زخماً كبيراً

يقول العبار إن هذا الاتجاه من المرجح أن يستمر في التسارع، لكن لا يزال مبكراً تحديد حجم الامتثال الأوسع نطاقاً للقطاع للحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات والمشاريع المستدامة.

وستتكثف هذه الحملة أيضًا مع ظهور ادعاءات ومزاعم سابقة بشأن “الغسل الأخضر” ومعايير الاستدامة غير الملائمة على مستوى العالم.

“سنرى بالتأكيد خلال السنوات العشر القادمة، أو ربما في وقت أقرب من ذلك، المزيد من الصرامة والانضباط حول ذلك باعتباره ظاهرة عالمية، ولا يقتصر على المنطقة وحسب. سيكون ذلك أمرًا إيجابيًا للغاية، لأنه يشير إلى أننا سنركز بالفعل على المقاييس والنتائج، وليس فقط الادعاءات التي قد لا تكون مدفوعة بالنتائج”.

التوقعات  المستقبلية للنمو بحسب سعيد العبار

 

يعرب العبار عن تفاؤله بشأن الأسواق التي تنشط فيها شركة AESG، مشيراً في المقابل إلى أن أهداف الشركة مدفوعة بالتأثيرات أكثر من النمو لمجرد النمو.

“إن إحداث تغييرات إيجابية في هذا القطاع – سواء كان ذلك من خلال خلق بيئة مبنية بشكل أفضل، أو قيادة محادثة إزالة الكربون أو جعل المباني أكثر أمانًا – هو أمر مثير حقًا.

إقرأ المزيد: التقنية قد تبرز عاملاً داعماً لتحقيق معايير ESG في قطاع البناء

“منذ بداية العام لحالي وحتى اليوم، حققنا بالفعل نموًا بنسبة تتراوح بين 15 و 20 في المئة من حجم النمو المتوقع للعام 2023. وأعتقد أن هذا النمو سوف يستمر بالوتيرة نفسها. 

ولكن إلى جانب ذلك، ومع قرب انعقاد الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف (كوب 28) في دولة الإمارات هذا العام، فإننا نعمل عن كثب مع عدد من العملاء. لذا، تشكل المساعدة في دفع أجندة إزالة الكربون في المنطقة وخارجها مثالاً على الوقع الذي نهدف إلى إحداثه، بالإضافة إلى تحقيق أهدافنا التجارية كشركة”.