وقعت قطر والمملكة المتحدة شراكة استثمارية إستراتيجية جديدة لاستثمار ما يصل إلى 10 مليارات جنيه إسترليني في قطاعات رئيسية في الاقتصاد البريطاني على مدى السنوات الخمس المقبلة. وتشمل القطاعات التي سيتمّ دعمها، قطاع التكنولوجيا المالية، وقطاع المركبات عديمة الانبعاثات، بالإضافة إلى قطاعي علوم الحياة والأمن السيبراني. ومن المتوقع أن يؤدي الاستثمار الجديد إلى خلق وظائف رفيعة المستوى في القطاعات الجديدة في جميع أنحاء البلاد.
استقبل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أمير دولة قطر صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في داوننغ ستريت، حيث أجرى الزعيمان محادثات حول دفع عجلة النمو الاقتصادي، والتصدي معاً للتحديات العالمية.
وبحث الطرفان كذلك استضافة قطر لبطولة كأس العالم 2022، كما بحثا التزام المملكة المتحدة بتقديم دعم عسكري لتأمين هذا الحدث الرياضي.
وفي هذه المناسبة، قال جونسون: “يُعدّ إعلان اليوم عن استثمار ما يصل إلى 10 مليارات جنيه إسترليني من أصدقائنا القطريين بمثابة تصويتٍ آخر بالثقة في الشركات البريطانية الرائعة والصناعات المتطورة في المملكة المتحدة. كما ستخلق شراكة الاستثمار الاستراتيجي الجديدة هذه بين المملكة المتحدة وقطر فرصَ عملٍ جيدة في قطاعات رئيسية في مختلف أنحاء البلاد، وهو ما سوف يحقق رؤيتنا للنمو الاقتصادي من خلال التجارة والاستثمار”.
وأضاف: “إن قطر شريك مهم للمملكة المتحدة، وتحظى الشراكة بدعم قيادة الشيخ تميم بن حمد. وقد أجرينا محادثات مستفيضة حول القضايا التي تهم بلدينا، بما في ذلك تعزيز الاقتصاد، وضمان استقرار المنطقة، وتحسين أمن الطاقة في أعقاب الغزو الروسي المروع لأوكرانيا”.
وكشف الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني لصحيفة “فاينانشيال تايمز” أن التمويل سيتمّ توجيهه عبر جهاز قطر للاستثمار على مدى السنوات الخمس المقبلة.
وأشار “نأمل أن يأتي ذلك بالمزيد من الفرص لقطر والمملكة المتحدة في المستقبل القريب”.
وبلغت حجم التجارة بين المملكة المتحدة وقطر السنة الماضية 4.8 مليار جنيه إسترليني، وتقدر قيمة الاستثمار القطري في الاقتصاد البريطاني حتى الآن بأكثر من 40 مليارات جنيه استرليني، الأمر الذي يدعم وفرة فرص العمل والنمو في مختلف أنحاء البلاد.
إلى ذلك، تم خلال اللقاء توقيع مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال الطاقة بين وزير الأعمال كواسي كوارتنغ وزير الدولة القطري لشؤون الطاقة.
وتعتبر قطر موردة رئيسية للطاقة للمملكة المتحدة، حيث توفر 40 في المئة من احتياجاتنا من الغاز الطبيعي المسال – وبتوقيع مذكرة التفاهم الجديدة هذه تلتزم المملكة المتحدة بالعمل مع قطر لتعزيز الابتكار والتعاون، ودعم أمن إمدادات الطاقة العالمية.