استحوذ صندوق الاستمثارات العامة في السعودية على شركة “السعودية للحديد والصلب” (حديد) المملوكة بالكامل للشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، في صفقة قالت “سابك” إن قيمتها بلغت 12.5 مليار ريال (3.3 مليار دولار). في وقت أعلن الصندوق أيضاً استحواذ “حديد” على شركة “الراجحي للصناعات الحديدية” (حديد الراجحي) من شركة “الراجحي للاستثمار”، مقابل زيادة رأس المال والاكتتاب على حصص جديدة في شركة “حديد”.
فماذا يعني استحواذ الصندوق على هاتين الشركتين؟
مع هاتين الصفقتين، يكون صندوق الاستثمارات العامة قد دخل بقوة في صناعة الحديد والصلب في السعودية عبر ضمّه إلى محفظته أكبر شركة لصناعة الحديد في المملكة، “حديد”، التي استحوذت بدورها على شركة “حديد الراجحي” بالكامل، حيث يصل إنتاج الشركتين معاً إلى أكثر من 8 ملايين طن سنوياً.
وبالتالي، فانه من المتوقع أن ينشئ صندوق الثروة السيادية السعودي عملاقاً وطنياً جديداً للصلب من خلال هذا الاستحواذ.
وتعول المملكة كثيراً على قطاع التعدين والذي يعدإحدى أهم الركائز الاستثمارية المستهدفة في رؤية 2030، وذلك لما تتميز به المملكة من: توفر الثروات المعدنية غير المستغلة في المملكة، وتميز موقع المملكة الجغرافي للربط بين القارات الثلاث (آسيا وإفريقيا وأوروبا).
وهناك نحو 400 طلب رخصة للاستثمار في قطاع التعدين بشكل عام من قبل مستثمرين أجانب وشركات عالمية عدا طلبات المستثمرين المحليين، وهي قيد الإجراء.
اقرأ أيضاً: صندوق الاستثمارات السعودي يعيّن بنوكاً لعملية إصدار ثانية محتملة لصكوك بـ 3 مليار دولار
ويرى الصندوق أن من شأن الصفقتين أن تدعما جهوده في المساهمة بتنمية الصناعة المحلية وتلبية الطلب المحلي المتزايد على منتجات الحديد في قطاع التشييد والبناء والمركبات، والمرافق الخدمية، والطاقة المتجددة، والنقل، والخدمات اللوجستية، وذلك بما يتوافق مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.
وقال يزيد الحميّد، نائب المحافظ ورئيس الإدارة العامة للاستثمارات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في “صندوق الاستثمارات العامة” “ستجمع هذه الفقات بين القدرات المالية للصندوق وخبرته الصناعية مع الخبرة الفنية والتجارية الرائدة في حديد والراجحي ، لخلق بطل وطني في قطاع الصلب في المملكة العربية السعودية”.
ويتزامن توسّع صندوق الاستثمارات العامة في قطاع التعدين محلياً مع توسعه عالمياً أيضاً، حيث كان قد دخل أواخر يوليو (تموز) الماضي في مشروع مشترك مع شركة التعدين العربية السعودية “معادن” لشراء 10 في المئة في وحدة المعادن الأساسية التابعة لشركة “فالي” البرازيلية، في صفقة بقيمة 2.6 مليار دولار.
علماً أن “فالي” تعتبر أكبر شركة تعدين في البرازيل، وقد منحت السعودية بموجب تلك الصفقة مصالح في مناجم لإنتاج النحاس والنيكل ومعادن صناعية أخرى، من إندونيسيا إلى كندا.
وفي مايو (أيار)، وقعت “أرامكو” السعودية وصندوق الاستثمارات العامة، وشركة “باوشان” الصينية للحديد والصلب اتفاقية لبناء أول مجمع لتصنيع ألواح الصلب في المملكة.
ومن المتوقع أن تبلغ الطاقة الإنتاجية السنوية للمجمع 1.5 مليون طن، وسيتم بناؤه في مدينة رأس الخير الصناعية، إحدى المناطق الاقتصادية الخاصة الأربع الجديدة التي أعلن عنها مؤخرا ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وفي العام الماضي، وضعت المملكة خططا لبناء ثلاثة مشاريع للحديد والصلب بقيمة 35 مليار ريال، بطاقة إنتاجية مجمعة تبلغ 6.2 ملايين طن، كجزء من رؤية 2030.
انقر هنا للاطلاع على المزيد من أخبار الأسواق.
