تأتي استضافة دبي لسوق السفر العربي (ATM 2023) واحتفالها بمرور ثلاثين عاماً على انطلاقه، وهو الاحتفال الذي يشارك فيه ما يزيد على 2000 عارض من أكثر من 150 دولة حول العالم، كشهادة ثقة دولية في دور دبي كمحرك دفع رئيسي لحركة السياحة العالمية، في الوقت الذي تتأهب فيه المدينة لبدء مرحلة جديدة في مسيرتها التنموية بأهداف واضحة حددتها أجندتها الاقتصادية للأعوام العشرة المقبلة، ومن أهمها ترسيخ مكانتها كواحدة من أهم ثلاث وجهات في العالم للسياحة التخصصية والأعمال، فضلاً عن تأكيد مكانتها كوجهة سياحية مفضلة على الصعيد العالمي بوجه عام في ضوء ما تمتلكه من مقومات جذب قوية وعوامل أسهمت على مدار العقود الماضية في استقطاب ملايين الزوار من مختلف أنحاء العالم، وجعلتها تتصدر وجهات العالم الكبرى في قوائم البحث في المواقع المتخصصة في مجال السفر والسياحة.
ويشهد تاريخ ATM مع احتفاله بعامه الثلاثين على تلك المكانة التي اكتسبتها دبي كمركز رئيسي للحركة السياحية في العالم، وهو ما يتضح من خلال حرص العدد الضخم من أكبر المؤسسات والشركات العالمية وأشهر سلاسل الفنادق وكذلك مكاتب الترويج السياحي في العالم على المشاركة في هذا المحفل، الذي استمد قوته من سمعة دبي كوجهة سياحية أولى في المنطقة، وكذلك من الثقة الكبيرة التي أولاها المجتمع الدولي لدبي وقدرتها على تنظيم فعاليات عالمية كبرى وفق أفضل معايير التنظيم والاستضافة بدليل “إكسبو 2020 دبي” الذي مثّل علامة فارقة في تاريخ أضخم معارض العالم وأعرقها والممتد إلى أكثر من 170 عاماً.
وتزامن مع “سوق السفر العربي” إعلان دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي عن أعداد زوار المدينة خلال الربع الأول من العام الجاري والذين وصل عددهم إلى 4.67 مليون زائر دولي مقارنة بـ 3.97 مليون زائر خلال الفترة نفسها من عام 2022، وبزيادة نسبتها 17% على أساس سنوي، وهو ما يؤكد تسارع وتيرة استعادة الزخم القوي للقطاع بفضل توجيهات القيادة الرشيدة واتباع خطة عمل ضافر خلالها القطاعان الحكومي والخاص جهودهما من أجل العبور إلى نجاحات مشتركة جديدة.
خطى ثابتة
وفي هذا السياق، يؤكد سعادة هلال سعيد المري، المدير العام لدائرة الاقتصاد والسياحة أن المعطيات تشير إلى مضي دبي في طريقها الصحيح وبخطى ثابتة نحو تحقيق أهدافها الاستراتيجية التي حددها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، للأعوام العشرة المقبلة، وفصّلتها أجندة دبي الاقتصادية D33، لاسيما على مستوى قطاع السياحة، مشيراً إلى النتائج القياسية المتحققة للقطاع خلال فترة زمنية وجيزة تمكنت خلالها من أن تثبت للعالم قدرتها الفائقة على القفز فوق التحديات التي تفرضها المتغيرات العالمية المحيطة.
إقرأ أيضاً: سوق السفر العربي 2023: تمهيد الطريق لممارسات السياحة المستدامة
ويقول سعادته: “تعمل مختلف قطاعات دبي ضمن رؤية واضحة وأهداف محددة وأدوار تتكامل في تحقيقها ضمن منظومة تتسم بالتناغم الشديد وتستند إلى جملة من المقومات التي تمكنها من بلوغ الغايات المحددة، ومن أهمها البنية التحتية القوية التي واصلت دبي الاستثمار في إرساء دعائمها على مدار سنوات طويلة وما أثمرته من منشآت فندقية وقطاعات خدمية تضاهي بل تتفوق على نظيراتها العالمية، مستقطبة أهم سلاسل الفنادق والمطاعم والعلامات التجارية من حول العالم لتصبح دبي رقماً صعباً في معادلة المنافسة العالمية، ونداً قوياً في السباق نحو تبوء مراتب الصدارة في مختلف القطاعات التنموية والإبداعية لاسيما قطاع السياحة”.
أنقر هنا للمزيد من الأخبار حول السياحة والسفر.