Share

قطار كوب28 ينطلق الخميس في الإمارات… فهل ستحل مسألة التمويل أخيراً؟

أحد القرارات المنتظرة جدًا يتعلق بـ "التقييم" الأول لاتفاق باريس حول المناخ المبرم عام 2015
قطار كوب28 ينطلق الخميس في الإمارات… فهل ستحل مسألة التمويل أخيراً؟
استكشاف مسألة التمويل في COP28 في دولة الإمارات

اعتباراً من يوم الخميس في الثامن والعشرين من الجاري، ينعقد مؤتمر الأمم المتحدة الثامن والعشرون للمناخ (كوب28) في دولة الإمارات بعدد مشاركين غير مسبوق، والذي تطبعه معركة تمويل تداعيات الاحترار المناخي.

وسيحضر أكثر من 70 ألف شخص وهو عدد غير مسبوق في مؤتمرات كوب السابقة، بينهم البابا فرنسيس الذي حذر يوم الأحد من “الخطر المناخي” الذي يهدد “الحياة على الأرض”، والملك تشارلز الثالث. إضافة إلى حشد كبير من رؤساء دول وحكومات ووزراء وممثلي منظمات غير حكومية وأصحاب أعمال ومجموعات ضغط وصحافيين.

وينطلق المؤتمر الدولي في 30 نوفمبر/تشرين الثاني ويستمر حتى 12 ديسمبر/كانون الأول، ويعكف على مناقشة مسألة المناخ برعاية الأمم المتحدة.

وفقاً لموقع “كوب28” الرسمي، فإن رئاسة الإمارات لمؤتمر الأطراف الثامن والعشرين ترى أن الحكومات والقطاع الخاص يجب أن يعملوا معاً بشكل وثيق لمعالجة تغير المناخ.

وقبل أيام على افتتاح المؤتمر، أعرب وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي، الرئيس المعيّن لمؤتمر الأطراف حول المناخ، سلطان الجابر، عن “تفاؤله الحذر” بشأن نجاح مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ كوب28 الذي يرأسه، ووصفه بأنه “الأكثر أهمية” منذ نسخة اتفاق باريس 2015، متوقعاً أن يحمل “أخباراً جيدة للعالم”.

وقال الجابر في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية، إنه لا غنى عن القطاع الخاص في إبطاء انبعاثات الغازات الدفيئة، مؤكدا على ضرورة مساهمة كل القطاعات في خفض الانبعاثات وأيضا الخضوع للمحاسبة.

أضاف “على الجميع تحمل مسؤولياته والخضوع للمحاسبة… هذا يشمل كل الصناعات ولا سيما الصناعات التي تصدر الكثير من الانبعاثات مثل الطيران والنقل والالمنيوم والأسمنت والفولاذ فضلا عن قطاعي النفط والغاز”.

وسيبدأ المؤتمر بمراسم افتتاح في 30 نوفمبر/تشرين الثاني، تليه “قمة القادة” التي تستغرق يومين ويلقي خلالها قرابة 140 رئيس دولة وحكومة كلمات، قبيل محادثات تستمرّ حوالي عشرة أيام.

وأحد القرارات المنتظرة جدًا من “كوب28” وينبغي أن يتخذ رسميا بالإجماع، يتعلق بـ “التقييم” الأول لاتفاق باريس حول المناخ المبرم عام 2015.

صندوق الخسائر والأضرار

كما تتجه الأنظار لمتابعة صندوق الخسائر والأضرار، بعدما توصلت اللجنة الانتقالية المعنية بصندوق تعويض الخسائر والأضرار، إلى اتفاق يضمن توصيات حاسمة لتفعيل الصندوق، ووضع عدة ترتيبات لتمويله.
وفي هذا الإطار، يُنتظر أن يتعهد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك بدعم صندوق جديد لمساعدة البلدان الهشة على التكيف مع تأثير ارتفاع درجات الحرارة.

ونقلت “بلومبرغ” عن مطلعين أن سوناك سينضم إلى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في التعهد بتقديم الأموال لصندوق الخسائر والأضرار في المؤتمر.

وكان تم الاتفاق على الصندوق في مؤتمر الأطراف “كوب27” الذي انعقد في مصر عام 2022 بعد مفاوضات مشحونة على مدى عقود.  وتنادي الدول الفقيرة منذ فترة طويلة بضرورة أن تساعدها الدول الغنية على دفع ثمن الدمار الذي أحدثه تغير المناخ، لكن الأخيرة أرادت تجنب أي إشارة إلى أنها تقدم “تعويضات” عن تلويث الغلاف الجوي.

ويُعتبر توفير التمويل أحد أصعب القضايا التي يجب حلها خلال محادثات المناخ التي ترعاها الأمم المتحدة منذ ثلاثة عقود. ويبدو أن الدول الغنية قد أوفت أخيراً بتعهدها بجمع 100 مليار دولار سنوياً للدول الفقيرة لمساعدتها على تحمل تكاليف التحول إلى الطاقة النظيفة والتكيف مع درجات الحرارة المرتفعة.

اقرأ أيضاً: سوق أبوظبي العالمي شريكًا رئيسيًا لمؤتمر الأطراف COP28

COP28

الى أين وصلت الجهود؟

وكان تقرير فني نشرته الأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول الماضي خلص إلى أن الجهود المناخية المبذولة حاليًا غير كافية وطرح على الطاولة مسألة التخلي عن مصادر الطاقة الأحفورية.
إلا أنّ الأمر متروك لحوالي 200 دولة لاتخاذ قرار بناء على الدروس المستخلصة من هذا التقييم الفني. ويُعوَّل كثيرًا على المؤتمر، بحسب ما أشارت اليه وكالة الصحافة الفرنسية، إذ يُفترض أن يشهد العالم العام الأكثر حرًا على الإطلاق في 2023، ما يؤجج موجات الجفاف والحرائق والفيضانات وغيرها من الكوارث.
وحضّ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قادة العالم على “مضاعفة جهودهم في شكل استثنائي، مع طموحات قياسية وخطوات قياسية وحد قياسي للانبعاثات”.

مبادرة السعودية الخضراء

وتنظم المملكة العربية السعودية النسخة الثالثة من منتدى مبادرة السعودية الخضراء الذي يقام تحت شعار “من الطموح إلى العمل” للعام الثاني على التوالي، وذلك في الرباع من ديسمبر/كانون الاول بالتزامن مع انعقاد “كوب28”.

ويجمع المنتدى نخبة من الشخصيات المؤثرة، وخبراء المناخ، وكبار المسؤولين الحكوميين، والرؤساء التنفيذيين بهدف تبادل الأفكار والرؤى ومناقشة أفضل السبل المتاحة لمواجهة التحديات المناخية.

ويركز جدول أعمال المنتدى على عدد من المواضيع الأساسية وتشمل: ابتكار حلول الطاقة النظيفة وتطبيقها، والنظام البيئي للبحر الأحمر، وتمويل أنشطة العمل المناخي، وحماية المناطق البرية والبحرية في المملكة. كما يمثل المنتدى فرصة مثالية للجهات المعنية بالعمل المناخي لعقد حوارات مثمرة وتبادل الأفكار والرؤى، وتسليط الضوء على المنهجيات المبتكرة في التصدي للتحديات البيئية ودعم جهود العمل المناخي حول العالم.

انقر هنا للاطلاع على المزيد من أخبار الاستدامة.