Share

رئيس الإمارات يبدأ زيارة رسمية لفرنسا ويلتقي ماكرون

الزيارة فرصة لتعزيز الشراكة الاستراتيجية طويلة الأمد بين الإمارات وفرنسا
رئيس الإمارات يبدأ زيارة رسمية لفرنسا ويلتقي ماكرون
القاء في باريس

بدأ رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان زيارته الرسمية إلى فرنسا، وهي أول زيارة خارجية له كرئيس للدولة.

والتقى الشيخ محمد بن زايد اليوم الرئيس الفرنسي في الاليزيه الإليزيه قبل أن يجتمع بمسؤولين فرنسيين آخرين بينهم رئيسة الوزراء.

وبحسب وكالة الأنباء الرسمية (وام)، تعد الزيارة فرصة لتعزيز وتوسيع الشراكة الإستراتيجية طويلة الأمد بين الإمارات وفرنسا.

ويهدف اللقاء ين الرئيسين إلى تعزيز العمل المشترك الذي يدعم المسؤولية الجماعية لمواجهة العديد من أكبر التحديات التي تواجه العالم اليوم، بما في ذلك الطاقة المستقبلية والنقل وتغير المناخ والتكنولوجيا.

وكان رئيس الإمارات وصل إلى إلى باريس أمس الأحد، في مستهل زيارة رسمية يُتوقع أن تشهد توقيع صفقات في مجالات الطاقة والنقل، تعزز العلاقة المتنامية بين الدولة الخليجية وفرنسا الباحثة عن تنويع مصادرها من المحروقات.

بالإضافة إلى ذلك، سيستمر البلدان في تعزيز العلاقات عبر الثقافة والتعليم والفضاء. وسيناقشان الجهود الجماعية لفرنسا والإمارات العربية المتحدة في الاستقرار والأمن الإقليميين. كما يلتقي رئيس الامارات عدداً من المسؤولين الفرنسيين خلال الزيارة.

تعود العلاقات بين الإمارات وفرنسا إلى الزيارة الأولى للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إلى فرنسا عام 1976.

ولتعزيز مجالات التعاون الثنائي والارتقاء بها إلى مستويات الشراكة الاستراتيجية، أقام البلدان الحوار الاستراتيجي الإماراتي – الفرنسي الذي بدأ عمله لأول مرة في عام 2008.

ومنذ ذلك الوقت، تم تنظيم اجتماعات لجنة الحوار، واعتمد الطرفان ضمنها في 3 يونيو/حزيران 2020 خارطة طريق جديدة لشراكتهما الاستراتيجية للسنوات العشر القادمة.

وترتبط الإمارات وفرنسا بعلاقات اقتصادية واستثمارية متميزة، وتعكس بيانات التجارة الخارجية غير النفطية بين الإمارات وفرنسا قوة ومتانة العلاقات الاقتصادية بين البلدين الممتدة منذ عقود طويلة، حيث وصل إجمالي حجم التجارة الخارجية غير النفطية بين البلدين إلى ما يزيد عن 25.2 مليار درهم بنهاية عام 2021، وذلك حسب بيانات المركز الاتحادي للتنافسية والاحصاء.

وتعد فرنسا أحد المستثمرين الأجانب الرئيسيين في الإمارات العربية المتحدة، وبلغت الاستثمارات الفرنسية المباشرة في الإمارات 2.5 مليار يورو في نهاية عام 2020 في حين تحتل الإمارات العربية المتحدة المركز الـ35 في قائمة المستثمرين الأجانب في فرنسا.

الامارات- الولايات المتحدة

 

وقبيل زيارته باريس، تلقى الشيخ محمد بن زايد دعوة رسمية من الرئيس الاميركي جو بايدن لزيارة الولايات المتحدو قبل نهاية العام الجاري، وذلك خلال اجتماع قد بينهما قبيل افتتاح قمة جدة للأمن والتنمية التي انعقدت في السعودية السبت.

وواشنطن وباريس حريصتان على دفع المملكة والإمارات للمساعدة في خفض أسعار المحروقات المرتفعة منذ الغزو الروسي لأوكرانيا من طريق ضخ مزيد من النفط.

وقال مستشار رئاسي في الاليزيه لوكالة الصحافة الفرنسية إنّ أحد أهم البنود خلال زيارة رئيس الامارات هو “الإعلان عن ضمانات تقدّمها الامارات بشأن كميات امدادات المحروقات (الديزل فقط) لفرنسا”.

أضاف المصدر أنّ “فرنسا تسعى إلى تنويع مصادر إمدادها على خلفية الصراع في أوكرانيا، وضمن هذا السياق يتم التفاوض على هذه الاتفاقية”، علما ان الإمارات لا تزود فرنسا بالديزل في الوقت الحالي.

كما سيتم توقيع مذكرات تفاهم وعقود في مجال الطاقة والنقل ومعالجة النفايات خلال الزيارة التي تستغرق ثلاثة أيام.

العلاقات بين البلدين

 

وقد نمت العلاقات بين البلدين بشكل كبير في السنوات الماضية. والإمارات موطن للفرع الأجنبي الوحيد لمتحف اللوفر. وفي ديسمبر/ كانون الاول، وقّعت عقداً قياسياً بقيمة 14 مليار يورو لشراء 80 طائرة حربية من طراز “رافال”.

والإمارات هي موطن أكبر جالية من المغتربين الفرنسيين والفرنكوفونيين في منطقة الخليج.

وقالت الخبيرة في شؤون الخليج آن غاديل إن زيارة فرنسا “لها بالطبع بعد رمزي للغاية وتوضح (..) العلاقة الشخصية الجيدة بين ماكرون ومحمد بن زايد”، لكنّها “ستتمحور حول قضايا الطاقة في وقت تشعر الدول الأوروبية بالقلق من ارتفاع التضخم المدفوع بزيادة أسعار الطاقة”.

وتابعت “إنها أيضًا إشارة إلى الولايات المتحدة (…) بمعنى: لسنا في عجلة من أمرنا للاستجابة لمطالب الولايات المتحدة بأي ثمن”.