Share

فوز ماكرون لم يعزز اليورو والأسهم الأوروبية تفتح على انخفاض

مخاوف المستثمرين بشأن النمو العالمي طغت على ارتياحهم من هزيمة لوبن
فوز ماكرون لم يعزز اليورو والأسهم الأوروبية تفتح على انخفاض
إيمانويل ماكرون

فشل اليورو في الحصول على دفعة من إعادة انتخاب إيمانويل ماكرون المؤيد للاتحاد الأوروبي كرئيس لفرنسا، وتراجعت العقود الآجلة للأسهم الأوروبية، حيث طغت مخاوف المستثمرين بشأن النمو العالمي على ارتياحهم لهزيمة المرشحة اليمينية المتطرفة مارين لوبن.

 

فوز ماكرون: تجنّب زلزال سياسي

 

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تغلّب على منافسته اليمينية المتطرفة مارين لوبن بفارق مريح في الانتخابات التي أُجريت، أمس الأحد، ليفوز بفترة رئاسية ثانية ويضع نهاية لما كان سيصبح زلزالاً سياسياً.

وأظهرت تقديرات لمراكز استطلاعات الرأي الخمسة الرئيسية في فرنسا، أن ماكرون حصل على أكثر من 57 في المئة من الأصوات في جولة الإعادة، التي أُجريت اليوم، مقارنة بـ42 في المئة للوبن، ليصبح السياسي الوسطي البالغ من العمر 44 عاماً أول فائز بولاية رئاسية ثانية منذ عهد الرئيس الأسبق جاك شيراك قبل عقدين من الزمن.

واستند ماكرون إلى برنامج انتخابي مؤيد للأعمال التجارية، والاتحاد الأوروبي، ما يعزز الكتلة الأوروبية في خضم أسوأ أزمة أمنية منذ عقود.

تُعدّ النتائج الحالية، بمثابة أخبار جيدة للمستثمرين الذين توقعوا أن فوز لوبن سيحدث صدمة للأسواق على غرار ما حدث عند تصويت المملكة المتحدة لمغادرة الاتحاد الأوروبي أو انتخاب دونالد ترمب في الولايات المتحدة.

تباطؤ اقتصاد فرنسا

 

ويأتي فوز ماكرون في ظل تباطؤ اقتصاد فرنسا بوتيرة أكبر مما كان متوقعاً سابقاً، مع معاناة الصناعة من ارتفاع تكاليف الطاقة وتفاقم قيود الإمدادات نتيجة للغزو الروسي لأوكرانيا، وفقاً للتقرير الشهري للمصرف المركزي الفرنسي.

ولا يزال المستثمرون قلقين بشأن ما إذا كان الاقتصاد العالمي قادراً على تحمل التشدد من عدد من المصارف المركزية الرئيسية، على وجه الخصوص الاحتياطي الفدرالي، وتباطؤ النمو الصيني بسبب إغلاق كوفيد كذلك تأثير الحرب الروسية الأوكرانية الجارية.

الأسواق الأوروبية

 

وذكرت “رويترز” أن العقود الآجلة لعموم المنطقة Euro Stoxx 50 تراجعت بنسبة 1.75 في المئة في التعاملات الآسيوية صباح اليوم الاثنين، إلى جانب انخفاض العقود الآجلة في الولايات المتحدة والأسهم الآسيوية.

وانخفض اليورو ، الذي افتتح في البداية على ارتفاع، بنسبة 0.34 في المئة مقابل الدولار إلى 1.07725 دولاراً، مقتربًا من أدنى مستوى له منذ عامين الأسبوع الماضي.

وكانت الأسهم الفرنسية أغلقت على انخفاض بنسبة 2 في المئة تقريبًا يوم الجمعة، وأغلق مؤشر Euro Stoxx 600  منخفضًا بنسبة 1.8 في المئة حيث أثرت توترات رفع أسعار الفائدة على الأسهم العالمية.

وكانت أسواق السندات تتحرك بالفعل قبل الانتخابات، وانخفضت علاوة العائد التي طالب بها المستثمرون للاحتفاظ بالسندات الفرنسية لأجل 10 سنوات مقابل المؤشر الأوروبي القياسي الألماني – وهو مقياس رئيسي للمخاطر النسبية – إلى أدنى مستوياته في ثلاثة أسابيع حول 42 نقطة أساس الجمعة حيث توقع المستثمرون فوز ماكرون.

رد الفعل الفوري للسوق: ارتياح

 

ويرى محللون أنه بينما سيكون هناك على المدى المتوسط بعض الضغط على السندات الثانوية، إلا أن رد الفعل الفوري للسوق سيكون بمثابة ارتياح.

وقد تشهد المصارف الفرنسية مثل “بي أن باريبا” و”سوسييتيه جنرال” و”كريدي أغريكول” التي انتعشت بعد الأداء القوي لماكرون خلال المناظرة التلفزيونية الرئيسية الأربعاء، المزيد من المكاسب يوم الإثنين.

الكثير من المخاطر بالنسبة للمستثمرين على المدى المتوسط

 

لكن على المدى المتوسط، هناك الكثير من المخاطر بالنسبة للمستثمرين.

وقالت سيما شاه، وهي كبيرة الاستراتيجيين في “برنسبال غلوبال انفسترز” (Principle Global Investors.) “بالنسبة للأسهم الفرنسية، يمكن أن نشهد ارتفاعًا طفيفًا. ولكن بعد رد الفعل المفاجئ، سينتقل التركيز إلى البنك المركزي الأوروبي وتوقعات أسعار الفائدة، وسيكون ذلك محركًا رئيسيًا للأسهم والسندات الأوروبية”.

وذكرت مصادر مطلعة على اراء المصرف المركزي الأوروبي لـ”رويترز” إن مسؤولي المصرف المركزي الأوروبي حريصون على إنهاء شراء السندات في أقرب فرصة ورفع أسعار الفائدة في أقرب وقت في يوليو/تموز.

كما سيتحول التركيز إلى الانتخابات البرلمانية الفرنسية في يونيو/حزيران. ولتنفيذ الإصلاحات، سيحتاج الرئيس الجديد إلى تأمين أغلبية برلمانية.

أسعار النفط

 

كما تراجعت أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها في أسبوعين اليوم الاثنين وسط مخاوف متزايدة من أن انتشار تفشي فيروس كورونا المستجد في الصين، أكبر مستورد للخام في العالم ، سيؤدي إلى إعاقة الطلب.

وانخفضت العقود الآجلة للخام الأميركي بنسبة 3.4 في المئة عند 98.64 دولارًا للبرميل، بينما انخفض عقد برنت بنسبة 3.3 في المئة إلى 102.60 دولاراً. وانخفض كلا المعيارين القياسيين بحوالي 5 في المئة الأسبوع الماض ، وانخفضا الآن إلى المستويات التي شوهدت لآخر مرة في 12 أبريل/نيسان.

بالإضافة إلى ذلك، انخفضت العقود الآجلة للذهب بنسبة 0.9 في المئة لتصل إلى 1916.05 دولارًا للأونصة، بينما انخفض تداول اليورو/ الدولار بنسبة 0.3 في المئة عند 1.0761.